...أثر الاعلام على أطفالنا ...
نظراً لما للإعلام من تأثير كبير على الأبناء في مجتمعاتنا في الوقت الراهن، إيجابياً كان أم سلبياً وجبت علينا دراسة هذا الموضوع لتبيين هذه الآثار، وإيجاد الحلول المناسبة للحد من الأثر السلبي وتعميق الجوانب الإيجابية، لأن الأطفال هم اللبنة الأولى لمجتمعاتنا، والإعلام يأخذ دوراً من أدوار التربية بعد الأسرة والمدرسة.
ونأخذ هنا وسيلة من وسائل الإعلام ألا وهي التلفاز. كثير منّا يعاني من إدمان أطفاله على مشاهدة التلفاز بغثّه وسمينه، وجلوسهم لساعات طويلة أمام هذا الجهاز الذي يسيطر على أهمّ حاستين لدى الإنسان السمع والبصر.
والذي أصبح فيه تنوّع وكمّ هائل من المحطّات المخصّصة لبرامج الأطفال والتي قد تكون سلبيّاتها وتأثير برامجها على الطفل أكثر من إيجابيّاتها.
وهنا تقع المسئوليّة كاملة على الأهل في كيفيّة معالجة هذا الأمر، ومراقبة طبيعة البرامج التي يتابعها أطفالهم في كلّ مرحلة من مراحل أعمارهم.
إنّ التلفاز له تأثيره على الطفل، تأثير ثقافيّ وصحيّ.. أمّا من الناحية الثقافيّة فهو يؤثّر على الطفل من خلال ما يبثّه من أفلام كارتونيّة وما يصحبها من موسيقى على عقيدة الطفل ويعطّل حواسه، فيصبح الطفل يستقبل المعلومات فقط دون أن يفكّر ويبدع. ويمكن حل هذه المشكلة بعدم إدخال التلفاز وتوفير البديل للأطفال من خلال تعليمهم مهارات مختلفة وتوفير متطلباتهم من تلوين ورسم وغيرها بالإضافة إلى ملء فراغهم بتوفير الكتب والقصص للقراءة وزيارة المكتبات، حتى تصبح لديهم روح الابتكار والتصميم من خلال هذه المهارات.
باختصار...الاستخدام السيئ والمفرط فيه للمادّة التلفزيونيّة يخلق عالماً مختلقاً في مخيلة الطفل ويجعل حياته غير طبيعيّة.
والتطوير المتسارع لثقافة الرقميّات (التلفزيون والانترنت وألعاب الفيديو) هو مايضخّم جيوب أرباب المال من جهة، ويمسخ حياة طفل القرن الحادي والعشرين من جهة أخرى إلى حياة استهلاكيّة ساذجة تقدّس الشراء وتكتفي بمحتوى معرفيّ ضحل وقطيعيّ يضخّ ويعاد ضخّه عبر موادّ تلفزيونيّة تمتدّ مالا يقلّ عن نصف يوم....
ناهيك عن حصول قطيعة ثقافيّة غريبة ومستنكرة، وفصّان مع الثقافة السائدة والمجتمع المحيط، ورواج سلوكيّات نابية عن الذوق الاجتماعي بسبب عزلة الطفل وعدم تطوّره اجتماعيّاً.
من جهة أخرى يمكن القول بأن التلفاز سلاح ذو حدين تستطيع العائلة أن تستخدمه بشكل يسيء لأبنائها وتستطيع أن تستخدمه بشكل متوازن وتلافي سلبياته بطريقة أو أخرى؛ لأنّ الطفل كالعجينة يتشكّل في ضوء الظروف المحيطة به, ولا أحد يستطيع أن ينكر دور التلفاز كوسيلة إعلاميّة وتأثيرها على الأطفال الصغار, والطفل هو البذرة الصغيرة التي تنتظرها الأسرة لتكبر وتنفع عائلتها من جهة ومجتمعها من جهة أخرى, فكان من الأهميّة بمكان الاعتناء بهذه البذرة وتعهّدها بالتربية الإسلاميّة التي فطرت عليها.