يتحدث ... لكن بلا استئذان !!!

إشاعة الفوضى والتحدث في الصف دون استئذان المعلم أو المعلمة


- ما هو موقف المعلم أو المعلمة من مثل هؤلاء التلاميذ ، كيف يسوسهم؟
- هل يثور المعلم وينفعل ،ويصرخ في وجه من يشيع الفوضى والضجيج؟
- أم يتماسك ولا ينهار، ويناقش الطلبة الخارجين عن النظام؟


ان تبادل أطراف الحديث، او الهمس بين تلميذ وآخر في غرفة الصف وفي أثناء شرح المعلم أو المعلمة، يعتبر من الأمور العادية التي يتكرر حدوثها داخل الصف، واستخدام اسلوب التهديد والوعيد والعقاب لا يمكن المعلم من علاج مثل هذه المواقف، أو منع تكرارها، أو القضاء عليها. (1)

وهنا قد يتسائل البعض ما هي العوامل المؤدية لظهور هذا السلوك في داخل الصف ؟؟؟ والاجابة كالتالي:

1 - التربية البيئية : فهنا الطالب يكون متمرد على المجتمع ، لأن منزله لم يوفر له الحياة المناسبة الكريمة ، من ملبس ومأكل ومشرب ، وممكن يقول البعض هذا ناتج عن الفقر ، ولكن الفقر لا ينشئ جيل متمرد منحرف ، والدليل العديد من أبناء الفقراء من ضمن الطلاب المتفوقين في المدرسة ، فهناك بعض الأهالي لا يهتمونه بأولادهم ، الاب منهمك في عمله الذي يتخذه مبرراً لعدم إلتقائه بأولاده ، والأم منهمكة في الأعمال المنزلية، والزيارات الخارجية وغيرها من الأمور ، وهنا كل من الأب و الأم يتعلل بعمله ، والأبناء يسقطون في الهاوية دون يد تمتد لمساعدتهم .
وممكن الأخلاق السيئة للأب كالسهر طويلاً خارج المنزل حتى الفجر ، وغيرها من الأمور التي نلاحظها منتشرة وللأسف في مجتمعنا ، المتفتحة والمدعية للتحضر والتقدم ولكنه تحضر للخلف.


2- التلميذ نفسه : ممكن يكون يكره المدرسة بدون مبرر ، أو يكره مادة معينة ، أو معلم معين مما يجعله يثير الفوضى الشغب داخل الصف .


3 - المعلم نفسه : أحياناً يكون ذا شخصية ضعيفة لا يستطيع مواجهة أي فوضى في الصف مهما كان نوعها ، أو أنه معلم متزمت ، لا يستطيع ضبط أعصابه ، صوته يرتفع بسبب أو بدون سبب ، مما يجعل الطلاب يكرهونه ولا يريدون حصته فيثيرون الفوضى ولا يهتمون لوجد المعلم غير العادل .


4- الإدارة المدرسية : أحياناً تكون القوانين النابعة من الإدارة المدرسية قوانين صارمة تجعل الطالب يكره الدروس والحضور للمدرسة ، وإذا حضر فإنه ملزماًبالحضور من جهة الأهل مثلاً ، فيحاول ان يتهرب من الدراسة والحصة بأي شكل كان ، سواء الهروب من الصف و الغختباء في احد الغرف او الأماكن بالمدرسة ، أو أنه يثير الفوضى في الصف لأجل ان يتعب المعلم من ضبطه فيطرده خارج الصف ، وهذا ما يتمناه ويرجوه .(2)

وتعتبر مقابلة مثل هذه المواقف بهدوء واتزان من جانب المعلم او المعلمة، وانذاره لهؤلاء الطلبة بالابعاد عن غرفة الصف، أو بارسالهم إلى إدارة المدرسة لاتخاذ اللازم نحو فصلهم من المدرسة لبضعة أيام، او حرمانهم من رحلة مدرسية، تعتبر من الأساليب المفيدة في علاج مثل هذا السلوك.

كما أن التفاهم مع مثل هؤلاء التلاميذ، واشعارهم بالخجل من تصرفهم وبمخالفتهم لأساليب السلوك اللائق بغرفة الصف وبإشاعة جو الفوضى وعدم تمكين المعلم من القيام بدوره، وبالتالي اعاقة باقي التلاميذ عن الاستفادة، كل ذلك من شأنه أن يترك الأثر الكبير في نفوسهم ، ويكون له ردة فعل قوي على سلوك مثل هؤلاء، مما يجعلهم يقللون من ارتكابهم للمخالفات السلوكية في داخل الصف.

ولكن اذا اراد المعلم تمكين التلاميذ من التخلص النهائي من مثل هذا السلوك، واتباع خطة طويلة المدى وهادفة، فغن ذلك يقتضي ضرورة تركيز الانتباه على مثل هؤلاء التلاميذ، ومحاولة اشراكهم في اعمال مختلفة، وتكليفهم بالقيام بها، ومتابعتهم فيما يقومون به، واشعارهم باعتماده عليهم وبدورهم الايجابي في معاونته في ادارة الصف وذلك حتى يتحملوا المسئولية، ويشعروا بأهمية المحافظة على النظام ويتابعوا تنفيذه، ويشعروا بالتالي بدورهم وبأهميتهم الشخصية، ويتمتعوا بذلك بالثقة في النفس والاعتماد عليها، وذلك يجعلهم يحاولون التخلص من مثل هذه التصرفات.(3)

ولقد وضح الدكتور جابر عبد الحميد في كتابه "القيادة المدرسية والضبط دليل المعلم للتطوير" انه ينبغي ان تكون قواعدك للسلوك واضحة بحيث يعرف التلاميذ ماهي المعايير السلوكية المححدة للمواقع المختلفة في حجرة الدراسة ، فبدلا من لصق وتعليق قواعد السلوك الأكاديمي، ينبغي أن تدرسها لتلاميذك في سياق مواقف أكاديمية محددة. وعلى سبيل المثال: حين تدير مناقشات صفية يبنغي أن تدرس التلاميذ أنك تتوقع منهم أن يرفعوا أيديهم وأنا ينادي عليهم لكي يشتركوا في المناقشة ...بتصرف " (4)

وانني لأرى انه يجب على المعلم في بعض الاحيان بأن يقوم بتجاهل بعض مواقف الطلبة المشاغبين ويشجع بقية الصف على تجاهلها، لأن الطالب المشاغب كلما وجد اهتماما من قبل الآخرين كلما زادت مشاغبه ، كما أنه اذا حقق مبتغاه باثارة الأخرين ودفعهم للضحك او الغضب كلما دفعه ذلك على الاستمرار لهذا فأفضل حل هو تجاهله خاصة اذا كان الموقف بسيطا يحل بالتجاهل.

هذا وارجو ان تستفيدو مما طرحت ...

وفقتم


المراجع :
(1) و (3) دليل الآباء والمعلمين في مواجهة المشكلات اليومية للأطفال والمراهقين، د.سعدية محمد بهادر، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، الطبعة الثانية ، الكويت،1984
(2) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
(4) القيادة المدرسية والضبط، دزجابر عبدالحميد،دار الفكر العربي ،الطبعة الأولى،2009