المعلمون والنشاط المدرسي

" يخطئ المعلم لو تصور أن مسؤوليته تنحصر في العمل داخل الفصل الدراسي ذلك لأن ذلك كثيرا من أهداف المنهج الدراسي والتي يسعى إلى تحقيقها تتحقق من خلال المناشط التي يمارسها الطلاب في المدرسة وخارج الصف الدراسي. كما إن فاعلية المعلم داخل الفصل تتوقف على مناخ للنشاط العام في المدرسة، ومن هنا فإن المعلم مطالب بأن يمد مجال عمله إلى تنظيم جماعات النشاط والإشراف عليها والمساهمة في التنظيم الإداري والفني والعلمي لهذه الجماعة.
يضاف إلى ذلك أن الإعداد العلمي للطلاب غير مقصور على ما يتم داخل الفصول بل أن عديدا من أهداف هذا الإعداد لا يتحقق بصورة كافية داخلها، وبالأساليب التي تسمح بها إمكاناتها المادية والزمنية. كما أن التربية المتكاملة تقتضي وجود مناخ عام يسود المدرسة ويهيئ الظروف والإمكانات المناسبة لتحقيق أقصى نمو ممكن للطلاب. فبسقوط الحواجز التقليدية التي تحيط بالعمل داخل الفصل تزداد ايجابية الطلاب وتنمو قدراتهم وميولهم ومواهبهم وترتفع درجة التعاون بين الطلاب ومعلميهم، ويتم تبادل الفكر الحقيقي بينهم، وتزول بعض محددات التعلم كالحفظ والتذكر ليحل محلها الاهتمام بالابتكار والعمل العلمي.
وللمعلم أغراض محددة من هذا النشاط يسعى إلى تحقيقها، ولديه معرفة بالوسائل التي تؤدي إلى هذه الأغراض، ودراية بالتلميذ وكيفية توجيهه الوجهات التي تصل به إلى تحقيق الأغراض المطلوبة، فهو لا يعطل نشاط التلميذ، بل يعينه عليه، ويفتح له الأفق حتى يتنوع النشاط ويزداد بتوجيهه، وعليه أن يكسب ثقة التلميذ، ويشيع في نفسه الاطمئنان والأمان.
ولذلك كان على المعلم أن يداوم دراسة وسائله ونقدها والبحث فيها وتعديل عناصرها، عليه أن يسترشد بدليل للمناشط يعرفه بكل جديد من المناشط، وبأهدافها ووسائل تحقيقها وبالصفات التي يجب أن يتحلى بها والتي تيسر له التفاعل مع تلاميذه، وتأكيد علاقات سليمة بين التلاميذ بعضهم البعض، وبالجماعة التي ينتمون إليها من خلال ما يمارسونه من نشاط. وواجب المعلم أيضا الإشراف على نشاط التلميذ وحسن توجيهه لأن نشاطه في الجماعات المختلفة دلالة على تصرفاته في المجتمع المدرسي وغير المدرسي.
والمعلم الناجح عليه أن يتفق وطلابه على النشاط الذي سيقومون به في جماعات، وأن يوجههم ليقسموا أنفسهم إلى جماعات صغيرة لا يزيد عدد أعضائها عن خمسة أو ستة أشخاص ولأن الجماعات الكبيرة تتيح الفرصة للجلبة ولا تنتج كثيرا، وعلى المعلم أن يهيئ ظروف العمل الجيد وإمكاناته وأماكنه ووقته وأهدافه، وأن يساعد الجماعة على أن تختار مقرا لها ومقررا من بين أعضائها وأن يتفق مع طلابه على القواعد التي تتبع فتؤدي إلى نجاح العمل على أن تكون هذه القواعد مرنة تعدل عند الضرورة وأن يتأكد من أن كل عضو في الجماعة يقوم بعمله.
ومن أهم الأسس التي يجب مراعاتها عند اختيار المشرف على النشاط أن:
يتصف بالذكاء والحماسة في العمل، فنجاح النشاط يرتبط بصفات المشرف عليه وقدراته. والذكاء مطلب أساسي لفهم الطلاب وحسن قيادتهم بأسلوب ديمقراطي لاختيار أسلوب العمل الفعال وتقديم أفكار مبتكرة واقتراح أفكار مفيدة والحماسة القلبية مطلب مهم أيضا في إنجاح النشاط حيث توفر الحماسة درجة عالية من النشاط والحركة والاهتمام بالعمل والميل إليه وإكساب الطلاب حب العمل والنشاط ودوام ممارسته.
يؤدي دور المستشار للنشاط فهو بما توفر له من فهم الطلاب وفهم لطبيعة النشاط وهدفه يوجه طلابه في ود وصداقة دونما تسلط أو ضغط لان النشاط هو نشاط الطلاب لا نشاط المشرف، وعليه أن ينفذ بواسطتهم النشاط على أن يجد لنفسه مكانته في مواقف المشورة وعند الخطأ ليوجههم ويرشدهم وييسر لهم دونما تنفير.
اختيار مستشارين متخصصين لإنجاح النشاط مع الاحتفاظ بالمسؤولية الأولى للمشرف. وهؤلاء المتخصصون يعملون على تزويد الطلاب بخبرات ناجحة ويخفف من أعباء المشرف عند الحاجة إلى جوانب متخصصة لإنجاز النشاط.
مسئول مسؤولية تعليمية في قيامه بالنشاط فهو جزء من واجباته التعليمية، لا يحق له أن يتخلى عنه ولا أن يتحمل أعباء أكثر من طاقاته الموزعة بين برنامج أكاديمي وآخر للنشاط، وعلى إدارة المدرسة أن تحقق جانبي الايجابية والتوازن في توزيع واجبات المعلمين.
يتناول تقويم المعلمين مشاركتهم في الإشراف على المناشط ومدى نجاحهم في تحقيق أهداف النشاط الممارس.
يشكل مشاركة المعلمين في النشاط جزءا أساسيا من داولهم المدرسية وأعمالهم التربوية داخل المدرسة.
يقوم المعلمون طلابهم في ضوء مشاركتهم في المناشط في الدرجات المخصصة للطلاب عن أعمال السنة وفي الامتحانات النهائية آخر العام الدراسي". (1)









(1) حسن شحاتة، النشاط المدرسي، الدار المصرية اللبنانية، ط7، مصر، 2002م، ص53_56،(بتصرف).