إذن أعطه الحوت.. هو عنوان كتاب يضم 20 طريقة لاستخدام الميول ومجالات الخبرة وجوانب القوة لدعم ومساندة الطلاب ذوي التوحد.
كتاب مفيد جدًا أنصح بإقتنائه بالرغم أن الكاتب وجه الطرق للمعلمين خصيصًا لكنني رأيتها كطرق مفيدة للإخصائي الإجتماعي أيضًا و أولياء الأمور وكل من يتعامل مع فئة التوحد.
يتميز الكتاب بإرشاداته العملية يعطي المربين خلال مستوياتهم التعليمية أسلوب جديد وقوي للتفكير في ما قد يكون لدى طلابهم من أنواع "الحواز"(اي أنه يتملك شي، أو تتشكل ميول عميقة ناحيته) باعتبارها أدوات إيجابية للتدريس تساعد في تهدئتهم وتزيد من دافعيتهم وتحسن تعلمهم.
جاءت فكرة الكتاب من لقاءات مع السيدة "جوميز" Mr Gomez مديرة مدرسة تعليم عام بشيكاغو، في أحدى اللقاءات حكت هذه القصة:
"بدرو" Pedro صبي صغير ذو توحد، كان يصرخ في صف الحضانه في اليوم الأول للمدرسة، وسمعت السيدة "جوميز" مديرة المدرسة، صراخات الطفل وسارت إليه، لاحظت معلمتين يتناقشان الطريقة المناسبة للتعامل مع الموقف. وكان يبدو أن "بدرو" بدأ يصرخ، لأن معلمة الحضانة أخذت منه لعبته المفضلة- الحوت. معتقدة أن تلميذها الجديد سيكون أكثر نجاحًا بدون "تشتت" ملكيته المفضلة، وقررت أن تحاول تخبئتها منه. لكن المعلمة الأخرى التي كانت تشاركها التدريس وهي معلمة تربية خاصة كان لها رأي آخر في الموقف سألتها، " ماذا تريديه أن يفعل؟"..أجابتها:، " أنا أريده أن يؤدي عمله. أنا أريده أن يشارك". فكرت معلمة التربية الخاصة لدقيقة ثم أجابت، "إذن..أعطه الحوت"
بعد هذه الحادثة بدأ الأطفال في الحضانه يحضرون"لبدرو" صورًا للحيتان ليدخلوا السرور إليه ويساندوه ويتواصلوا معه. وبدأت المعلمة تدمج الحيتان في دروسها في أمثلتها وبيئة الصف.
من هذه القصة نستخلص طريقة من طرق التعامل مع ذوي التوحد، خاصة إذا توجهنا نحو دمج أطفال التوحد مع الأسوياء. فالطفل التوحدي غالبًا يكون متعلق بشيء معين، إذا فعّل الإخصائي الإجتماعي أو من يتعامل مع ذوي التوحد هذه الطريقة واستخدم ما يميل إليه الطفل كوسيلة لدمج الطفل التوحدي مع غيره يستطيع أن يصل به إلى درجة من التفاعل مع زملاءه.
من كتاب"إذن.. أعطه الحوت"(القاهرة،عالم الكتب،2013) للمؤلفين بولا كلوث وباتريك شوارز، ترجمة: د.مصطفى صبح أحمد رحيل .