يؤثر الفساد العام في المجتمع على كفاءة النظام التعليمي وبالتالي تدني جودة مخرجاته كما أشار الى ذلك بيتر إيجين رئيس منظمة الشفافية الدولية وهي منظمة رصد دولية في بيان المنظمة في أكتوبر 2004 " ان الفساد في المشاريع العامة الواسعة النطاق يمثل عقبة رهيبة أمام التنمية المستدامة ويكلف خسائر كبيرة في الاموال الحكومية التي لها حاجة ماسة لتمويل التعليم ، والرعاية الصحية وتخفيف الفقر في كل من الدول النامية والمتقدمة .ومن أوجه هذا الفساد الفساد في التعليم ....
حيث ان الغاية الاسمى في اي مجتمع انه يريد ان يبني افراده بحيث يعرفون ربهم ويعتزون بوطنهم ، ويحسنون المعاشرة والمرافقة لغيرهم من الناس ، ينزعون الى الخير وينثروه بين ربوع البلاد حيثما استطاعوا الى ذلك سبيلا ، ويتسمون بسعة الصدر ، والعقل المتفتح والتفكير العلمي الناقد .. الى غير ذلك من خصائص وسمات نحلم بها مكونة انسان يتصف بكونه مواطنا صالحا .. ولايمكن النظر للمواطنه على انها صدقة تمنح للفرد أو انها وليدة الصدفة ، وانما ستظل أحد اهم ادوار التعليم ، وسيظل أحد ادوار المدرسة المهمة بصفتها مؤسسة أوجدها المجتمع بغرض احداث التنشئة الاجتماعية السليمة لأبنائه وهو التعليم من أجل المواطنة ، حيث تخرج مواطنين وافراد يحدثون تغييرا ويقومون بأعمال وأداءات فعالة ترسي ثقافة " المواطنية " ومفاهيم ومبادئ المجتمع المدني .
أما عن مظاهر الفساد في التعليم فهي الشفافية المساءلة وهما مفهومان مرتبطان بعلاقة تبادلية ويعزز أحدهما الآخر ، فبدون الشفافية يصبح من الصعب بمكان اخضاع المؤسسات الحكومية المعنية بالتعليم ) مدارس ، وغيرها ..) الى المساءلة ، وما لم تكن هنالك مساءلة تكون الشفافية ضئيلة القيمة ..
وتقسم مظاهر الفساد في التعليم الى قسمين رئيسيين ، ، القسم الاول يمثل مظاهر الفساد التي تنتشر في مقر الوزارة والمديريات التابعه لها ، والقسم الثاني يشمل المدارس والمعاهد التعليمية والكليات ، ويعود هذه التقسيم لاختلاف مظاهر الفساد في هذين القطاعين حيث لكا منهما صفاته وخصائصه . ويعد اخطر هذه المظاهر هو الفساد في المدارس والمعاهد والجامعات ، لتأثيرها المباشر على التلاميذ والطلاب تأثيرا مباشرا ، حيث يعملون على تربيتهم مما يلقي عليهم مهام كبيرة في انشاء وتربية الاجيال .
وللفساد آثار سيئة عديدة على معدل ومستوى التنمية :
1. انتقاص الولاء والانتماء لدى الطلاب الذين يمثلون مخرجات التعليم .
2. هجرة العقول والايادي الماهرة الى الخارج .
3. انخفاض فرص العمل امام الخريجين وحاملي الشهادات الدراسية مما يقلل من قيمتها وتدهور المكانة الاجتماعية لحامليها ، مما يسبب الاحباط وعدم التحمس واللامبالاه وهذ السلوك قد يدفع الى الجريمة .
4. الفساد يقضي على الاسلوب العلمي والمهني في اتخاذ القرار .
أن المناهج الدراسية لا تحقق طموح الطلاب حيث أنها لا تولد لديهم الابداع والقدرة على المنافسة الحضارية وهذا ما توصل الية التقرير الأول الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للتنمية (2007) إلى أن المناهج الدراسية في الدول العربية ظلت تعزز الخضوع والطاعة والاذاعات على حسب الابداع والتفكير النقدي , مشددا على الحاجة إلى التحول السريع من التركيز على التلقين والحفظ إلى تركيز أكبر على التفكير النقدي بما يتواءم مع التوجيهات الدولية في مناهج الرياضيات والعلوم. وركزت دراسة حديثة أجراها المجلس القومي لحقوق الانسان في مصر على منظومة القيم المركزية ومنظومات الحريات الفردية العامة المتعلقة التعليم والعمل والتعبير عن الراى , وأعتمدت على تحليل المضمون وتحليل القوى الفاعلة وتحليل مسارات البرهنة , وتوصلت الدراسة إلى وجود ندرة تفاوت كبير في درجة اهتمام محتوى الدراسية ,وتظهر كثير من الدراسات إلى أن فساد المحتوى للمناهج الدراسية يعد إفساد لعقل الامة في الجيل الجديد .وتعد المدرسة الوحدة الاساسية في منظومة التعليم لان المنهج الدراسي يمنح التلاميذ بيئة تعليمية غنية ذات معنى, تكتسب الطلاب خبرات سلامة البيئة .ولكي يتم تطوير المناهج يجب أستبدال فلسفة وسياسة التطوير التي يعتمد عليها بالنمط الرأس الخطي,وإصلاح المنهج الدراسي مهمة من مهام المدرس لانه هو من يستطيع تحديد مطابقة المادة العلمية المدرسة للأهداف الاجرائية وتقويم مدى تحقيق الأهداف العامة لمنهاج عبر المسلك المنهجي وإذا لم يمتلك المدرس التفكير النقدي والرؤية النقدية لوظيفتة لا يمكن تحديد مواطن الخلل الموجودة في المنهاج الدراسي سواء في مادته أو منهجيته .
[color=cyan]والسؤال المطروح هناك كيف يمكننا مواجهة الفساد في التعليم في مجتمعنا؟؟؟؟
المرجع : فساد التعليم والحاجة إلى إعادة إختراعة للكاتب أ. د / شعبان حامد علي ابراهيم