لا يوجد مجتمع من المحتمعات نستطيع ان نطلق عليه (المدينة الفاضلة) وكذلك هو "مجتمع المدرسـة" لا تخلـو أي مدرسة من وجود "بعض" مظاهر الانحرافات الأخلاقية ولـــكــن/
ما مفهوم الانحرافات الأخلاقية؟! وما اهم هذه الانحرافات الأخلاقية في المدارس؟.
ينضوي تحت مدلول الانحرافات الأخلاقية كل مظاهر السلوك التي لا تتفق مع الآداب العامة والقيم الأخلاقية المتعارفة والمعايير الاجتماعية والإنسانية.
غالبا وجانب كبير من هذه الانحرافات الخلاقية لا يختلف توصيفها بإختلاف المكان والزمان إلا أن بعض هذه الانحرافات تعتبر كذلك في مجتمع معين وزمان معين بمعنى أن التقاليد والعادات والعرف السائدة في المجتمع تطبع بعض مظاهر السلوك بطابع يرتضيه ذلك المجتمع ويقره في حين أنه ينبذ بعض المظاهر الأخرى ويعتبرها خروجا عن آداب المجتمع ونظمه.
أهم الانحــرافات الأخلاقيــة في المدارس:
الغـــش
يظهر الغش في صور متعددة من أبرزها الغش في الامتحانات ويعتبر الغش إنعكاسا لمشكلات يعانيها الطفل فهو تعبير-أحيانا- عن سوء التوافق في حياة التلاميذ الأسرية أوالمدرسية وبالرغم من أن النظام المدرسي يقضي بعقوبات صارمة في حالة التلبس بالغش إلا أن هذا لا يعفي الأخصائي الاجتماعي من ممارسة دوره ومن الضروري الوقوف على جميع الظروف الاجتماعية والتربوية التي تحيط بالطالب إذ أن هذه المشكلة قد تقبل إلــى حد الفصل والحرمان من متابعة الدراســة.
الســرقة
كثيرا ما يشكو بعض التلاميذ من فقد كتبهم وأدواتهم المدرسية وقد يصل المر إلى فقد نقودهم عندما يرتدون ملابس الرياضة أو المعامل ويخلعون ملابسهم اليومية ويتكرر وقوع هذه الحوادث في فصل أو فترة معينة بالذات مما يدفع المدرسة إلى فرض رقابة شديدة عـلى التلاميذ او تفتيشهم قبل مغادرة المدرسة.وقد يحدث أن يضبط تلميذ أو أكثر متلبسين بالسرقة وغالبا ما يتعرض مثل هذا التلميذ الذي تصرف هذا التصرف إلى عقاب شديد من جانب المدرس من جهة وإلى إحتقار وإزدراء الجماعة له من جهــة اخرى.وبالرغم من شدة آثار العقاب المادي المدرسي إلا ان العقاب المعنوي المتمثل قي نبذ الرفاق له ولسلوكه يؤثر تأثيرا عميقا في علاقته بالمجتمع المدرسي بوجه عام.
الــوشاية والكذب
تعتبر هذه الأنواع من الانحرافات الخلقية من قبيل الانحرافات الثانوية التي لا تواجه-عادة- من هيئة المدرسة بالتقويم أو العقاب الذي يتناسب مع درجة خطورتها فهي من قبيل المخالفات الروحية التي لا تنظم التشريعات أساليب الرقابة عليها إلا في حدود معينة كالكذب أو شهادة الزور امام القضاء مثلا.ولكن حدوث مثل هذه المخالفات في الحياة اليومية العادية يعتبر من الأمور التي لا محال لردعها او علاجها عن طريق اساليب عقابية ولكن من المهم أن لا تكون المدرسة مجتمعا يساعد على تنمية هذه الانحرافات وبالوقوف موقفا سلبيا إتجاهها.
ولهذا تؤدي خدمة الفرد كطريقة في الخدمة الاجتماعية إلــى علاج ألوان الانحراف التي تظهر في صورة الوشاية أو الكذب أو شهادة الزور عن طريق برامج الإرشاد الفردي الذي يصاحب برامج إرشادية جماعية منظمة تستخدم فيها أساليب الاعلام السمعية والبصرية.
بتصرف
اسم الكتــاب: لخدمة الاجتماعية المدرسية
تأليف: أ.د محمد نجيب توفيق
النــاشـر: مكتبة الأنجلــو المصرية
1417هـ-1996م