الآثار السلبية للتلفزيون على الأطفال
_الجانب الجسمي والعقلي
يؤكد الأطباء وعلماء النفس من أن جلوس الأطفال أمام التلفزيون لساعات طويلة ،قد يهدد صحتهم البدنية والعقلية ويؤثر على حواسهم البصرية والسمعية .ويحد من حركتهم .وهم يقولون أن التلفزيون والسيارة والسيجارة والخمر هي آفات القرن العشرين لأنها تؤذي جسم الإنسان وتفسد عقله ،وتعوق الناس عن الرياضة والحركة وتؤدي إلى البلادة والكسل والخمول ،فضلا عن أنها تصيب أصحابها بالأرق والقلق .
_الجانب الاجتماعي
يقتل التلفزيون وقت الاطفال ،ويبعدهم عن ممارسة هواياتهم في القراءة واللعب والتسامر مع الأهل والأصدقاء .تقول الباحثة الكندية ك.تاجرت أن التلفزيون لا يقرب بين أعضاء الأسرة إلا ماديا ،حيث تبددت الساعات التي يقضيها الأسرة في تبادل الخبرات والأفكار والآراء لأنها أصبحت ساعات الذروة لمشاهدة التلفزيون .
والتلفزيون قد يساعد في تطوير صفة السلبية لدى الطفل والتي تستمر احيانا حتى مرحلة الشباب ،وقد تصل إلى درجة الكسل واللامبالاة بعامل الوقت ،والتي تؤدي بدورها إلى الشرود الذهني ،وقد يتعدى ذلك إلى اضطراب أوقات الفراغ والتسلية والنوم ونظام الحياة اليومية .
والتلفزيون في عرضه للتمثيليات والمسرحيات الهابطة يؤدي بالطلف إلى المحاكاة والتقليد والتحلل من القيم ،كما أن مايسمعه الطفل من ألفاظ عامية وكلمات سوقية خلال عرض المسرحيات تؤثر في لغته العربية ومفرداته اللغوية .
والأخطر من ذلك أن عقول الأطفال وامكانياتهم الفكرية محدودة وشديدة الحساسية ،والاستعداد للتأثر بما ترى وتسمع ،وتقليد ما يعرضه التلفزيون من قيم ،أصبحت تزاحم قيم الأسرة والمدرسة .
_الجانب النفسي
يفزع التلفزيون الآطفال الصغار أكثر من الوسائل الاعلامية التقليدية .والمعروف أن الطفل يكون مشدودا بالصور التي يراها ،وإن كان يخفف من هذا التأثير احيانا الشعور بالدفء العائلي ،ووجود أشخاص كبار .ويشعر الطفل بالفزع من المخاوف والظلام والوحدة والمواقف الرهيبة والنهايات التعيسة والأحكام الظالمة ،ومما لاشك فيه أن الفزع يؤدي إلى القلق والكابوس والنوم المتقطع والأحلام المخيفة .
_الجانب التربوي
يروج التلفزيون لأشكال من التربية الموازية التي تحلق ضررا بدور المؤسسات التربوية .فقد ذكر ستيفن هوايت أن التلفزيون يشوش على عملية التربية التي تقوم بها المدارس والأسر ودور العبادة والمؤسسات التعليمية الأخرى .
ويشاركه في هذا الرأي السيد هايا كوا فيقول أن وظيفة التربية تقوم أساسا على شحن الذهن وترقية العقل ،ولكن التلفزيون يطمس ذلط كله ،وينحو بالطفل نحو الانفعال واتخاذ القرارات غير العقلانية ،على نحو مايرد في البرامج من انحراف خلقي وهبوط في الذوق واسراف في المظاهر الاستهلاكية على حساب الجوهر والقيم الخلقية .
المصدر :ك.أثر وسائل الاعلام على الطفل ،د.صالح ذياب هندي ،ط4،دار الفكر