تأثير البيئة الاجتماعية والثقافية على سلوكيات المراهقين:
إذا ما تحدثنا عن مرحلة المراهقة فإن البيئة الاجتماعية وربما يحتاج إلى إعادة صياغة حيث إن المراهق في وقتنا الحالي يتفاعل مع بيئته الاجتماعية تتسم بعدم الوضوح حيث يتأثر بمجموعة من البيئات الاجتماعية ذات الاتجاهات والأبعاد المتعددة والمتسعة .
وبشكل مبسط فإن عالم المراهقين في الزمن الحالي يعيش في زمن التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومات وشبكة الاتصالات العريضة والمتسعة ,فالمراهق الآن لا يخضع فقط لتأثيرات البيئة المادية المباشرة التي تتمثل في الحي والمنطقة السكنية التي يعيش فيها ولكنه يتعايش مع ثقافات وقيم واتجاهات تنبع من مجتمعات مختلفة ومتباعدة الأطراف فيستمع للموسيقى والأغاني بلغات عديدة.
وبقدر ما يشعر أعضاء المجتمع من الراشدين بخطورة تعرض الأبناء لمعلومات منقولة يشوبها الخلط والتشويش إلا أن العلماء لديهم بعض التصورات المختلفة لهذا التعرض فيرى البعض أن المراهقين لديهم فرصة كبيرة للاستفادة من هذا الانتشار الثقافي عن طريق فهم رموز ومعلومات واتجاهات عديدة من خلال المصادر المتنوعة والعديدة لشبكة المعلومات والنظرة المستقبلية لهذا التطور ترى أن المراهق سوف يتمكن باستخدام التكنولوجيا الحديثة أن يطلع على كم كبير من المعلومات وانه سوف ينمي قدرته على تصنيف المعلومات وفرزها والتحقق منها ووضع معايير ذاتية وشخصية حول جدوى هذه المعلومات ومن ثم يصبح المراهق قادرا على التمييز بين ما هو ضار وما هو مفيد .
يعتبر تأثير البيئة على أفكار وقيم وسلوكيات المراهق كبيرا ,لمن النظرة الحكمية التي ربما يتبناها المجتمع تجاه المراهقين والتي تتضمن وصفهم بالمشاكسين والرافضين قد لا تكون صحيحة حيث أنها تؤثر على كيفية التعامل معهم وإشعارهم بأنهم جزء مهم من المجتمع لذلك فإن هناك ضرورة لتفهم معنى المراهقة من كافة أعضاء وفئات ومؤسسات المجتمع بحيث يتم نوع من التوافق والتناسق بينهم تكون محصلته أن يشعر المراهق بأنه مرتبط بالمجتمع فينمو لديه الشعور بالانتماء والرغبة في الانصهار ضمن المجتمع ليصبح كوحدة مهمة من وحداته.
(سليمان,حسين حسين,السلوك الإنساني والبيئة الاجتماعية:2005, 181-182)