فيما يلي بعض المبادئ الإرشادية التي هي بمثابة توجيهات أو إرشادات للأخصائي الاجتماعي وتستهدف هذه التوجيهات تحقيق الفهم العام لإطار المشكلة وأبعادها وكذلك لشخصية التلميذ ودوافعه وهذا يساعد في الوقاية من الغش وفي كيفية توجيه وإرشاد التلميذ الغاش وتعديل سلوك الغش لديه وهذه المبادئ الإرشادية هي خلاصة العديد من الدراسات حول الغش في الاختبارات أو في الواجبات المدرسية لدى تلاميذ أو طلبة الجامعات.
1.من الضروري عند التعرف على تلميذ يغش في الاختبارات،النظر إلى شخصيته نظرة كلية أي من جميع النواحي الصحية والتربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية حيث أن التلميذ وحدة جسمية وعقلية ونفسية واجتماعية متكاملة ومتفاعلة، ويجب على الأخصائي عدم إغفال أي جانب من هذه الجوانب في سعيه وراء البحث عن العوامل التي أدت إلى عملية الغش
.
2.يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن أي جانب من جوانب شخصية التلميذ إذا حدث فيه خلل أو اضطراب فإن ذلك من شأنه أن يؤثر في الجوانب الأخرى حتى يكون التوجيه صالحا والتفسير لظاهرة الغش سليما.
3.أن يعمل الأخصائي عن الكشف عن الحاجة أو الأغراض التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها وذلك لأن كل سلوك سواء سلوك سوي أو غير سوي يسعى إلى تحقيق غرض ما وهذا الغرض قد يكون شعوريا أو لا شعوريا ماديا أو معنويا فإذا تبين أن الحاجة ذات طبيعة نفسية كان التوجيه والإرشاد نفسيا وإذا كانت الحاجة ذات طبيعة اجتماعية كان التوجيه اجتماعيا أو تربويا أو أسريا.
4.يجب على الأخصائي الاجتماعي أن يبحث عن الأسباب العميقة والبعيدة التي تكمن وراء الغش والتي قد ترجع إلى ماضي أسري أو تربوي أليم أو سيء أو إلى المراحل المبكرة من حياة التلميذ حيث لم يتعلم التلميذ أو يكتسب معنى الصح والخطأ الحق والباطل مما يدفعه إلى سلوك الغش وهذا يجعل الأخصائي يفهم جذور المشكلة وبحيث يتمكن من تعديل هذا السلوك بشكل صحيح ومن جذوره التي نبع منها.
5.لابد من التعاون بين الأسرة والمدرسة أو الأخصائي الاجتماعي وذلك من أجل تكامل عملية التوجيه وتوفير وسط أسري ومدرسي صالح للتلميذ ويوفر لديه ظروف المذاكرة الجيدة والإعداد للاختبار.
6.على الأخصائي أن يعلم أن ظاهرة الغش في الاختبارات قد لا ترجع إلى أسباب واحدة حيث أنها تختلف من تلميذ إلى أخر وباختلاف ظروف كل تلميذ ،الظروف الأسرية ،والصحية ،والنفسية،والاجتماعية والمدرسية لذلك يفضل إرشاد وعلاج هذه الحالات بشكل فردي وبالنسبة لكل تلميذ على حده.
7.على الأخصائي أن يعلم أنه لا سبيل للقضاء على ظاهرة الغش نهائيا ومهما تنوعت أساليب التوجيه والإرشاد وخاصة إذا كان هذا السلوك عن عادة شبه ثابتة لدى التلميذ،فمن شب على عادة الغش يغلب أن، يشيب وهو على هذه العادة.
8.من الضروري على الأخصائي عدم توجيه العقوبة مباشرة إلى التلميذ الغاش أو توجيه النقد والتهديد والحرمان والتخويف...الخ وخاصة إذا كانت محاولة الغش لدى تلميذ المرحلة الابتدائية أو الإعدادية ويجب إتاحة الفرصة للاعتذار.ويمكن استدعاء التلميذ بشكل فردي والاستفسار منه عن سبب الغش وتذكيره بأن هذا السلوك هو سلوك يعاقب عليه الفرد
(المرجع:أ.د فيصل محمد:ظاهرة الغش في الاختبارات الاكاديمية،دار المريخ،السعودية،2002م)