توتر العلاقة بين الطالب والمعلم

نعلم جميعا بأن المعلم هو بأسلوبه يستطيع أن يكسب الطالب, ويجعله يصغي إليه, يحب مادته التي يدرسها أو لا, وقد يصل الأمر عند بعض الطلبة بأن يكرهوا الذهاب للمدرسة بسبب معلم دائما ما يحرجه أمام زملائه, أو يقوم بنهره بشكل غير لائق جراء عمل قام به الطالب... وبعض المعلمين وللأسف وصل به الأمر إلى أن يقوم بالتفرقة بين الطلبه- وهذه مشكلة بحد ذاتها- فيميز بين هذا وذاك وللأسباب قد تكون شخصية غالبا أو قد يتجاهل وجود البعض, وغيرها من التصرفات -مع احترامي الشديد للمعلمين- ويبقى السؤال مطروحا..

ما الغرض من القيام بمثل هذه السلوكيات؟؟و لما هناك توتر في العلاقة بين الطالب والمعلم؟!!

مشكلة أزلية لابد لها من حل..

ربما ان المعلم يقوم بالتمييز بين الطلبة لا إراديا فهو لا يلاحظ ذلك , وهي ليست مشكلة أزلية مثل ما ذكر , فبإمكان الطلاب مصارحة المعلم وإذا لم يفيد إخبار الأخصائ الاجتماعي بالمدرسة لمواجهة المعلم بسلوكه و إيجاد الحلول لذلك

تقبلي مروري ..

السلام عليكم أشكرك على طرح هذا الموضوع


وأرى أن المعلم ليس آلة لتبسيط الكلمات الصعبة والتلميذ كذلك ليس مجرد آلة استقبال لذلك على المعلم أن يكون الأب الروحي المسئول عن الطالب الذي سيقف على أعتاب الغذ يرسم المستقبل .
فالمعلم الذي يعتقد أن الطلاب جميعهم سواء بالإستيعاب أو بخلفيتهم الثقافية ولا يدرك الفروق الفردية هو معلم فاشل لأنه سيكون السبب في وجود شرخ كبير بينه وبين الطالب ونتيجة لذلك سيصبح الطالب غير مبالي وليس لديه إنتماء للمدرسة ناهيك عن المشكلات الدراسية الأخرى التي قد تنتج مثل التأخر الصباحي أو الفشل ...الخ
لذا فالعلاقة بين الطالب والمعلم لا بد أن تكون شديدة الخصوصية يحكمها الوعي وتؤسسها معاني المسئوولية وتغلفها القيم .

العلاقة بين الطالب والاستاذ معيار نجاح مهمة التعليم
-


عمار عبد الحسن

لا أحد يستطيع أن ينكر بأن العملية التربوية والعلمية برمتها تقوم على قطبين أساسيين هما الطالب وأستاذه أو معلمه ، فلو تخيلنا غياب أحد هذين القطبين فإننا يمكن أن نجزم بغياب التعليم كليا وفقدانه لجدواه ، ومع أن العوامل المساعدة لهذين القطبين كثيرة ومتعددة، مادية ومعنوية ، لكن يبقى الأساس في نجاح العملية التربوية والعلمية مرتبط حصرا بالمعلم والطالب ، لهذا فإن أي خلل يشوب العلاقة بين الاثنين سينعكس سلبا على العلم والتربية .

وللتعرف عن هذا الامر ارتأت جريدة ( الرأي العام ) ان تستفهم عن هذه العلاقات من بعض من قامت بمحاورتهم ، فكانت لها هذه الوقفات :

الاستاذ الجامعي مجيد هادي حدثنا عن هذه العلاقة قائلا " من نقطة العلاقة بين الاستاذ وطالبه تحديدا تنطلق الدول المتطورة من ضرورة وضع التعليم والتربية في المسار الصحيح ، والخطوة الاولى التي تحرص على تحقيقها هذه الدول هي دعم أواصر الثقة بين الطرفين، المعلم والطالب ، وتطوير العلاقة بينهما في جميع المراحل الدراسية لاسيما الجامعية والدراسات العليا، لأن بناء الثقة بين الطرفين سيجعل من تحقيق النتائج العلمية الجيدة أمرا مؤكدا بل ومضمونا " .

واضاف " ما يجري في بعض جامعاتنا على سبيل المثال ، يؤشر خللا بين الطالب وأستاذه ، فالطلبة غالبا ما يشكون من أساتذتهم في مجالات عدة، منها عدم الاهتمام بمواهبهم ومشاعرهم وأوضاعهم النفسية التي تمثل انعكاسا لاوضاع البلد والاوضاع العائلية أحيانا ، إضافة الى أن المرحلة العمرية للطالب الجامعي تجعل منه أكثر قلقا من الاستاذ او ممن يتقدمه بالعمر والتجربة وهو أمر طبيعي ، لكن الاستاذ قد يغفل هذه الظروف ولا يعيرها انتباها ليس لأنه يريد الإضرار المسبق بطلابه، بل هو نوع من العلاقة التي بقيت سائدة بين الطلاب واساتذتهم على مدى عقود " .

من جهته تحدث استاذ علم النفس حسن عمار قائلا " هناك نواقص مادية يعاني منها الطلبة تشترك بقوة في تأزيم العلاقة بالاستاذ ، منها على سبيل المثال عدم توفير الاجواء التدريسية النموذجية او المطلوبة للطلاب ، كذلك عدم توفير المختبرات ووسائل الايضاح ، ناهيك عن الافتقاد لمناهج تدريس معاصرة تأخذ بنظر الاعتبار ما توصّل إليه العالم في مجالات التربية والتعليم ، لاسيما أن عالم الانترنت يتدخل الآن بقوة لفتح أذهان الطلبة ويطلعهم على المناهج الحديثة ويجعلهم أكثر معرفة بالفرق الشاسع بين الاساليب والمناهج التدريسية البالية وتلك التي تتسارع قدما نحو التحديث والتطور في الدول التي تهتم بالعملية التربوية وتعطيها ما تستحق من مكانة لائقة " .

واستكمل قائلا " لابد أن يتنبّه القائمون على التعليم والتربية الى الشرط الاول الذي يسهم بتحقيق النتائج المرتقبة من هذه العملية ، فالمدرس الجامعي او الاكاديمي ، لا يكفي أن يعطي لطلابه مادته العلمية بصورة آلية ، ثم يغادر قاعة الدرس بعد أن أفرغ المعلومات بتكرار ربما يفسد قيمة المعلومات أو يجعل من عملية التدريس حالة يومية معتادة تنطوي على الرتابة والملل ، هنا يأتي دور التحديث والتطوير التعليمي والتربوي في كيفية توصيل المعلومات وضخها الى الطلبة ، وهو أمر تقع مسؤوليته بالدرجة الاولى على عاتق الدولة وحرصها على مواكبة التطور الهائل والمتسارع في توصيل المعلومة العلمية وطرق وأساليب نقلها من الاستاذ الاكاديمي الى طلابه " .

المدرس تحسين عبد القادر كان له وجهة نظر اخرى حدثنا بها قائلا " لابد أن تخصص الدولة المبالغ المالية الكافية لتهيئة الظروف المساعدة لعملية التدريس ، ويمكن في هذا المجال فسح المجال أمام التعليم الأهلي الذي أثبت نجاحا ، بمعنى يمكن للتعليم الاهلي ( الجامعات والثانويات والمدارس الابتدائية ) أن تحمل جانبا من العبء الملقى على عاتق الدولة، ولكن ينبغي أن يتم ذلك وفق الضوابط المعمول بها عالميا لاسيما ما يتعلق بمعادلة الشهادة ، مناهج التدريس وطبيعة المواد العلمية المطلوبة وغيرها " . وتابع عبد القادر قائلا " يبقى الحجر الاساس في هذا المجال يتمثل بطبيعة العلاقة بين الاستاذ وطلابه ، ودرجة الثقة بين الطرفين ، بالاضافة الى أهمية توفير العوامل المساعدة للعملية التربوية سواء ما يتعلق بالدولة او الجهات المعنية الاخرى ، وكلما كانت الاجواء قائمة على التفاهم والتقارب والانسجام بين الطالب واستاذه ، كلما تحققت خطوة جديدة الى الأمام في مجال تطوير العملية التربوية وقطف ثمارها الجيدة من لدن المعنيين جميعا " .

لذا ومن هذه الاراء لمختصين بهذا الامر نرى بأنه لزاما اذا ما اريد للعملية التعليمية ان تمضي قدما بخطواتها ان تمتن جوانب العلاقة بين الاستاذ وطالبه وتهيئة الظروف المناسبة بكل حذافيرها بغية تحقيق ذلك الامر فخلاف ذلك تتعاظم الهوة بين الاستاذ وطالبه وبالتالي تتفاقم حالة الانهيار التعليمي في البلد .

السلام عليكم....

من خلال ما عايشته في واقعي أرى أن المعلم هو من يستطيع أولا أن يحسن هذه العلاقة ويجعلها علاقة مهنية طيبة، فبأسلوب تدريسه وبأسلوب تعامله لطلابه يسمح للطلاب للتواصل معه بكل ثقة ودون توتر، فهذا فن يستطيع المعلم أن يمارسه من أجل القضاء على هذا التوتر بينه وبين طلابه.