ظاهرة غريبة
عرجت مؤخرا على مدارسنا ظاهرة أقل ما يقال عنها بأنها غريبة لأنها تنافي ما نصه الشرع وحتى ما ألفناه من العادات والتقاليد لا نقول بأنها حديثة العهد لقول الرسول- عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- : "لعن الله المتشبهات بالرجال من النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال" ولكنها انقطعت عنا عقد من الزمن وعادت إلينا بحلة جديدة .
أتوقع أن الجميع فهم ما أعني اليوم يطلق عليها لفظ "البويات" لأنها منتشرة عند الفتيات بشكل أكبر من الذكور و من منطلق لكل مقام مقال ولكل زمان دولة ورجال مواكبة بذلك العهد الذي نعيش فيه.
أثارت الرأي العام وشدت إليها مختلف وسائل الإعلام وذلك لأن البنت التي وصفت _من أبلغ الناس وأفصحهم_ بالقارورة وذلك لرقتها ونعومتها تتخلى عن تلك الصفات وتتقمص صفات لا تليق بها بل تناقض تماما الطبيعة التي جبلت عليها فهي أبدلت الصوت الرقيق بالخشن والمشية المطمئنة المتأنية بالسريعة ويتبع ذلك قصة الشعر واللبس وحتى الاهتمامات فهي تحب الفتيات من بني جنسها ونهوى الشجار الذي تلعب فيه اللكمات والصفعات وشد الشعر الدور الأساسي والأمثل.
لم يكن لهذه الظاهرة أن تكون وليدة الصدفة ولا لان تنشأ من لا شئ فهناك عوامل ومحركات كثيرة لها منها:
1- نقص اهتمام الأسرة بالحاجات العاطفية للأبناء بسبب نقص الوعي بأهمية العواطف وضرورة تهذيبها.
2- التغيرات الهرمونية والفيزيولوجية التي تتزامن مع مرحلة المراهقة(1)
3- الثورة التي تصاحب مرحلة المراهقة والتي يسعى المراهق فيها إلى إبراز نفسه وشخصيته المستقلة وحريته الخاصة فيما يعتقده ويفعله.
4- كسر القيود الموضوعة على المراهق –خاصة الفتاه –حتى يشعر بكينونته .
5- اعتناق بعض الأفكار الخاطئة فيما يتعلق بقضية المساواة بين الرجل والمرأة فما الذي يعيقهما من تقليد بعضهم البعض؟؟؟؟؟؟؟؟
هذه كانت نبذه بسيطة لظاهرة كبيرة
فما هي الحلول والآثار المترتبة عليها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(1) تعديل السلوك الإنساني :جمال الخطيب,مكتبة الفلاح,ط1, 2003