صعوبات التعلم
تشير ليرنر إلى عدد من التعريفات الخاصة بصعوبات التعلم والتي تركز على أبعاده المختلفة وهي :
التعريف الطبي : يركز هذا التعريف على الأسباب العضوية لمظاهر صعوبات التعلم كما أشار إليها كروك شانك ومايكل باست والتي تمثلت في الخلل العصبي أو تلف الدماغ .
التعريف التربوي : يركز هذا التعريف على نمو القدرات العقلية بطريقة غير منتظمة .كما يركز على مظاهر العجز الأكاديمي للطفل . كما يشير إليها كيرك والتي تتمثل في العجز عن تعلم اللغة والقراءة والكتابة والتهجئة والتي لا تعود لأسباب عقلية أو حسية ، وأخيرا يركز التعريف على التباين بين التحصيل الأكاديمي والقدرة العقلية للفرد .
مظاهر صعوبات التعلم :
تتعدد مظاهر صعوبات التعلم ، فقد تبدو المظاهر في المظاهر السلوكية أو البيولوجية أو اللغوية ، ويعتبر الفرد عاجزا عن التعلم إذا بدت عليه واحدة أو أكثر من المظاهر الرئيسة التالية :
أولا : المظاهر السلوكية
صعوبة الإدراك والتمييز بين الأشياء
ويقصد بذلك إنه يصعب على الطفل أن يميز بين الشكل والأرضية لموقف ما ، كما يصعب عليه أن يدرك الشكل أو المثير ككل فهو يرى على سبيل المثال الحرف أ على أنه ثالثة أجزاء غير مترابطة ، كما يصعب عليه أن يميز بين الصورة الصحيحة والمعكوسة للحروف أو الأرقام أو الأشكال ، فهو يكتب حرف س هكذا √ كما يكتب حرف ال د هكذا C ، أما بالنسبة للأرقام فهو يكتب رقم 4 هكذا 3 ويكتب الرقم 2 على شكل رقم 6 والعكس صحيح ، كما يكتب الرقم 10 هكذا 01 ، كما يصعب عليه ان يميز بين الأشكال الهندسية كالمثلث والمربع ، كما يقوم بجمع العمليات الحسابية بالطريقة الآتية والتي تظهر في المثال التالي :
475 +335 = 71010
الاستمرار في النشاط دون توقف
ويعني ذلك أن يستمر الطفل في النشاط المطلوب منه دون أن يدرك نهايته ، فإذا طلب منه أن يكتب الأرقام 1،2،3 على صفحة من صفحات كراسته ، فإنه يستمر في ذلك حتى بعد نهاية الصفحة وقد يستمر في ذلك المقعد الذي يكتب عليه ، هكذا بالنسبة لبقية الأنشطة .
ج- اضطراب بالمفاهيم
ويبدو ذلك في صعوبة التمييز بين المفاهيم المتجانسة أو المتقاربة مثل مفهومي مله وسكر أو التمييز بين أيام الأسبوع أو الأطوال أو الاتجاهات أو الأشكال الهندسية
د- اضطراب السلوك الحركي الزائد
ويقصد بذلك أن يظهر الطفل اضطرابا في التوازن الحركي أو المشي أو صعوبة البقاء في مكان واحد وصعوبة في القبض على الأشياء بالطريقة المألوفة عند الأطفال العاديين الذين يماثلونه في العمر الزمني كما يتصف الطفل بالنشاط الزائد والعدوانية أحيانا وسرعة الانفعال والانفجار .
ثانيا: المظاهر العصبية (البيولوجية):
الإشارات العصبية الخفيفة ، ويبدو ذلك في ظهور بعض الإشارات العصبية في مظاهر المهارات الحركية الدقيقة .
الاضطرابات العصبية المزمنة والتي تعود إلى إصابة الدماغ وتحدث قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها .
خلو عائلة الفرد من الإعاقة العقلية ، ويعني ذلك أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم هم من الأطفال العاديين غير المعوقين عقليا كما أن تاريخهم الأسري لا يشير إلى ظهور حالات الإعاقة العقلية لديهم أو لدى أسرهم .
ثالثا : المظاهر اللغوية
قد تعتبر الاضطرابات اللغوية أكثر المظاهر وضوحا واهتماما من قبل الباحثين في ميدان صعوبات التعلم ، فقد صنف ( لي ) مظاهر الاضطرابات اللغوية التي تقع ضمن ميدان العجز عن التعلم ، أهمها الديسلكسيا أو صعوبة القراءة والكتابة ، وتعتبر الديسلكسيا من الموضوعات البارزة والمميزة لمظاهر الاضطرابات اللغوية للأطفال ذوي صعوبات التعلم الديسلكسيا أحيانا بضعف القدرة على القراءة وهي من الموضوعات التي نالت الكثير من الاهتمام والبحث منذ عام 1896 على يد مورجان وحتى عام 1967 على يد جون مايكل بست ، فعلى مدار السبعين سنه الماضية نشر أكثر من 20000 من الكتب والمجلات والأوراق الكثيرة عن هذا الموضوع ، وأجمعت هذه التقارير على نوع من السلوك النمطي لدى الأطفال الذين يواجهون صعوبة في القراءة أو الكتابة ، ولكن هذه التقارير اختلفت في الأسباب الكامنة وراء أعراض الديسلكسيا تلك ، فقد اختلفت الأسباب باختلاف الباحثين في هذا الموضوع من علماء التربية وعلماء النفس والأطباء ........الخ وعلى ذلك فتعتبر المظاهر التالية ، والتي أشار إليها الباحثون على اختلاف أنواعهم من أعراض الديسلكسيا :
- صعوبة القدرة على القراءة والتي تعود إلى أسباب تتمثل في ضعف قدرة الطفل على تكوين التتابع الصحيح للمهارات القرائية .
- صعوبة في القدرة على القراءة والتي تعود إلى أسباب طبية تتمثل في الخلل الوظيفي للدماغ .
- صعوبة في القدرة على الكتابة والتي تسمى باسم (Dysgraphia ) والتي تعود إلى أسباب تتعلق بالقدرة الحركية الدقيقة ، ونقل المادة المنظورة إلى مادة حركية مكتوبة أو إلى عجز في التآزر البصري الحركي أو إلى عجز القدرة على إدراك الرموز .
- تأخر ظهور الكلام ، ويقصد بذلك تأخر وقت ظهور الكلمة الأولى عند الطفل ال1ي يتصف بصعوبات التعلم حتى سن الثالثة ، مع العلم أن وقت ظهور الكلمة الأولى عند الطفل العادي هو عمر السنة الأولى ، وتجب الملاحظة هنا إلى تأخر ظهور الكلمة الأولى قد يكون عرضا لحالات أخرى من الإعاقة العقلية أو السمعية .
- سوء تنظيم وتركيب الكلام : ويقصد بذلك أن يتحدث الطفل بجمل غير مفيدة ، كما يستخدم الكلمات والأفعال في الأماكن غير المناسبة لها فقد يضع الفعل مكان الفاعل أو المفعول بع وقد يؤخر حرف الجر وهكذا .
- فقدان القدرة المكتسبة على الكلام ، ويقصد بذلك فقدان القدرة على الكلام بعد تعلم اللغة وذلك بسبب إصابة الدماغ الوظيفية
ا.د.فاروق الروسان:سيكولوجية الاطفال غير العاديين،الطبعة5، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ،عمـان ،2001، ص ص202-209