ظاهرة التنمر المدرسي

موضوع جدا مهم وله تبعات كثيرة، أرغب بأن اضيف على ماذكر أن السلوك العدواني او التنمر غالبا له أصل في الطفولة:
"اذا لم يتم التصدي للسلوك العدواني في الطفولة، فهناك خطر أن يصبح سلوكا اعتياديا. وفي الواقع، هناك أدلة بحثية، تشير إلى أن التنمر خلال مرحلة الطفولة تضع الأطفال في خطر السلوك الاجرامي والعنف المنزلي في مرحلة البلوغ.

التنمر , موضوع مهم للطرح , وذلك لأن هناك الكثيرون ممن خاضوا هذه التجربة المؤلمة , حيث كانوا هم ضحية للمتنمرين , والمؤسف أن نسبة التنمر في مجتمعاتنا العربية كبيرة

اود اضافة نتائج دراسة  مأخوذة من مقال للدكتور وليد فتيحي بعنوان(( التنمر".. شريعة الغاب في واقع البشر)) :
(وكشفت دراسة تعد الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي إلى أن أسباب الظاهرة تتمثل في أسلوب التربية الخاطئ للأبناء وغياب التوجيهات السلوكية الواضحة من الوالدين وعدم الاحساس بالأمان والاستقرار العاطفي في الأسرة والنزاع المستمر بين الوالدين.
وقد بينت الدراسة أن من العوامل الرئيسية المؤدية إلى التنمر الافتقار إلى سياسات تأديبية وإجراءات واضحة تجاه سلوكيات التنمر وعدم وجود برامج لحل النزاعات تتبناها المدرسة يدرب عليها أعضاء هيئة التدريس وضعف الإرشاد الطلابي وعدم فعالية دور الاختصاص الاجتماعي في مواجهة الظاهرة.)

يجب على الاباء اتباع الأساليب الصحيحة في تنشئة الابناء , فلا يميلوا إلى القسوة أو عدم الاتساق أو في الجهة الأخرى التدليل الزائد بل بين وبين أي وسط .
كذلك على المدرسة فرض قوانين ضبط السلوك و وضع السياسات والاجراءات التأدبيبة لمن يقدم على مثل هذا السلوك .

التنمر ظاهرة بدأت تنتشر بشكل كبير بين طلاب المدارس وتختلف الاسباب والعوامل المؤدية لحدوث الظاهرة ،، واريد ان اضيف في سياق هذا الموضوع بان هناك علاقة وثيقة جدا بين الانتحار والتنمر لان التنمر يؤدي الى الكثير من حالات الانتحار لان الاشخاص الذي يقدمون على الانتحار يكونون قد تعرضوا للمضايقات والتعرض للتنمر لذلك يجب المحافظة على العلاقة بين الاباء والابناء وطريقة التعامل بينهم فالطريقة هي التي تحدد شخصية الطفل منذ الطفولة .

التنمر هو شكل من أشكال الاساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد وقد يكون التنمر لفظيا بالسب والشتم أو جسديا بالركل أو الضرب وهو شكل من اشكال العدوان ، وبدافي الانتشار في الآونه الأخيرة وبدا يغزو عالمنا العربي ، وله آثار عديدة للطرفين ولابد من وضع خطط علاجية كإشراك المتنمر في الانشطة المدرسية و اتباع أساليب كالارشاد الفردي والجمعي .

يلفت انتباهي أن في حالة قمنا بعمل مقارنة بين الجيل الماضي و الجيل الحالي .. نجد أن مشاكل الجيل الحالي أكثر من السابق .. فما الاختلاف الذي حصل بين الماضي و الحاضر ؟؟
ايعقل أن يكون الانفتاح للعالم الخارجي و الاقبال الكبير لوسائل التواصل الالكتروني بجانب الانترنت و الأفلام التي ظهرت في شاشاتنا هو المؤثر المغير في حال الأجيال القادمة !

أضيف إلى ذلك
أسباب ساعدت على انتشار التنمر

1- الألعاب الاليكترونية العنيفة الفاسدة
2- انتشار أفلام العنف بين أبنائنا
3- أفلام الكارتون العنيفة
4- الخلل التربوي في بعض الأسر
5- انتشار قنوات المصارعة الحرة العنيفة
6-العنف الأسري والمجتمعي

لعلاج هذه الظاهرة تعتبر الأسرة البيئة الأولى التي تؤثر في سلوك الطفل ، و هي بذلك تكتسي أهمية بالغة في ترتيب المتدخلين في علاج ظاهرة التنمر ، و ليكون التدخل الأسري فعالا ، لابد من التروي و عدم العجلة في الحكم على سلوك الطفل و وصفه بالمتنمر قبل أن تتضح الرؤية و تتم دراسة المشكلة من جميع الجوانب ، و استشارة جميع المتدخلين في حياة الطفل ، بما في ذلك بحث الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطفل في المدرسة فيما يخص التحصيل الدراسي ، و التي يمكن أن تكون وراء سلوكه العدواني . و في حالة ثبوت تنمر الطفل ، يجب مناقشته بهدوء و تعقل ، و استفساره حول الأسباب التي تجعله يسلك هذا المنحى تجاه أقرانه ، وتوضيح مدى خطورة هذا السلوك ، و آثاره المدمرة على الضحية . و في جميع الأحوال ، يجب تفادي وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر أو أي نعت قادح أمام زملائه ، لأن ذلك يمكن أن يأتي بنتائج عكسية وخيمة

يجب ان يكون للمدرسه دور في منع هذه الظاهره والحد :

يتوجب على المدرسة سن قوانين حازمة تمنع إيذاء أي طفل للآخر سواء كان الإيذاء بدنياً أو نفسياً.

و يجب ايضا حماية كل طفل من التعرض للإيذاء داخل المدرسة فهي بيئة أمنة وهادئة.

و على المدرسة تكثيف الرقابة والإشراف على الطلاب مما يضمن عدم تعرضهم للتنمر والخوف والذعر.

يجب التفرقة بين التعبير الفطري للطلاب حول الأشياء من حولهم وبين التعدي على حقوق الآخرين، والتفرقة بين ارتكاب العنف واكتساب المهارات اللازمة للدفاع عن النفس.

و تحفيز روح التعاون بين الطلاب ونشر المودة بينهم من خلال إنشاء مجموعات.

على المعلم أن يدرك أنه هو القدوة الفعلية للطلاب، وعليه أن يعلم أن الكلمات قد تؤذي وأن إيذاء الكلمات قد يكون أشد من الإيذاء الجسدي.

على المعلم أن يكون ملماً بمهارات التواصل وحل النزاعات بين الطلاب.