الشعور بالذنب مهم جداً للنمو النفسي واساسي للنضج فعندما نخطئ نشعر بالذنب وهذا ما يجعلنا نأخذ درساً من هذا الخطأ حتى لا نكرره ونشعر بالذنب مرة اخرى في الواقع يقوم الآباء والمعلمين احياناً باشعارنا بالذنب عن قصد وذلك لتنظيم سلوكنا فهم يستخدمون شعورنا بالذنب كاداة لتهذيب السلوك, وقد تعلمنا من مرحلة الطفولة أن هناك قواعد صارمة لا يمكن تخطيها وهناك سلوكيات غير مقبولة علينا عدم اتيانها وإلا شعرنا بالذنب فالشعور بالذنب هو اسلوب للتعلم وقد كنا نتعلم عن طريقه منذ الصغر
وللتعامل مع الشعور بالذنب اتبع مايلي:
١- عليك التعرف على نوع شعورك بالذنب
قد يكون سبب شعورك بالذنب هو فعل خاطئ او قول سيء قلته بحق احدهم وقد يكون سبب شعوركم بالذنب هو انسان مريض تعلم طريقة التلاعب بمشاعر الاخرين للحصول على حاجاته في حال عرفت ان سبب الشعور بالذنب هو الاخير لن تحتاج لفعل لشيء لان شعورك بالذنب سيذهب لوحدة بعد ان كان يقطع فيك وانت تجهل سببه, اعد فحص سلوكك فكر في اسباب شعورك بالذنب هل هي منطقيه هل هي عقلانيه هل هي صحية بحيث انها تنبهك الى اخطائك ام انها غير صحية وغير عقلانية ولا توجد اسباب منطقيه لها ؟
٢- الاعتراف بالذنب
تبدأ بالشعور بالراحة لحظة اعترافك بالذنب فانت بالاعتراف تزيح حمله عن كاهلك, عندما تعترف بالذنب لا تجد الافكار السلبية طريق ترهقك بهافانت معترف بذنبك إلا اذا كنت تستطيع تصحيح اخطائك في هذه الحالة سيستخدم الذنب عدم تصحيحك لاخطائك في تأنيبك وهذا ينقلنا للنقطة التالية
٣- الاعتذار والاصلاح
الشعور بالذنب ينبهنا بان هناك شيء خاطئ قمنا بفعله وللتخلص من هذا الشعور علينا تصحيح الخطأ او في حال كان التصحيح غير ممكن فهو ينبهنا ويحذرنا من تكراره, لاحظ انك قد تشعر بالذنب لسلوك فعلته وانت لا تكون تنوي اعادته لكنك ما زلت تشعر بالذنب هذا لانك لم تقطع في الحكم ولم تاخذ عهدا مع نفسك بانك لن تقوم بتكراره, في حال كنت اخطأت بحق الاخرين فعليك الاعتذار والافضل هو ان تقوم بالاعتذار لهم شخصياً يمكن ان ترسل اليهم رسالة وإن لم تكن قادر على هذا فيمكن الاعتذار لهم في نفسك سراً على ان تكون صادق وتأكد ان هذا الاعتذار سيريحك ثم الاصلاح اذا اخذت شيء لم يكن من حقك فقم باعادته اصلح ما اتلفته وارجع ما اخذته واذا لم تكن قادراً ايضاً فالاعتذار الصادق سيكون كاف
٤- تقبل انك اخطأت واكمل حياتك
قلت ان عليك ان تقتنع بأنه لا يمكن تغيير الماضي ولكن الحاضر والمستقبل بين يديك فلتسأل الله ان يكون هذا الذنب قد علمك الدرس جيداً, اذا استطعت تصحيح الخطأ والاعتذار وحتى إن لم تستطع فتعلم من الدرس واكمل الطريق لا تتوقف عند هذه النقطة وتجعلها تحطمك, اذا استطعت تصحيح الخطأ فافعل واذا لم تستطع فلماذا تشعر بالذنب ليس بيدك شيء هل انت الوحيد الذي اخطأ في حياته ؟, ابشرك انا اخطأت قبلك
5- تعلم من الذنب
نعم تعلم من الذنب ولا اقصد هنا ان تكون مثالي في التفكير وان تعتقد انك ستصبح لقمان زمانك بعد هذا الشعور بالذنب ولكنني اعني التعلم البسيط, فاذا كان الطريق الذي سلكته اول مرة لم يوصلك لمكان اعجبك هل ستسلكه مرة اخرى ؟
هذا ما اقصده بالتعلم من الذنب ليس بالضرورة ان تصبح حكيماً بعد هذا الخطأ ولا يعني تعلمك من الذنب هو انك لن تخطئ مرة اخرى, لكنه يعني انك ستصبح اكثر حذراً وصرت تعرف ان هذا الطريق لن يوصلك لمكان جميل يعجبك