طريقة خدمة الجماعة وشغل اوقات فراغ التلاميذ بالمدرسة

طريقة خدمة الجماعة وشغل اوقات فراغ التلاميذ بالمدرسة
النشاط الحر المنظم هو الذي يفجر اوقات الابتكار والخلق ،وهو وسيلة المدرسة لتشكيل شخصية التلميذ وصقلها وصولاالى تكوين المواطن الصالح الذي يعرف حقوقه و واجباته ويحرص على التمسك بها .واتفاق مجموعة من التلاميذ في الميول والاستعدادات والصفات المشتركة واهتمامهم بلون من الوان النشاط يعني تكوين جماعة صحيحه ،تحتاج الى رائد يوجهها لتحقيق اغراضها .والادارة المدرسية الناجحة هي التي تستطيع ان تنفهم طموح التلاميذ والطلاب ومعتقداهم وعيوبهم ونقائصهم ،والتنظيم الواعي عو الذي يدرك مباديء الهندسية الانسانية في التعامل مع الافراد في الجماعات .
وقد استلزمت الحياة الحديثة انتشار الجماعات الاختيارية المنظمة ،التي يجد فيها الافراد فرص النمو والتعبير عن الذات وممارسة نشاط ترويحي لا يتيسر لهم مزاولته بمعزل عن الجماعة ،وساعد تعقد وتشابك الحياة الحديثة على زيادة تعطش الانسان الى النشاط الترويحي ،ويختلف لون النشاط الترويحي .ويختلف لون هذا النشاط وطبيعته بحسب المستويات الثقافية والمهنية وبحسب طبيعة عملهم ودرجة الامان والطمأنينه التي تسيطر عليهم .واذا القينا نظرة عبر التاريخ ،لأكدت لنا احداثه أن النشاط الترويحي لم يزدهر الا في البلاد التي دفعت به الى مستوى المسائل الحيوية ،التي تستلزم التنظيم والتخطيط وان البلاد المختلفه يزداد فيها حجم وقت الفراغ دون ان يوجه توجيها ،يتفق مع حاجات المجتمع ومستلزمات تطويره.
فبالتالي يواجه يواجه التنظيم في مجال الترويح المدرسي بوجه خاص صعوبات اهمها :
1- لايستطيع التلميذ ادخار وقت فراغه – فهذا الفراغ ليس بسلعه يتسنى له تخزينها كي تستعمل في فرصة اخرى في المستقبل – ولهذا يجب على الاخصائي الاجتماعي المدرسي ان يضع في اعتباره المسائل الاتية :
أ- ان تواجه البرامج الترويحية كافة الميوال الفردية المتباينه .
ب- ان تواجه الاحتياجات الانشائيةفي المجتمع المحلي ،,في النطاق القومي ايضا .
ج-ان تتفق مع المجالات الزمنية لوقت الفراغ لجميع فئات التلاميذ ،بمعنى أن تلبي حاجات الفراغ اليومي من جهه والاسبوعي والسنوي من جهة اخرى .
د-أن تتفق مع مراحل العمر المختلفه ،ومع الاحتياجات الترويحية لكل مرحلة منها .

2- اختيار الفرد للنشاط الترويحي الامثل مهمة شاقه لاتقل عن مهمة اختيار المهنه العادية ،ولهذا يجب أن يوضع بالاعتبار الاتي :
اهمية التوجيه لاختيار المهنى الملائمة لاستعداداته وميوله وقدراته ولهذا للتوجيه اهمية كبرى في تكامل شخصية الفرد لانها تزيد من تفكيره وتساعد في التوازن المنشود بين عمله ونشاطه الترويحي .

3- عدم توافر الامكانيات القيادية التي تهيء للمجتمع فرصة تنمية الهواية والاحتراف جنبا الى جنب ولهذا يجب ان يضع الاخصائي الاجتماعي المدرسي مايلي :
أ-توفير برامج لاعداد قادة للتغلب على قصور البرامج الترويحية في جذب الافراد واشباع اهتماماتهم إذ لاجدوى من وراء اي برنامج ترويحي لايشرف على تنفيذه عدد من القادة المدربين .

ب-اعتبار الترويح ضرورة حيوية داخل الاسرة وفي برامج الدراسة وفي وقت العمل وهذا يتحقق عن طريق التوجيه والاشراف على برامج الاذاعة والتلفزيون وتنظيم الالعاب الداخليه في الاسرة او بين اسر المبنى الواحد او الحي الواحد .
ج- الاحتراف وسيلة لتنمية الهواية ،بمعنى ان تكون تنمية الهوايات الترويحية لدى مجموعة التلاميذ غاية في ذاتها ,والاخترف الذي نعنيه هو الاعداد ببريادة .

4-يقع على عاتق الادارة مهمة تهيئة انسب اساليب الترويح التي تساعد على تفريغ الشحنات والدوافع العدوانية عند بعض الافراد .
5- من الضروري ان تقدم برامج تدريب الرواد والقادة على الاسس الاتية :
أ- ان يسلم بان الجماعه التي يتعامل معها وحدة مستقلة بذاتها عن غيرها وان كل عضو في الجماعة له شخصيته المستقلة ولهذا فمن الضروري أن يتأكد تماما من حق الجماعة إادارة شئونها الخاصة بمعرفتها وان لكل فرد الحق في تحديد اوجه النشاط .
ب-أن يكون الاخصائي أو القائد قادرا على مشاركة الاعضاء في شعورهم ،دون ان يشعرهم بأنه يعاني الموقف نفسه.
ج- أن يكون قادرا على ان يتقبل كل مظاهر العداء والكراهية بالروح نفسها التي يتقبل بها مظاهر الحب والود التي قد تظهر من بعض اعضاء جماعته .
د- ان يكون قادرا على فهم مظاهر السلوك وان يتعمق وراء دوافع السلوك لتحقيق المصلحة العامة لافراد جماعته .
هــ- ان لايحتقر اي تصرف يظهر من جانب الاعضاء .
و- ان يكون قادرا على التعامل مع اعضاء جماعته حتى لو اختلف معهم بالرأي .
ز-ان يكون قادرا على استخدام السلطة في المواقف التي تتطلب ذلك دوم ان يسيء استخدامها (مثال : اذا تبين خروج الجماعة عن الاداب المرعية او محاولتها تحطيم بعض للقيم السائده وهروبها من موقف يتطلب المشاركة الجماعية ،فمن الواجب هنا ان يستخدم سلطته دوم ان يخرج بهده السلطة عن حدود القيم المرعية والاداب السائدة ) .
ط-ان يكون قادرا على اظهار التسامح وان يعمل على بث هذه الروح في الاعضاء .
ي –ان يمهد الطريق للاعضاء على ان يجدوا حلولا للمشكلات التي ترتبط بالجماعة .
ك- ان يعمل في حدود اهداف المؤسسة التي ترتبط بالجماعة .


محمد نجيب توفيق : (الخدمة الاجتماعية المدرسية)،ط1،القاهرة،مكتبة الانجلو المصرية،2000م، ص431-437