قد يكتشف المربين المفعول السحري للإستماع بعد أن يقوموا بتطبيقه مع أبنائهم، فبالاستماع نستطيع التواصل مع الأبناء والتلاميذ ونستطيع أيضا حل مشاكلهم...
وددت أن أنقل لكم هذا الموقف مع تحليله:
"لنحلل هذا الموقف لطفل يذهب إلى أبيه بعد أن ضربه أخوه في البيت، ويمكن أن ينطبق هذا الموقف على طفل اعتدى عليه طفل آخر في الصف أو في باحة المدرسة.
الطفل: "أبي لقد ضربني علي. إني أكرهه أريد أن تضربه كما ضربني"
الأب:" عيب هذا الكلام يا بني ومن العيب أن تبكي أيضا فأنت رجل كبير"
هذه النغمة المألوفة التي نسمع الآباء يكررونها على مسامع أبنائهم ، كما نرى أنها رسالة تتجاهل شعور الطفل، وهي أيضا ناقدة لائمة سلبية تصف الطفل بصفات سيئة تسهم في تشكيل صورة سلبية لذاته، وهي طبعا لا تحل المشكلة بل تزيدها تعقيدا وربما تنتهي بالصراخ والضرب بين الإخوة.
انظروا الآن إلى استجابة الأب وهو يستخدم الاستماع العاكس.
الأب:" أنت زعلان وتشعر بالألم لأن علي قد ضربك أليس كذلك؟"
هنا يعكس شعور الطفل السلبي ويقبله وهو لا يلومه أو يعيبه، بل يكرر ما قاله الطفل مبينا له أنه فهم معنى كلامه، وبعد أن يسترسل الطفل في كلامه وينفس عن انفعالاته وهذا مهم لحل المشكلة يسأله أبوه: ماذا تنوي أن تفعل الآن؟
هذا السؤال المفتوح يضع المسؤولية على الطفل في حل المشكلة وليس على الأب، ونلاحظ أن الطفل بعد أن عبر عن شعوره الذي لاقى قبولا لدى الأب شعر بالراحة النفسية وأصبح أكثر قدرة على حل المشكلة بأسلوب سليم دون اللجوء إلى العدوان أو الانتقام من أخيه."*
*المصدر: الوالدية الإيجابية من خلال استراتيجيات التربية الإيجابية، د.مصطفى أبو سعد، استشاري نفسي تربوي، دار اقرأ للنشر والتوزيع، ط1،ص225، 2009م...
وقد قام د.مصطفى بتعريف الاستماع العاكس...
الاستماع العاكس: هو بمثابة المرآة التي يرى الطفل فيها نفسه من خلالها بوضوح وهو الاستجابة المفتوحة التي يقوم بها الآباء، والتي تعكس شعور الطفل والمعنى الذي خلال تعبيره اللفظي وغير اللفظي.#
#*المصدر: الوالدية الإيجابية من خلال استراتيجيات التربية الإيجابية، د.مصطفى أبو سعد، استشاري نفسي تربوي، دار اقرأ للنشر والتوزيع، ط1، ص224، 2009م...