الوظيفة الاجتماعية للمدرسة

• الوظيفة الاجتماعية للمدرسة:
ان المدرسة بوصفها احدى المؤسسات في المجتمع تعتبر وحدة بنائية في اتساق المجتمع وبالتالي يصدق عليها فكرة التساند البائي والوظيفي الذي يتحقق من خلالها الاتساق للنسق الاجتماعي وتوازنه وهي على ذلك قد نشأت بنية الاستمرار والدوام وبهدف تحقيق اشباع الحاجة الاساسية لدى المجتمع وفي مقابل ذلك يوفر لها المجتمع الدعم المادي والمعنوي والتأييد الكامل ويضفي عليها الشرعية التي تسمح لها بأداء وظيفتها على أحسن صورة ممكنة.
ومن ذلك فان دور المدرسة يتحقق وفقا وفي ضوء وظائف المنظمات الاخرى الموجودة في المجتمع على أساس أنه رغم تميزه إلا أنه يتكامل مع بقية وظائف المنظمات الاخرى ولفظ وظيفة المدرسة كانت ولا تزال ترتبط برباط وثيق بوظيفة الأسرة وتتممها و لكن عندما بدأت تتخلى الأسرة عن أهم وظائفها أو بدأت تصبح عاجزة عن القيام بهذه الوظيفة الأساسية ألا وهي وظيفة التنشئة الاجتماعية , أصبح لزاما على المدرسة أن تغير من وظائفها لكي تكمل ما تنازلت عنه الأسرة و أصبح دور المدرسة بجانب العملية التعليمية الإسهام بفاعلية في عملية التنشئة الاجتماعية .
والمهمة الأساسية للمدرسة هي اعداد جيل صالح له من المقومات والخصائص النفسية والاجتماعية والبدنية والعلمية ما يمكن من أن يكون قادرا على إعادة صنع الحياة و على أرضه و أن يحقق بالعمل ما أن يبغيه بالأمل. *
1) اعداد القوى البشرية القادرة على العمل والانتاج.
2) حفظ واستمرار التراث الثقافي للمجتمع.
3) المحافظة على تقاليد الثقافة الفرعية.
4) المدرسة وسيلة للتجديد والتغيير والاصلاح الاجتماعي.
5) المدرسة وسيلة لخلق التجانس الثقافي بين أفراد المجتمع.
6) تبسيط الخبرة الانسانية.
7) المدرسة وسيلة لتحقيق التماسك الاجتماعي.
المدرسة وسيلة للضبط الاجتماعي.
9) المدرسة وسيلة لإعداد المواطن الصالح.
10) المدرسة وسيلة لتحقيق النمو المتكامل للشخصية.
11) المدرسة وسيلة للإشعاع الفكري .
12) التنشئة الاجتماعية.
13) المدرسة وسيلة لإحداث التغيير الثقافي الملائم للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
14) المدرسة وسيلة للتكيف الاجتماعي.
15) المدرسة وسيلة للاختيار التعليمي والوظيفي. #


*ماجدة السيد عبيد وآخرون, وقفة مع الخدمة الاجتماعية, ط1, دار صفاء, الاردن- عمان, 2001, ص 160.
#محمد سيد فهمي, الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية, ط1, المكتب الجامعي الحديث, مصر- القاهرة, 2012, ص:ص 221-216.

تعتبر المدرسة أحد المؤسسات الاجتماعية التي أنشأها المجتمع من أجل أداء بعض الوظائف الاجتماعية والتي بدورها تؤدي إلى إشباع بعض الاحتياجات الضرورية في المجتمع. وتحددت وظائف المدرسة نتيجة للتغيرات التي تحدث في البناء المجتمعي، حيث تتفاعل المدرسة مع المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع وتتساند معها تساندا وظيفيا. حيث نرى إن المدرسة كانت في بداية ظهورها عبارة عن مؤسسة تعليمية بحتة ولكن بسبب تخلي بعض المؤسسات الاجتماعية الأخرى في المجتمع عن أداء وظائفها تزايدت مهام المدرسة. فعلى سبيل المثال كانت الأسرة هي المؤسسة التي تهتم بالتنشئة الاجتماعية إلا إنه بسبب تحلل بعض القيم المجتمعية وتشعب متطلبات المجتمع المعاصر بدأت الأسرة تتخلى عن هذه الوظيفة لتتبناها المدرسة.ومن هنا نرى إن المدرسة لم تعد فقط مؤسسة تعليمية بل وأخذت على عاتقها مجموعة من الوظائف الأخرى مثل الوظائف التربوية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ومن هنا ومع تعاظم دور المدرسة بدأت الخدمة الاجتماعية بالتغلغل إلى وسط هذا البناء الاجتماعي من أجل مساعدة الطلاب على رفع مستوى وأداء قدراتهم الطبيعية ومساعدتهم على التكيف مع أبنية المدرسة المادية منها والمعنوية، بالإضافة إلى مساعدة الطلاب على تجاوز الصعوبات التي تحول عن استغلالهم لموارد المدرسة وحتى لا تتحول هذه الصعوبات إلى مشكلات. ويتم هذا بأكمله عن طريق البرامج التي يصممها الأخصائي الاجتماعي في المدرسة باعتباره الشخص المؤهل لأداء هذا الدور.
ومن أهم الوظائف الاجتماعية للمدرسة :
1-تقوم بإكساب التلاميذ المعرفة العلمية والتكنولوجية والمهارات التعليمية المختلفة كالقراءة والكتابة والحساب والرسم فيمكن دور الأخصائي في التشخيص المشكلات التي تعيق الطالب على اكتساب المعارف الفعلية تشخيص الواقع وتحديد المشكلة ،المدرسة جانب ثانوي مساعد الى دور الأسرة فالأخصائي إذا كان فاهما لدورة فعلية إن يسعي لتخفيف هذه الوظيفة .

2-تسهم المدرسة في إعداد التلاميذ للمشاركة في التنظيمات الاجتماعية الرسمية وغير الرسمية بالمجتمع (المنهج الخفي )فالمدرسة ليست فقط القراءة والكتابة والانتقال من صف إلى صف أخر بل وفق ما هو موجود في المنهج الخفي فالمدرسة هي التي تعد الإنسان لكي يكون مقبولا بعدها في المجتمع وبعدها في المجتمع وتكسبه المعارف والمهارات والقيم والخصائص التي تساعده للرقي بنفسه ومجتمعة على السواء فلابد للمدرسة على سبيل المثال أن تغرس عدة مبادئ وقواعد وليست فقط القراءة والكتابة كما يذكرنا فلا بد أن تعلم الطالب كيف يبدي النقد وكيف يتعامل مع الآخرين بصورة لائقة راقية.

3-تعمل المدرسة على نقل الثقافة من جيل إلى أخر بما تشمله تلك الثقافة من القيم السلوكية فالأسرة أحيانا قد تكون غير مسلمة بالثقافة أو مقصرة أما المدرسة فتنشر ثقافة واحدة تنقل من ثم من جيل إلى أخر والمدرسة تجعل الأفراد على نفس المستوى من الثقافة تقريبا فعلى الأخصائي الاهتمام بعده مشكلات وان يتحدث على الأمور الخاطئة والثقافة غير الصحيحة التي قد تكون منتشرة ويسعي لتصحيحها كأمور الدجل والشعوذة والسحر فالمعلم لا يستطيع أن يتحمل كل هذا العبء الكبير من الدراسة ومعالجة المشاكل أما الأخصائي فحر طليق يفعل ويتناول من الأمور ما يريد ويستخدم الحصص الإرشادية والتوعية كأدوات مساعدة له في هذا المجال فرغم ذلك ثمة عادات وتقاليد موجودة تراكمت في الأذهان وتنافي مع الدين الإسلامي فلابد على المدرسة أن تنفي هذه الثقافة وأن تسعي لتوعية المجتمع وإزالة هذه الأفكار السلبية .

4-يسهم النظام المدرسي في النمو العقلي مثلا يكون عن طريق النقد العقلي والمهارات وإتاحة المجال للتفكير والحوار والنمو الجسماني يتم من خلال توعية الطلبة بأهميته المحافظة على الصحة وعلى أصول وعادات التغذية السليمة وممارسة الرياضة والحصول على الوجبات الغذائية قيمة فئة في المدرسي قد تكون من الفئة المعسرة فعلى الأخصائي هنا أن يساعد هذا الطالب للحصول على وجبته من التعاون مع المدرسة وأمين الجمعية التعاونية فيها فربما ينعكس هذا سلبيا على الحالة النفسية للطالب على مستواه الدراسي كما يجب الاهتمام بالناحية النفسية للطالب من أجل توفير أقصي قدر ممكن من الراحة النفسية له في ضوء التنظيمات الاجتماعية الخاصة بالمدرسة بحيث لا يتعرض لخلل في النظام.

5-تقوم المدرسة بفرز التلاميذ حسب قدراتهم وتقديمهم للمجتمع حسب الفروق القدرات الفردية لكل منها وتقديم المواطن الصالح للمجتمع ففي كل مدرسة في العالم هناك الموهوبين وهناك المجيدين وغير المجيدين فهناك فروق فردية بين الأفراد منذ الأزل وإلى الأبد ولكن هذا التباين والاختلاف لحكمة فرب طالب مجيد ليس له من المواهب شي ورب طالب مجيد لدية أكثر من موهبة ورب طالب يجمع بين الأمرين وكل ميسر لما خلق له فعلى الأخصائي البحث عن النقاط الجيدة في الطالب وتنميتها ولابد من العدالة بين جميع الفئات.

6-غرس القيم الايجابية في مواجهة القيم السلبية لمتغيرات العصر الحديث من خلال مواكبة الحديث مع مشاركة الأسرة في وظيفة التنشئة الاجتماعية فالمناهج الدراسية يجب أن تواكب التطور في العصر الحديث ولكن مع الحفاظ على القيم الايجابية مع كل تقدم مما يجب غرسها جيدا في نفوس الطلبة فيما يتعلق بالتطور والأقمار الاصطناعية والانترنت والهاتف النقال فالجميع ينظرون للجانب الايجابي ويغفلون الجانب السلبي فعلى الأخصائي أن يكون متابعا وملما لكل جديد وكل تطور وانعكاساته على الطلبة فيوظفه في توجيههم ومساعدتهم.