تعتبر مشكلة التخلف الدراسي من أهم المشكلات التي تقلق بال الآباء والمعلمين وكل المهتمين بمجال التعليم وأكثرها شيوعا بين الطلاب ، فهي تعوق عملية التنمية وتهدد سلامة المجتمع وتعوق تقدمه، وهي كذلك بداية لمشكلة التسرب من المدرسة والاتجاه نحو التيارات الأخلاقية المنحرفة.
وقد أصبحت هذه المشكلة منتشرة بصورة واضحة في المدارس بسبب زيادة أعداد الطلاب وضعف الإمكانات المدرسية، وكذلك إهمال بعض الأسر لأبنائها ونقص كفاءة المعلمين.
والتخلف الدراسي ظاهرة اجتماعية بكل المقاييس طالما كانت وراءها أسباب من الطالب أو الأسرة أو بيئته العامة لتشير جميعها إلى وجود خلل ما ماثل في الوجود الاجتماعي للطالب.
فمن هو المتخلف دراسيا ، وكيف يتم التعرف عليه، وما العوامل التي أدت إلى وصوله لهذه المرحلة؟؟؟
يعتبر التلميذ متخلف من الناحية الدراسية اذا كان تحصيله الدراسي أقل عن أقرانه في نفس المستوى العمري، أو يكون مستوى تحصله أقل من مستوى ذكائه العام. ويمكن تحديد منعاه بصورة أقوى من التقديرات الوصفية عن طريق مقاييس الذكاء ومقاييس النسبة التحصيلية، من خلال: العمر العقلي: وهو ما يسمى بمستوى الذكاء ، العمر الزمني: عدد سنوات عمر الطالب ، العمر التحصيلي: المستوى التحصيلي للطالب.
وقد يرجع التخلف الدراسي إلى أسباب ذاتيه ، كما قد ترجع إلى أسباب اجتماعية ناشئة عن الظروف الأسرية أو البيئية المحيطة بالتلميذ أو أصدقائه.
فالأسباب الذاتية هي التي تتعلق بالنواحي الجسمانية للفرد وقد تكون هذه العوامل عوامل عقلية كضعف الذكاء العام والقدرات العقلية، أو عوامل نفسية وانفعالية كالطفل شديد الحياء أو القلق غير المستقر والذي يجد صعوبة في التكيف على الجو المدرسي، أو عوامل جسمية كاضطراب النمو أو ضعف البنية والعاهات الجسمية كضعف البصر والسمع وعدم التوافق الحركي والحسي وكذلك بعض الاضطرابات.
أما فيما يتعلق بالعوامل البيئية فإنها هي الأخرى تنقسم إلى عوامل أسرية وأخرى مدرسية. أولا:البيئة الداخلية (العوامل الأسرية) ومنها: المستوى الاقتصادي للأسرة، فالفقر يؤدي إلى سوء التغذية والمرض، وأيضا تكليف التلاميذ ببعض الأعمال للمساهمة في دخل الأسرة مما يعوق متابعته لدروسه. كما أن الجو الأسري له تأثير كبير على الطالب فالأسرة كثيرة الاضطراب والتوتر يؤدي إلى توتر الطالب وعدم قدرته على التركيز في دروسه كل ذلك يؤثر على المستوى التحصيلي للطالب.
ثانيا: البيئة الخارجية (عوامل مدرسية): فقد تؤثر بعض المضايقات وسوء المعاملة التي يتلقاها الطالب من معلميه أو زملائه على تحصيله الدراسي، كما أن أسلوب الاختبارات والعيار التقييم له أثر كذلك. كما أن عدم التوافق مع الجو المدرسي بسبب خروج الطالب من حلقة تواصل وتفاعل صغيره (الأسرة) إلى حلقه أكبر(المدرسة)يوثر على تحصيل الطالب بسبب الشعور بفقدان الأمن الأسري وصعوبة التصرف في بعض المواقف والخبرات التي يمر بها لأول مره. وكذلك صعوبة التوافق مع السلطة الضابطة في المدرسة(الإدارة المدرسية أو سلطة المعلم).
فهل ترون أن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى ضعف أو تخلف التحصيل الدراسي؟ وما هي الحلول المناسبة للحد أو التخفيف من هذه المشكلة الدراسية خاصة وأنها منتشرة بكثرة في مدارسنا؟ وهل ترون أن صفوف صعوبات التعلم قد تساعد في حل المشكلة أم أنها كما يقال (قد تزيد الطين بله)؟؟
ولكم جزيــــــــــــــــل الشكر
.....
المراجع:
- سحر فتحي مبروك ، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي ، الاسكندريه ، المكتبة الجامعية ، 2000م ،ص ص( 47-52).
- عبد الخالق محمد عفيفي، الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي،ط1،المنصورة، الكتبة العصرية،2007م،ص ص(179-181).
- محمد سلامة غباري، مداخل الخدمة الاجتماعية المدرسية وأهدافها التنموية، ط1، الاسكندريه، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر،2009م، ص ص(134-139).