يروى أن شابا أراد أن يحصل على فائدة واحدة تفيده في حياته كلها, فذكروا له حكيما هنديا فسافر من بلد الى بلد يسأل عنه إلى أن وصل بيت الحكيم, دق باب بيته واستقبلته امرأة عجوز قالت له تفضل, دخل الرجل الى غرفة الاستقبال وانتظر ساعة, ساعتين ,ثلاثة ,فأوجس في نفسه خيفة وبعد ذلك إذا بالحكيم يدخل ويسلمعليه ببرود ولم يعتذر عن تأخره وجلس وسكت . والضيف يفكر,ماذا يقول وكيف يبداء؟
والحكيم الهندي ساكت ..
ثم تكلم الشاب فقال :جئت من بلاد بعيدة لأحصل منك على حكمة تنفعني في الحياة قال الهندي طيب ..وسكت.ثم قال الهندي تشرب شاي ؟ قال الرجل على الفور نعم اشرب المسكين منذ ثلاث ساعات لم يضع في فمه شي فذهب الهندي ليحضر الشاي,ولم يعد. ماذا حصل بالشاب ؟ اغتاظ وتضايق وامتلأ كوبه غضبا وانزعاجا ..
بعد قليل جاء الهندي بصينية فيها ابريق شاي واكواب وجلس ينظر اليها. ثم قال للشاب هل اسكب الشاي ؟
فأجاب بحنق وغيظ نعم .
وبداء يصب في الكاس ويصب ,أمتلا الكأس والهندي يصب و فاض الشاي حول الكاس امتلات الصينيه والهندي يصب فاض الشاي على المنضده .واستمر بالصب ,حتي نزل الى الارض فجاة قال الضيف هذا يكفي هل هذا حكيم ام مجنون ؟ قال الهندي متسائلا يكفي قال الضيف نعم قال حسنا.
وهنا قال الهندي: يمكنك أن ترجع الان الى بلدك فقد اخذت درسا كبيرا في هذا الرحله
انظر يابني, اذا اردت ان تستفيد من هذه الحياه ينبغي ان تكون كاسك فارغه , أرايت الكاس كيف امتلات وفاضت ؟فانا حين تاخرت عليك امتلات كاسك ولم تستطيع ان تستقبل مني اي شي فاذن اردت ان تستفيد من اي شي فرغ قلبك من الشواغل لتضع محله الفائده فرغ من حقد النفس من الافكار السلبيه .
مايستفاد من هذه القصة :

• أن على الأخصائي أن يفرغ نفسه للحالة التي أمامه وأن يفصل بين اللتزاماته الشخصية وبين صاحبة الحالة .
• وأن يبذل الأخصائي ما بوسعه لمساعدته كما أن يؤمن بالفروق الفردية وأن كل حالة تختلف عن الحالة الأخرى حتى وإن كانا يشتركان في المشكلة , فكل منهم يحتاج إلى طريقة مناسبة لمواجهة مشكلته ولا يحكم على صاحب الحالة بناءا على صاحب حالة أخرى.