يعد تأخير التلاميذ في الصباح عن مواعيد الدراسة من المشكلات المدرسية اليومية، لذلك يجب على المدارس أن تتعامل مع هذه المواقف بصورة صحيحة فمنهم يمنع من دخول المدرسة، ومنهم من يعاقب على ذنبٍ ارتكبه، ومنهم من يُحرم من دخول الحصص المدرسية، ومنهم من يعاقب أمام زملائه، كل هذه الاسباب تجعل الطالب لا يبالي بالتعليم ويغيب عن الحصص او ربما يهرب، عندئذ يصبح فريسةً لرفاق السوء.
وهنا تكمن أهمية ودور الأخصائي الاجتماعي في التعامل مع هذه الحالات، لدراسة هذه المشكلات ودراسة مسبباتها، فكلما أسرع الاخصائي الاجتماعي في التعامل معها كلما أصبح العلاج أسهل وكلما استطاع إنقاذ التلاميذ من المعوقات والمشكلات، والذين كان سبب تأخرهم لأسباب طارئة رغما عنهم، وأيضا الطلاب الذي يتغيبون لظروف عائلاتهم القهرية، أما الحالات التي يتكرر تأخيرها أو غيابها أو هروبها فإنها تحتاج الى أن يبذل الاخصائي جهوده في دراستها وتشخيصها وعلاجها.
وهناك الكثير من العوامل المسببة للتأخير والغياب والهروب نوجز بعضها فيما يلي:
• الخلافات الأسرية التي قد تمتد إلى وقت متأخر من الليل فيهملون إيقاظ أبنائهم في مواعيد المدرسة
• إهمال أولياء الأمور لأبنائهم وعدم متابعتهم وعدم الاهتمام بذهابهم إلى المدرسة ولا الاهتمام بمواظبتهم أو توجيههم لمواعيد المدرسة
• سوء الحالة الاقتصادية للأسرة وقلة إمكانياتها المادية
• البيئة الجاذبة المحيطة بالمدرسة تجذب انتباه الطلاب وقد تشغلهم عن مواعيد بدأ الدراسة فيتغيبون أو يهربون خوفا من العقاب
• شعور التلميذ بعدم راحته في المدرسة أو عدم تشويقها له تجعلها بيئة طاردة، فينجذب الى البيئة الجاذبة خارج المدرسة التي تجعله يتغيب أو يهرب من المدرسة
• قد يرجع الهروب الى تأثير بعض الرفقاء المنحرفين الذين يجد في الإنظام إليهم في جماعة متنفسا لإشباع حاجة نفسية ملحة فيذهب إلى من يهتم به
• عدم قدرة المدرسة على إشباع حاجات التلاميذ وعدم اهتمامها بهوياتهم وميولهم والأنشطة التي يحبونها.
• بعد المسكن عن المدرسة وصعوبة المواصلات وشدة الازدحام خاصة في الصباح فيقضي يومه في مكان آخر غير المدرسة خوفا من عقاب المدرسة أو عقاب الأسرة
لذلك يكمن أيضا دور الإخصائي الاجتماعي في التواصل المباشر مع الأسرة لمعرفة أسباب التأخر والغياب المتكرر والهروب لإشراك الاسرة مع الاخصائي الاجتماعي لمعرفة المشكلات وأسبابها وكيفية علاجها لإن لهم أدوار رئيسية في علاج تلك المشكلات بجانب الأخصائي الاجتماعي.
يستطيع الاخصائي الاجتماعي كشف حالات التغيب والهروب عن طريق متابعة الكشوفات اليومية، ومن الحالات التي تحول إليه من المعلمين، والشكاوى التي تأتي من أولياء الامور.
من خلال ذلك يستطيع الاخصائي ممارسة دوره المهني وتشخيص هذه الحالات وكذلك اكتشاف الفروق بين أسر هذه الحالات وأن يكون مهتم بإشراكهم في جميع العمليات.
المرجع :مداخل الدمة الاجتماعية المدرسية و أهدافها التنموية للأستاذ الدكتور محمد سلامة غباري