مجالات شغل أوقات الفراغ لدى المراهقين

مجالات شغل اوقات الفراغ لدى المراهقين:
أين يقضي المراهقون والشباب أوقات فراغهم ؟ هذا سؤال يمثل مشكلة حقيقية في حياة الشباب لان أغلبهم لا يعرف طريقة للإجابة عليه ولأنهم كثيرا ما يقعون في مشاكل مع آبائهم سببه أوقات الفراغ.
فغالبية الشباب يحبون قضاء اوقا فراغهم خارج المنزل مع أصدقائهم لفترات متأخرة من الليل وهذا ما يغضب أولياء الأمور ويزعجهم .
لذلك هنالك عدة مجالات يتم شغل اوقات الفراغ بطريقة سليمة وهي:
1- القراءة: تعويد الأبناء على القراءة او تخصيص وقت لقراءة كتاب مفيد او قصة مفيدة ويمكن ذلك بفتح مكتبة صغيرة داخل المنزل والجلوس مع الأبناء لانتقاء أفضل الكتب للاستفادة.
2- النشاط الابداعي: قد يتمتع الأبناء بمواهب وانشطة وقدرات يحبون ممارستها في الأيام العادية كالرسم أو اصلاح الأجهزة المعطلة وغيرها فيمكن لاولياء الأمور من تخصيص غرفة لاستثمار موهبة الابن كفتح مرسم داخل المنزل يمارس او يقضي الابن فيه وقته بشي مفيد وهو تنمية موهبته وصقلها.
3- النشاط الرياضي: يقول عمر بن الخطاب: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" وفي حديث عمر هذا دعوة لممارسة الرياضة وتحبيب الابناء فيها وخصوصا أن فترة الشباب هي فترة القوة التي يجب استثمارها.
4- النشاط الترفيهي: الترفيه هو أكثر ما يحبه الشباب لانهم يفرغون طاقاتهم وشحناتهم ويفرجون عن أنفسهم وذلك بالخروج للملاهي والحدائق والرحلات والنزه.
5- النشاط الاجتماعي: وهو زيارة الاهل والاقارب وتوطيد العلاقات الاجتماعية بهم واكتساب قيم وسلوكيات محبذة في المجتمع.
اقبال محمود،محمد: المراهقة، مكتبة المجتمع العربي، عمان، 2006،ط1.

مشكورة لطرحك للموضوع.

وحبيت أضيف على كلامك بعض المعلومات الخاصة بالموضوع.

حيث تعد مشكلة كيفية استثمار وقت الفراغ من أهم المشكلات التي يُعاني منها الشباب والصبية والمراهقون بصفة خاصة، وتزداد هذه المشكلة تفاقماً في ظل عدم وجود خطط أو برامج متاحة أمام هذه الشرائح طيلة أيام العطلة الصيفية، كذلك تزداد هذه المشكلة حدة بضعف أو غياب سلطة الأسرة ورقابتها على الأبناء لأسباب كثيرة، ومن ثم نجد تزايد شكاوى الأسر من مشاكل الآباء والأمهات - الموسمية - من الأبناء بسبب وقت الفراغ، وعدم استغلالهم للوقت بشكل إيجابي.

إن هذه المشكلة يبدو أنها ظاهرة سنوية، فهناك من المراهقين والشباب من نجحوا في استثمار أيام العطلة الصيفية بشكل إيجابي، وهناك من أخفقوا في ذلك، وأمضوا أوقاتهم كيفما كان متاحاً أمامهم بين النوم وقضاء ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون، أو مواقع “الإنترنت”، أو”التسكع” في الأسواق والمراكز التجارية دون هدف أو غاية، اللهم في إزعاج الآخرين، أو قضاء ساعات طويلة على المقاهي دون هدف أو غاية، سوى تمضية الوقت بصورة سلبية، ومنهم من جعل من هذه الإجازات منطلقاً لفساده، وإفساد الآخرين.

ما من شك أن هُناك في المقابل شباب نجح في استثمار هذا الوقت بشكل إيجابي، بين السفر، والقراءة، وتنمية مهارات معينة، والالتحاق في دورات تدريبية لتنمية مواهب أو مهارات معينة، أو ممارسة أنواع متعددة من الهوايات أو الانخراط في نشاط رياضي أو ثقافي معين يسهم في زيادة حصيلتهم العلمية والمعرفية.

ولكن استثمار وقت الفراغ بالشكل الايجابي يرجع إلى شخصية الفرد نفسه ونوعية البيئة الاسرية التي تربى على يدها والتنشيئة الاجتماعية التي تلقاها في ظلها..

أن الفراغ صورة مرغوبة من المشاركة الجمالية للفرد وهو سرور وإنجاز محدد ذاتياً، يمكن أن يحدث في أي نشاط أو خبرة مرغوبة، وبذلك فإن خبرة الفراغ يمكن أن تظهر في صورة نمط فراغي في الشعور يمكن أن يظهر في ثلاثة أبعاد متصلة ببعضها
(أ) بعد توقعي:
بمعنى أن خبرات الفراغ يجب أن تكون ببساطة في شكل توقع أو ترقب واعداد أو أحلام يقظة، أو تخيلات عن الاشتراك في نشاط بشكل ما، سواء كان ذلك بعد لحظات أو كان ذلك بعد سنوات.

(ب) بعد موضوعي:
ويشتمل ذلك على الاشتراك في نشاط فعلي يعتبر مصدراً للخبرة، مثل السباحة لخبرة الاسترخاء، تسلق الجبال سعياً وراء خبرة التحرر من الضغوط العصبية.

(جـ) بعد انعكاسي:
(استرجاعي) حيث تكون خبرات الفراغ محفوظة في الذاكرة حيث يمكن استرجاع هذه الخبرة بعد حدوثها، سواء كان ذلك بسنوات طويلة أو منذ لحظات معدودة.
ويرى الباحث أن خبرة الفراغ حالة شرطية وموقفية ودافعية للعقل ولكيان الفرد تتسم بالخصائص الآتية:
1 - شعور مدرك بالحرية.
2 - التركيز على ماهو مرغوب في الخبرة.
3 - تعاون بين القدرة والغرض والإدارة.
4 - الإختيار الذاتي.
5 - الأمل.
6 - الجانب الجمالي الموجه ذاتياً أي الذي تستعذب النفس التعبير به ومعايشته.


أنشطة وقت الفراغ وعلاقتها بالصحة النفسية:
يرى نيولينجر (1983) Neulinger أن هناك علاقة بين الفراغ والصحة النفسية، بحيث يمكن أن يكون كل منهما سبباً للآخر فمن ناحية قد يؤدي غياب أو وجود وقت حر إلى تغييرات في الصحة النفسية للفرد، ومن الناحية الأخرى فإن حالة الصحة النفسية للفرد قد تؤثر على الدرجة التي يمكن بها للفرد أن يعايش خبرة الفراغ، وينادي نيولينجر بأن يأخذ الأطباء النفسيون خبرة وقت الفراغ في اعتبارهم كمحك للتشخيص.
وقد أجرى بروكس وايليوت (1970) Brooks & Eliot دراسة في ولاية كاليفورنيا خلص منها إلى أن هناك علاقة بين الاشتراك في أنشطة وقت الفراغ وبين نمو الشخصية، وقد اهتمت الدراسة بإمكان التنبؤ بالتوافق النفسي للأفراد في سن 30 سنة بناء على أنشطة وقت الفراغ التي كانوا يقومون بها في طفولتهم. وقد أوضحت الدراسة أن أنشطة وقت الفراغ في الطفولة كانت أكثر في قدرتها التنبؤية للتوافق الشخصي للأفراد في سن 30 سنة عما كان لتقديرات سمات الشخصية.


إبراهيم وجيه محمود ود. محمد محروس محمد الشناوى

المصدر: مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد 2، السنة 2، 335-385

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/414/#ixzz1gn1CKEvH

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/414/#ixzz1gn0E43b8