تعتبر مشكلة التخلف أو التأخر الدراسي من المشكلات التربوية والتعليمية والاجتماعية الهامة والتي تحتل مكانة واضحة عند المشتغلين بالتربية والتعليم في جميع أنحاء العالم, حيث أنها مشكلة تؤرق الآباء والمعلمين ورجال التربية .
& مفهوم التأخر الدراسي :-
يقصد بالتأخر الدراسي ,أو التخلف عن التحصيل الدراسي , فالتلاميذ دراسياً هم هؤلاء الذين يكون مستوى تحصيلهم الدراسي أقل من مستوى أقرانهم ونظرائهم العاديين الذين في مستوى أعمارهم ومستوى فرقهم الدراسية, أو هؤلاء الذين يكون تحصيلهم الدراسي أقل من مستوى ذكائهم .
& أسباب التأخر الدراسي :-
إن التأخر الدراسي أسباب عديدة فقد تكون أسبابه عوامل داخلية ترجع إلى القصور في نمو الجهاز العصبي أو العمليات الجسمية المتصلة به وذلك كما هو واضح في (الضعف العقلي).
ومن ثم فإن هناك أسباباً أخرى عديدة منها انخفاض الذكاء أو الضعف العقلي , وهناك أسباب عديدة يطلق عليها بعض العلماء "التخلف الدراسي الوظيفي) والذي تكون أسبابه عوامل اجتماعية أو انفعالية أو تربوية .
ويمكن تصنيف أسباب التأخر الدراسي إلى مجموعات من العوامل هي :
المجموعة الأولى :-
عوامل ذاتية : ويمكن تحديدها في :-
(أ)عوامل خلقية : كالضعف العقلي رأو انخفاض مستوى الذكاء العام, مما يؤدي إلى التأخر الدراسي العام,أو التأخر في مواد دراسية معينة,وانخفاض مستوى الذكاء يعتبر من أقوى عوامل وأسباب التخلف الدراسي.
(ب)عوامل جسمية : تتعلق بضعف الصحة العامة, والإصابة بعض الأمراض المزمنة واضطرابات في إفرزات الغدد الصماء, كذلك ضعف البصر وطوله أو قصره , أو الإصابة بعمى الألوان.
(ت)عوامل انفعالية : تتعلق بالاضطرابات الانفعالية التي تبدو في قلق الطفل وعدم استقراره, وخجله, وكذلك اضطرابات النطق التي تؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس روالإحساس بمشاعر النقص .
ومثل هذه الاضطرابات الانفعالية تعرض التلميذ لمصاعب متعددة عند مجابهة المواقف التعليمية مما يؤدي إلى تأخره الدراسي .
المجموعة الثانية :
عوامل أسرية : ومنها :-
(أ)عدم الاستقرار العائلي : ويقصد به عدم الاتفاق بين الوالدين , وكثرة المشاحنات واضطراب الحالة المنزلية, والانفصال والطلاق أو الخلع, وقسوة الوالدين أو تدليلهما للطفل, أو التذبذب في المعاملة أو سوء علاقة الطفل بأبويه.
(ب)المستوى الثقافي للأسرة : يلاحظ أن جو الأسرة الثقافي الذي يحيط بالطفل يؤثر في تقدم أو تخلفه الدراسي, فالأسرة التي يشيع فيها الجهل والحرمان الثقافي لا تعني بحالة الطفل الدراسية وواجباته المنزلية, ولا توفر له الجو المناسب الذي يساعد على الاستذكار واسيعب الدروس.
(ت)المستوى الاقتصادي للأسرة: حيث أن المستوى الاقتصادي له تأثير قوي على مستوى استيعاب التلميذ لدروسه.
فالأسرة الفقيرة العاجزة عن إشباع احتياجات أفرادها الغذائية والثقافية قد تلجأ للاستعانة بالأبناء وهم تلاميذ في المدارس للقيام ببعض الأعمال لمساعدة الأسرة والعمل على زيادة دخلها مما يعوق الأبناء عن دراستهم ويؤدي بهم إلى التخلف الدراسي .
المجموعة الثالثة:
عوامل مدرسية :وتتضمن:
استخدام المدرسة للأساليب غير التربوية الاستبدادية التي تستخدم وسائل القمع, أو افتقارها إلى الأنشطة الاجتماعية والرياضية وإلى الامكانيات المتعددة التي تشبع احتياجات التلاميذ الثقافية والعلمية .
ازدحام الفصول بالتلاميذ مما يعوق العمليات التعليمية .
سوء توزيع التلاميذ مما يجعل الفصل الواحد يحتوي على مجموعات نتباينة في المستوى التعليمي .
عدم انتظام التلاميذ في المدرسة وكثرة تأخرهم مما يعرضهم للتخلف عن أقرانهم في التحصيل الدراسي .
طرق التدريس ونظم الامتحانات والمناهج الدراسية التي لا تتطور ولا تتمشى مع الأساليب التربوية والعلمية الحديثة .
& جهود الأخصائي الاجتماعي في علاج التأخر أو التخلف الدراسي :
يتضمن دور الأخصائي الاجتماعي في مساعدة الطلاب للتغلب على مشكلة التخلف أو التأخر الدراسي للقيام بالمهام التالية :
العمل على تكوين علاقات مهنية طيبة مع الطالب قوامها الثقو والاحترام المتبادل .
مساعدة الطالب على استبصار موقفه وتوضيح الآثار السلبية المترتبة على استمرار هذا التأخر.
تعديل بعض الأفكار والاتجاهات لدى الطالب التي تعوق تحصيله الدراسي مثل الاعتماد على الدروس الخصوصية والمذاكرة في أيام الامتحانات فقط .
العمل ما أمكن على تهيئة البيئة الأسرية للطالب لتكون أكثر مناسبة له في المذاكرة وأداء الواجبات المنزلية مع ضرورة قيام الأسرة بدورها في عملية التوجيه ومتابعة الطالب .
مساعدة الطالب على تنظيم أوقاته وتزويده بأساليب المذاكرة الصحيحة وشغل أوقات فراغه بطريقة تنأى عن مصاحبة رفقاء السوء .
مساعدة الطالب على التوافق مع الجو المدرسي وتحسين علاقاتهبالمدرسين والزملاء .
تقديم عض الخدمات التي قد يكون لها علاقة بالتخلف الدراسي مثل جهاز لتقوية السمع ونظارة طبية وغيرها .
المرجع :
ماعر أبو المعاطى علي, الخدمة الاجتماعية في المجال المدرسي, (مكتبة زهراء الشرق, الطبعة الثالثة, القاهرة, 2009م), صــ 85-88.