[center]
[i]
[b][u]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......هذه أول مشاركة لي في المنتدى ,,,وأتمنى أن تكون مشاركة مفيدة , جميلة , ذاااااات ابعاد اجتماعية ونفسية "سعيدة" ...
بدأت بموضع السعادة كونها أساس حياتنا ,,,وكوننا اختصاصيين اجتماعيين مهمتنا الأولى هي جلب السعادة لغيرنا ولطالب المساعدة (العميل),,,,حيث لابد لنا في البداية ان نقوم بصقلها في دواخلنا وأنفسنا قبل زرعها في غيرنا ...ثم مساعدة الغير في حل مشاكله وجلب السعادة له ولوووو كانت مساعدة بسيطة متواضعة .. حضورك كنقطة ضوء في يوم غائم
تراك الأعين وتغييب ، ثم تراك ، ثم تغييب طويلاً
هكذا هي اللحظات السارة في حياتنا ، سريعة في انقضائها ، أم هو شعورنا بذلك الإحساس.
ماذا أفعل لكي أكون سعيداً ؟
سؤال كثر تداوله على طاولة النقاش ، وتم طرحه خفية بين الأنفس وهي تتسائل لكي تجد الحل ، وتم طرحه كذلك على الكثير من علماء النفس والدين والاجتماع ، وكأن هؤلاء فقط هم المخوليين بالجواب ، وكأن مفاتيح السعادة من ضمن المفاتيح التي تخص ميدالية المفاتيح لديهم ، ولا تملكها فئة أخرى ، وغيرهم لا يقصدون طرق السعادة .
أطلت يوماً النظر في عامل يكدح ساعات في طلب رزقه ، وسعادته أن يوفر لقمة عيش طاهرة لأبنائه ، لذا تخاله سعيداً على الدوام.
وعندما أمعنت في حاله وجدت أنه لا يملك وقت فراغ لكي يحزن ، فالفراغ يكون آخر النهار ، وآخر النهار وقت نومه ، فأدركت أنها ليست السعادة التي أبحث عنها عند هذا الفقير مادياً .
فراقبت الأغنياء وهم كثر حولنا ، فإذا بهم في قمة سعادتهم وهم بحضور الناس ، فإذا خلا أحدهم لنفسه لم تلبث الهموم تغيم سماءه الصافية ، فأدركت أن المال غير جالب للسعادة التي اقصدها.
وبحثت عند أصناف أخرى من البشر فوجدت نفس النتيجة دائماً هي البارزة ، وانها دائماً لها سبب وتغيب بغيابه ، وأنها غير حقيقية.
فأدركت أن السعادة نسبية ، وهي موجودة كلحظات ، وهذه اللحظات لا تقيدها الأغلال التي بايدينا وأرجلنا ، كما كان حال ابن تيمة رحمه الله ، الذي ترجم هذه الحالة وهو مقيد بالسجن حين قال : «ما يفعل أعدائي بي، إنّ سجني خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة، جنتي وبستاني في صدري، أينما ذهبت فهي معي لا تفارقني».
الإنسان يدرك جيداً ما يسعده ، فنظرة إلى القمر أو الطبيعة أو إلى منظر طبيعي جميل مع ترديد كلمة سبحان الله بقلب حاضر ، لها مفعول السحر على النفس.
ولكل منا طريقته في جلب السعادة ، فمن قابع على رمل شاطئ ينظر إلى طيور البحر وهي تقترب من الماء لكي تبحث عن فريستها ، وإذا بالأسماك تتطاير يمنة ويسرة لكي تنجوا بنفسها عن هذا المصير ، يعد هذا المنظر قمة التشويق والسعادة.
وآخر ينتظر شروق الشمس وأحمرارها وكانها عسجد ، بلهفة ويتمنى أن تقف الساعة ولا يمر الوقت لكي تكمل النفس حظها من هذا الجمال.
وتحيط بنا أشياء صغيرة أخرى لو نظرنا إليها بعين أخرى لوجدنا السعادة تغمرنا لحد الغرق فيها .
وقد تكونون لاحظتم معي أن أكثر الناس سعادة هي العلماء ، وكثيري القراءة والاطلاع ، لأن الحكمة دائماً تختبئ في متون الكتب ، والذي يبذل الجهد لاستخراجها يمتلكها فتكون هذه الحكم كعقد يزين بها صدره ، ولها بريق تشع لتنير دروب السالكين .