سوء الحالة الاقتصادية للأسرة من العوامل التي لها تأثير على نشأة المشكلات المدرسية و عجز الأسرة عن توفير الاحتياجات الاساسية للطالب قد تكون سببا في ضعف طاقته وانخفاض قدرته على بذل الجهد الدراسي المطلوب و تدفع الأبناء الى الهروب من المدرسة أو ترك الدراسة والتوجه للعمل وكذلك قد يسبب الفقر شعور الطالب بالحرمان لانه يفتقد الى الكثير من الاحتياجات التي هو بحاجة إليها ولذلك تجدهم في بعض الأحيان يعانون من التهور والعدوان والقسوة وعندما ينعكس الفقر وانخفاض المستوى الاقتصادي على مظهر الطالب وملابسه فإن ذلك سيؤدي إلى الشعور بالنقص والدونية لأنه في المدرسة سوف يختلط بمستويات مختلفة من الطلاب ولكن هذا الشعور يزداد في سن المراهقة حتى تصبح المشكلات المالية هي بؤرة اهتمام الطالب .
الحاجات الاقتصادية الشديدة يرتبط بسوء تكيف الشخصية او اضطراب الحياة الاسرية فان ما يترتب على ذلك من مشكلات دراسية تجعل الطالب في حاجة الى الاخصائي الاجتماعي المدرسي لكي يعالج تلك المشكلات التي يعاني منها .
ليس من الصحيح القول بأن الفقر او سوء الحالة الاقتصادية سببا للمشكلات المدرسية عند جميع الطلبة لان هناك الكثير من الطلاب لديهم مشكلات اقتصادية وضعف في المستوى المادي للأسرة وليس لديهم اي مشكلات مدرسية والعكس عند بعض الطلاب الذين ينتمون الى أسر ذات مستوى اقتصادي مرتفع حيث تكون لديهم الكثير من المشكلات المدرسية بسبب حصولهم على الكثير من الأموال التي ينفقونها في المقاهي والملاهي والسينما وفي إشباع ملذاتهم وشهواتهم من شرب الخمور وتعاطي المخدرات وخاصة المراهقين منهم الذين لديهم القدرة على نشر الفساد والأخلاق السيئة بين الطلاب في المدرسة والخطر يكمن في أنهم لديهم إمكانات مادية يشترون بها صداقات الطلاب الذين غير قادرين ماديا.
و لذلك يقوم الاخصائي الاجتماعي بالفصل بين الطلاب الفقراء وابعادهم عن الطلاب الأغنياء المنحرفين ثم يقوم بدراسة كل حالة على حده ثم يستخدم إمكانات المدرسة المادية من أجل مساعدتهم ومساعدة أسرهم أثناء وضع الخطة العلاجية لكل حالة على حدة حتى يستطيع مساعدة الطالب على الحصول على الأنشطة التي حرمهم الفقر من ممارستها وتوفير الملبس المناسب لمثل هذه الحالات حتى يتغلبوا على شعورهم بالنقص وفي بعض الحالات الاخرى يسدد الاخصائي الاجتماعي الرسوم المدرسية التي يحتاجونها وكما يوفر لهم مصروفا يوميا لو ان امكن ويقوم كذلك باستثمار قدراتهم وهواياتهم في عمل مثمر وذلك في اوقات فراغهم كما يتفق مع بعض المدرسين لمساعدتهم في المواد التي يختلفون فيها ويقوم كذلك بتدعيم صلته بأسر الطلاب حتى يساعدهم على حل مشكلاتهم و يشركهم معه في وضع الخطة العلاجية المناسبة لكل حالة ومع مراعاه الفروق الفردية بين الأسر والطلاب وكذلك مراعاة قدراتهم وظروفهم المحيطة.
المصدر : كتاب مداخل الخدمة الاجتماعية المدرسية واهدافها التنموية ، د.محمد سلامة غبارى ، النشر :2009 ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر ، الاسكندرية