التلفزيون والعنف

بالنسبة لتأثير التلفزيون على انتشار العنف المدرسي وجنوح الاحداث فهناك حقيقتان لا مجال للإنكار هما وهما ان التلفزيون المعاصر بات يفيض بمشاهدة العنف والجريمة ,وان الناس والطلاب خاصه, في غالبية المجتمعات صارت تلتهم هذه المشاهد بشغف شديد وشهية متزايدة , وخاصة الصغار منهم ,والواقع أن بعض الأشياء تصبح جزءا من الحياة اليومية حين ينعدم الإحساس بملاحظاتها , أو بوجودها . وهكذا صار الامر مما يعرضه التلفزيون من مشاهد الرعب والعنف والإثارة والإجرام .
ومن ذلك نجد التلفزيون كوسيلة اعلامية جماهيرية يساهم مع غيرة من العوامل الأخرى في شيوع ظاهرة العنف او تنميتها كما انه يزيد من شهية الطالب للعنف أو يضاعف من قوة العنف الكامنة في الطبيعة الانسانية ,او يعلم الاطفال والشباب بعض الاساليب المناسبة لظهوره ,أو انه يساعد على تخفيف الإحساس بالخطأ أو بالشعور بالخطأ عند ارتكابه .

المرجع : كتاب العنف المدرسي بين الاسرة والمدرسة والإعلام . لدكتورة \ أميمة منير جادو

آضافة إلى هذا الموضوع،فوسائل الإعلام أيا كانت تعتبر أداة ذو حدين،والأطفال بيئة حصبة لتلقي المعلومات من البيئة المحيطة، ويمكن تفادي ظاهرة العنف بين الاطفال مهما كانت اسبابه من وجهة نظر العديد من الباحثين وهي :
1- الاهتمام بالرعاية الصحية والنفسية للاطفال .
2- مكافحة العوامل المسببة للعنف / اذا كانت تكوينية / يمنع زواج المصابين من كلا الجنسين بالامراض التي تولد العنف عند الاطفال فيما لو تم الزواج .
3- التمسك بما يمليه علينا الدين والتربية والمجتمع من قيم ايجابية .
4- الحد من ظاهرة الهجرة /لاسيما من الريف الى المدينة/ لما يسببه تباين الثقافات المحلية من اثار تولد العنف .
5- العمل على تماسك الاسرة وتقليص حجمها .. اذ كلما كبرت الاسرة ازدادت احتمالات ظهور العنف بين الاطفال فيها.
6- ابعاد الاطفال عن التسلية الضارة.
7- تأهيل الاحداث غير الاسوياء
8- تقوية الانتماء القومي والاجتماعي من خلال النوادي والمراكز الثقافية والرياضية التي من شأنها توجيه الاطفال الوجهة التربوية الصحيحة .
9- التشخيص المبكر للانحراف المفضي الى العنف، والمتمثل بالهروب من المدرسة والتسكع وتقلب المزاج .
10- تكاتف الجهود عربيا لتكريس البحوث والدراسات التي من شأنها الحد من ظاهرة العنف بين الاطفال. واقامة المؤتمرات والندوات وتشجيع الباحثين في هذا الميدان ومناشدة المنظمات العربية والعالمية كالجامعة العربية ومنظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم للتدخل بما يحد من هذه الظاهرة .

موضوع مهم جدا..اشكرك على طرحه..اضافة لمعلوماتك
يشير الإختصاصيون في علم النفس التربوي الى أن الطريق الأسهل قد يكون في منع الأطفال من مشاهدة صور العنف التلفزيوني،
إلا أنهم يؤكدون في الوقت نفسه أن هذا الحل شبه مستحيل، طالما أن العنف يدخل في غالبية الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. لذلك فإنهم يرون
الحل الأنسب في مراقبة الأهل لما يشاهده أطفالهم ومنعهم عن برامج معينة من شأنها أن تؤذي عقولهم ومخيلتهم، إضافة الى تحديد عدد الساعات
التي يقضونها أمام شاشة التلفزيون، مع ضرورة إفهام الطفل كيفية التمييز بين الخيال التلفزيوني والواقع الذي نعيشه، وتحذيره من العنف وآثاره السلبية
المدمّرة تماماً كما نحذره من مضار التدخين أو تناول الكحول أو المخدرات.