إن وظيفة الاخصائي الاجتماعي في المدرسة تتطلب منه النهوض بنوعين من المسئوليات:
1. النشاط الجماعي: يختص بمراقبة مجال النشاط الجماعي و التأكد من أن فيه الفرص الكافية لتحقيق أهدافه وقيمه الاجتماعية، ويعمل على توفيره والرقي بمستوياته، كما يتأكد من اشتراك جميع الطلبة فيه حتى تتشبع نفوسهم بما ينتج عن ممارسته من ميزات شخصية تساعدهم في عملية النمو الاجتماعي.
ويشترك الاخصائي في بعض ألوان النشاط الجماعي، كما يتعرف على بعض الرحلات وعلى مراكز الخدمة العامة ورعاية الشباب والجمعية التعاونية وكل ما يتصل بمهنته من ألوان النشاط التي لا يصلح للقيام بها كما يجب إنسان غيره.
ويخطئ من يظن أن في مقدور الاخصائي الاجتماعي أن يقوم بجميع أوجه النشاط في المدرسة، فهذا وإن أتاح له فرصة لمخالطة الطلبة في جو طبيعي، يستنفذ كل مجهوده بحيث يقتصر عن تأدية واجبه كما يجب أن يؤديه، والمألوف أن يقوم مدرسو المدرسة بأوجه النشاط كلٌ في ميدان اهتمامه، ويصح إن كانت المدرسة كبيرة وفي حاجة إلى من ينظم أوجه النشاط التي تخرج عن حدود اختصاص مدرسي المدرسة، يصح أن يسند هذا النشاط إلى إخصائي في خدمة الجماعة للقيام به، أو أن يستخدم اخصائيون في فنون أخرى كالنحت والتصوير والصحافة وما إلى ذلك لتحقيق رغبات الطلبة وتقوية ميولهم واستعداداتهم الإيجابية.
ب. النشاط الفردي: و أما النوع الثاني من مسئوليات الأخصائي الاجتماعي فينصب على الاهتمام بالطلبة اهتماماً فردياً وذلك بمساعدة الأفراد- الذين يواجهون مواقف سيئة- في الاستفادة من الخبرة المدرسية وذلك بالعمل على تخليصهم من جميع أنواع الإشكال التي تعوق نمو شخصياتهم في الاتجاه السليم. وتستدعي هذه المسئوليات أن يكون الأخصائي مدرباً تدريباً كافياً في خدمة الفرد خبيراً بأنواع المشكلات الشائعة بين طلاب المدرسة التي يعمل بها، ويجب أن يكون دائمم البحث والدراسة لهذه المشكلات وبواعثها حتى يصل ظغلى جذورها وحتى يهيء الوسائل الفعالة لإزالتها، وبذلك يعمل على خلق جو مدرسي سليم خال من المثل السئ الذي يبعث سمومه بين الطلاب، وفي مثل هذا الجو ينتج مجهود المدرس أحسن إنتاج دون أن تعترضه عقبات المشاغبة والاضطراب، كما يسود التضامن والتعاون بين الطلبة.
المصدر:
خدمة الفرد في محيط الخدمات الاجتماعية/ للدكتورة فاطمة مصطفى الحاروني