بالفعل أختي المشتاقة إلى الله كلامك صحيح وموضوعك شائق وقابل للنقاش , خصوصا أن الكثير منا قد مر بتجربة بعض المعلمين من هذا الصنف, وبرأيي أختي المشتاقة أن أهم علاج لهؤلاء هو تقوية الوازع الديني وترسيخ مبدأ الإخلاص في القول والعمل, فعندما يشعر المعلم أن الله يراقبه وأنه مطلع على اعماله وأن الدنيا متبوعة بحياة الآخرة عندما يستشعر أنه ضعيف ومحتاج لأعمال خالصة لله تدخله الجنة عندما يعلم أنه يحمل رسالتان عظيمتان رسالة العلم ورسالة التربية وتلك الرسالتان أهم الرسائل فبهما ينشء جيل متعلم ومربى تربية صحيحة بهما يُعبد الله حق عبادته وبهما تعمر الأرض , عندما يتأسى بالرسول الأمي الأمين الذي لم يكن يقرأ ولا يكتب ومع ذلك قادة أمة علمها ورباها وأسسها , ماباله لا يهتم بأعظم مهنة من وجهة نظري ففيها يكون المعلم حذرا لأنه يجمع بين الإخلاص في التدريس والأمانة والعدل في وضع الدرجات ألا يخاف أن يظلم والله سبحانه وتعالى يقول "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما........" , فتقوية الوازع الديني أراها أهم عنصر من الممكن أن يعيد أو يؤهل هذا المعلم لأداء أدواره الإجتماعية المدرسية .
وواقعنا للأسف بات مرير في الفترة المنصرمة , ويزداد الأمر سوءا عندما نعيش في مدرسة مختلطة يوجد بها ذكور وإناث معلمين ومعلمات ماذا عساي أن أقول سوى أن مدارسنا المختلطة أصبحت مدارس للحب أومكاتب للزواج إن صح التعبير فماذا تقولوا لمعلم يجعل ورقة الإجابة المحلولة أمام طالبة في الإختبار لأنه يريد الزواج منها, آه على معلمين ينتهي دوامهم بعد الفسحة أو قبلها, وسيتعجب البعض مادخل هذا في الموضوع , دخله أنه لا مانع من الزواج ولكن لايقحم هذه الأمور في الدراسة فيظلم هذا وذاك وهو الذي كان له شرفا ان يكون معلما دخله أن يؤدي واجبه بضمير وبحس إنساني وإن كان لايستطيع التعليم فليتركه لمن هو كفؤا لذلك أو ليدخل في دورات تدريبة تعلمه معنى كلمة معلم ذلك الذي يتلفظ على طلابه بعبارات بذيئة بدعوى أنه مغتاظ هنيئا لك الجيل الذي سيتخرج على يدك ,والإختبارات النهائية قصة أخرى فتؤخذ الإجابة من الطالب المتفوق الذي سهر وتعب وتعطى للآخرين , ولكي يقولوا عنه انه معلم ممتاز يعطي طلابه بعض أسئلة الأختبار , وآخر يدرس طلابه سنوات متتالية ويأخذهم في معظم حصص الإحتياط لكي لايفوت رؤيتها وباقي الطلاب ينتظرون رحمة الله وحالهم كأنهم أصنام جوامد لايفقهون شيئا مما يقول إلا ما استطاع إيصاله لهم , قد يقول قائل أنك تبالغين فأرد عليه بأني عايشت معظم ماذكرت وفي قلبي الآن ألف حرقة على تلك الأيام التي مضت ولم نستطع تحريك ساكن في قلبي آهات وحسرات على ذلك المعلم الذي بات متهاونا في أن يكون معلما مخلصا, مربي ناجحا, قدوة يتأسى بها جميع الطلاب!!
هذا عدى أن التعليم أصبح من أجل الإختبار والوظائف فنسأل المعلم عن معلومة فيجيبنا بأنها لن تدخل في الإختبار , وحكاية المعلمات عجيبة يمتهنن مهنتان مهنة التعليم وبائعة كماليات ومستلزمات نساء " ملابس أطفال بأسعار مغرية , ملابس قطن من الفجيرة , اكسسوارات تبدو كأنها ذهب حقيقي قرب .. اشتري" !! للأسف بعض مدارسنا أصبحت فوضى فلا يسعنا سوى أن نودع الأجيال المتعلمة ونسقبل أجيال متعلمين ولكنهم تخرجوا من مدارس الحب والغرام أو تعلموا ولكن دمائهم ملوثة بفيتامين واو, وأكرر أن الحقيقة قد تبدو مرة وأن الحقيقة تحتاج الشجاعة للبوح بها ولكن هذا للأسف هو واقعنا الذي لا احد يعلم عنه واقعنا المستتر تحت رداء العلم الذي هو بريء مما يفعلونه كبراءة الذئب من دم يوسف..
هذا ماكان يجول في خاطري ولم أقتبس حرفا من كتاب هو فقط أيام سوداء مرت علي وأردت أن أشاركها لعل هناك من يستطيع تحريك ساكن في هذه المهزلة التي نعيشها.