]font=Verdana]الصداقة
ان قانون الصداقة لا يعني ان يكون الصديق كل شيء لصديقه ، ولا يجب ان يكون النسخة الثانية منه . فالصداقة ليست عملية احصائية لها متطلبات او عملية رياضية فيها 1 + 1 = 2،وعندما نعتقد ذلك نترك روح الصداقة وندخل في تصور نحن نخلقه للصداقة ونعيش في اطاره ، مما يجعل بعض الناس ينتقل من صداقة الى أخرى باحثا عن الصداقة الصورة المثالية التي يتخيلها وليست الصداقة كما هي في الواقع وكما يجب ان تكون بحلوها ومرها، وعندما نتعلم معنى الصداقة ونعرف ماذا نتوقع من الصداقة وماذا نريد منها واي الحاجات تشبع لدينا سنكون أحرارا في تطوير ذواتنا من خلال انفسنا وبجهدنا الذاتي لا من خلال صداقتنا وما تفرضه علينا، ولكن من خلال مساعدة أصدقائنا لنا ، ومن خلال حبهم ومساندتهم بدلا من ان نقحمهم في حياتنا او نسيطر على حياتهم ونجعلهم اصدقاء العمر كله.
يقول هارفنل هندركس : "من الاحسن ان نتخلض من المشاكل ونحتفظ بالاصدقاء، من ان نتخلص بمن الاصدقاء ونحتفظ بالمشاكل ".
...اعجبتني عبارته كثيرا...
ونقول انه عندما يحدث ما يكدر هذه العلاقة، يجب ان نحدد أولا ان كان هؤلاء الاصدقاء ممن لانستغني عنهم او ممن هم طارئون في حياتنا،فلكل منهما درجة في التعامل مختلفة، والقاعدة العامة ان نحسن علاقتنا بجميع الناس ولكن أصدقاء العمر وشركاء الحياة لا يجب ان نستغني عنهم حتى لو بدر منهم ما يؤلمنا.
ولكن ان حدث ما يكدر هذه العلاقة فأول ما يجب ان نعلرفه ان الغفران والتسامح عملية تحتاج وقتا وتتطلب صبرا ولا يحدث التسامح عندما نرغب به نحن بل عندما نكون مستعدين له فقد أكون راغبة في مسامحة صديقتي والعفو عنها ولكنني نفسيا عاجزة أو غير قادرة على التعبير عن تسامحي لأنه ما زال في نفسي شئ منها لم أتجاوزه بعد .
ولنغفر ونسامح لابد ان نمر بمراحل متعددة قد تطول و قد تقصر قبل ان تصفو نفوسنا تماما ونصبح قادرين على التسامح ، وتعتبر هذه المراحل تحديا كبيرا لشخصياتنا ولقدرتنا على التسامح كما تبين عمق إيماننا بالعفو والتسامح كمبدأ من مبادئ الاسلام وسننه.
وأول هذه المراحل هي : ان نعبر ن غضبنا واستياءنا وعتبنا ولا نخفيه داخل نفوسنا ان بدر من الصديق شئ يقلقنا فقد يكون لديه تبرير يريحنا او اعتراف بالخطأ يخفف عنا .
ثانيا: ان لا ندع الاخطاء تتراكم فوق بعضها حتى لا يكون الخطأ البسيط سببا في تذكر أخطاء أخرى كثيرة حدثت في الماضي.
ثالثا: ان تقبل الصديق كما هو على علاته وبأخطائه ان كانت متحملة وصغيرة أمر مهم وواجب ، على ان نكون عارفين بذلك ونفوسنا صافية نحوه لا نتقبله وفي نفسنا شئ عليه.
رابعا: وهي المرحلة الاخيرة ونستطيع ان نسميها مرحلة الغفران التام والتي لا تحدث الا اذا وضعنا أنفسنا في مكان الاخر وتخيلنا مشاعره السلبية وأحاسيسه، وعاملناه كما نريده ان يعاملنا.
ولكن تذكر:
1) قد تكون انت المخطئ وليس صاحبك.
2) خذ من تجربتك درسا تتحاشى من خلاله تكرارها مستقبلا..
المرجع:العتيقي،خوله، للأسرة من أجلكم كتبت هذا، مكتبة المزار الاسلامية،،ط1،الكويت،2006، ص ص13-16
عندما قرأت ما كتبت صاحبة الكتاب أحسست وكأنها كانت تقرأ أفكاري وتسجلها..فهذه العبارات التي كتبتها في المراحل دائما ما أرددها وأذكرها وانها ضرورية في أي علاقة وليس فقط علاقة الصداقة..
أسأل الله ان يحفظ كل الاصدقاء لبعضهم البعض ويعينهم على مساندة بعضهم على البر والتقوى، ويبعد عنهم كل ما يخل بعلاقتهم..[/font]