قال تعالى: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا"
نستمتع كثيرا عند رؤية الأطفال، وعند العب معهم، وعند التحدث إليهم، تمتعنا أحاديثهم الشيقة، ومقالبهم الظريفة، وحركاتهم الغريبة، ولا تقل متعتنا عند الاستجابة لطلباتهم، بل نتسابق إلى تدليلهم.كلنا نتوقع مل يسرهم ويدخل البهجة إلى نفوسهم حينما نختار لهم الهدايا، كما نتوقع طلباتهم مسبقا عند أخذهم إلى السوق.طبيعتهم الطفولية البريئة تجعلهم ينجذبون نحو ما هو ممتع للعين. ومبهج للقلب، ويدخل السرور إلى النفس.
إنهم الأطفال؛ لا غيرهم من يملؤون الدور حيوية ومرح ونشاط، يلعبون، ويتسلقون، ويصرخون، ويضحكون، ويبكون،ومع ما يقومون به من مشاكسات وإزعاج هم زينة الحياة الدنيا.
ينجذب الأطفال نحو الألعاب ذات الأشكال الغريبة، والحلويات ذوات الألوان الجميلة، والرسومات وشخصيات الكرتون المحببة، والكثير من الأشياء الممتعة و الغريبة. ونحاول أن نوجه اختياراتهم نحو ما نعتقد إنه الأفضل من خلال خبرتنا، نفلح أحينا ونخفق في أحيان كثيرة. وأخيرا هم يفوزون، ولكن مع ذلك هم يتعلمون من خلال توجيهاتنا لهم، ويتعلمون من خلال لعبهم، ويتعلمون من خلال اختياراتهم، ويدركون ما هو الضار والمفيد بتجربتهم. وتستمر سعادتهم وتستمر متعتنا بهم،ويستمر تعلمهم بلا تكلف.
يدخل أطفالنا المدرسة بين عمر السادسة والسابعة، وقبل المدرسة نجدهم يسارعون مع آبائهم وأمهاتهم إلى السوق لإختيار الحقيبة المدرسية ذات الألوان الجميلة، والأدوات المدرسية ذات الأشكال الغريبة، والدفاتر المدرسية التي تحمل الشخصيات الكرتونية المحببة، ويختارون كل ما يناسب مرحلة طفولتهم. يعودون للبيت منتشين بهذا الاستعداد البهيج، وفي صباح أول يوم دراسي نراهم يستعدون للمدرسة نراهم يستعدون للمدرسة استعدادهم ليوم العيد.
ما هي إلا أيام قلائل وينقلب الحال رأسا على عقب. فقد اختفت جذوة النشاط المعهود، وقلت المشاغبات الظريفة، ولم يصبحوا منجذبين للمدرسة كأول يوم.
بعض المعلمين والمعلمات يطلب دفاتر بألوان معينة غير التي اختارها الطفل، وأشكال محددة غير التي يحبها الطفل، يرفض المعلمون هذا الدفتر بحجة الصورة التي عليه، والحقيبة بحجة ألوانها الصارخة، والأقلام بحجة أشكالها الغريبة، ...إلخ. يتسابق المعلمون والمعلمات لإعطائهم الكثير من الواجبات، ويحملوهم الكثير من الطلبات، ويواصل أولياء الأمور الضغط عل أبنائهم لإنجاز الواجبات، وحفظ النصوص وتحضير الدروس.
لقد سلبنا أطفالنا جزء كبير من طفولتهم البريئة، فقد أصبحت خياراتهم محدودة، وساعات لعبهم معدودة.وكذلك سلبنا أنفسنا متعة كبير. فلماذا نحدد خيارات أطفالنا بأنواع محددة من الأدوات المدرسية، وما وجدت هذه الأدوات ي السوق إلا لاستهلاك طلبة وطالبات المدارس، وذلك بإذن من الجهات المعنية التي لم تجد غضاضة في استخدامها، ولو وجدت فيها ما يعيبها لمنعتها.
لماذا نثقل كاهلهم بالواجبات المنزلية، ونحن نعلم الكثير من أساليب وطرق التدريس الجديدة التي تعينهم على انجاز الكثير من واجباتهم المدرسية، وتزيد من فاعلية تعلمهم.
لماذا يبالغ أولياء الأمور في الضغط على أبنائهم مع بداية العام الدراسي، ولا يتيحون لهم مساحة كافية للتمتع بمباهج طفولتهم.
أصبحنا نحمل أطفالنا فوق طاقتهم كثيرا، ووضعنا لهم قيودا كثير، ولم ندرك أننا ضيقنا بذلك على طفولتهم البريئة، فلنحرص على أن نترك لهم مساحة كافية من طفولتهم السعيدة، حرصا على تعلمهم وتنشئتهم تنشئة حميدة.
التطوير التربوي، مقال لـ:خال الشقصي، العدد44، أكتوبر 2008م، ص70
هذا ما نراه في مدارسنا، تم ضغط الأطفال بالواجبات والأعمال ما لا يطيقون، فبدلا من أن تكون المدرسة المكان المحبب لهم، أصبحت المكان الذي ينفر منه الطلاب وينتظرون الإجازات بفرحة غامرة ليعيشوا بعيدا عن جو المدرسة والضغوط والأعباء الكثيرة...
هناك أساليب واستراتيجيات بإمكلن المعلمين أن يستخدموها لتقديم الماده العلمية، فهناك التعلم باللعب، وهذا ما يحبه الأطفال، فما يرغبون فيه سيبدعون فيه، ولكن ما يسحصل في الواقع أن نجبرهم على الدراسه فهذا يؤدي إلى توليد شعور بالكره تجاه المدرسة عند الطفل...
والله المستعان