السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نبني الثقة في أنفسنا
حتى تكون شخصا مقنعاً ومؤثراً في الآخرين فإنه لا بد في البداية من بناء ثقتك في نفسك حتى تكون كلماتك لها الوقع الذي تريده على من تخاطبهم وتقوم بكل ما هو مطلوب منها على أكمل وجه ، وتعتبر الثقة بالنفس من أبرز عناصر المعنويات والإرادة ومن عوامل الانتصار ، وتأخذ الثقة بالنفس موقعها المتميز في بناء وصقل الشخصية باعتبارها عنصراً رئيسياً في رفع الروح المعنوية والإرادة وهي عامل هام في مجال تحقيق التفوق الذي يرتكز بدوره على المعنويات والإرادة والروح الفعّالة لدى الأفراد ، يتفق علماء النفس على أن النجاح في الحياة يتطلب أمراً جوهرياً لا غنى عنه هو الثقة بالنفس ، إذا افتقدناها فعندئذ يتولانا جزع مقلق يفقدنا عنصر البهجة والاستمتاع الحقيقي بالحياة.
وللروح المعنوية قواعد وعوامل ونتائج أو مظاهر على الفرد وتجعله يعبر عن نفسه من خلالها، وقواعد المعنويات هي العقيدة والقيادة والإرادة والتدريب ، وهذه تتشعب بدورها إلى عدة عوامل كلها تُسهم |إلى حد كبير في بناء وتقوية ثقة الفرد بنفسه ، كما تعتمد عملية بناء الثقة بالنفس على بناء الإرادة ، ولبنائها كما هي المعنويات لابد من توفير مجموعة كبيرة من العناصر منها معرفة المتلقي وفهمه ومنها معرفة النفس والإحساس الراسخ بالقدرة وغيرها من العناصر التي تزيد من ثقتك بنفسك ، والتي تنعكس بدورها على سلوكه في المواقف المختلفة . وكذلك الأمر بالنسبة للروح المعنوية حيث نجدها تنتج كمحصلة لتفاعل وتداخل مجموعة من العوامل المادية والنفسية ، وكلها تنعكس سلوكاً إيجابياً يظهر بدوره ثقة عالية بالنفس في مختلف الظروف والأحوال .
والثقة بالنفس أساس لا بد من الاعتماد عليه في بناء الشخصية لما يمثله من داعم وركيزة أساسية يتم من خلالها بناء البيت الداخلي وتقويته ، وحينئذ نتمكن من استخدام هذه القوة المعنوية الداخلية في اتخاذ القرارات البناءة الصحيحة واستعمالها في التأثير على الآخرين وإقناعهم بما نرغب به ونريد منهم تحقيقه .
أشكال الثقة:
هناك العديد من أشكال الثقة التي يمكن للفرد أن يتعامل معها ، وهي وإن كانت في الأساس تنبع من خلال الثقة بالنفس إلا أنها أشكال مهمة نواجهها ولابد لنا من التعامل معها ، ومن أبرزها الثقة بالجماعة والثقة والسلطة وطبعاً الثقة بالنفس .
الثقة بالجماعة :
وتتكون الثقة بالجماعة من مجالات منها ثقة الفرد بالجماعة ودوره فيها يظهر عبر رضا الفرد عن دوره في الجماعة وعلاقته معها والرغبة في استمرار العمل الإيجابي والشعور بثقته في الجماعة. ومنها الولاء للجماعة وأهدافها ويظهر من خلال شعور الفرد بالإخلاص للجماعة والتصميم على تحقيق أهدافها واقتناعه بعدالة هذه الأهداف وإمكانية بلوغها
الثقة بالسلطة:
وهنا نقف أمام مجموعة عوامل منها شعور الفرد بتمثيل السلطة له وشعوره بدفاع السلطة عن مصالحه الوطنية ، وشعوره بأهمية مكانته ورأيه لديها ، وشعوره بولائه للأنظمة والقوانين وشعوره بعدالتها الذي يولد لديه الثقة فيها وضرورة حمايتها والدفاع عنها .
الثقة بالنفس :
والثقة بالنفس إنما تشكل من مجموعة عوامل وإن كانت في الأساس ومثلها في ذلك مثل سائر نواحي الشخصية الإنسانية تخضع للاستعدادات الوراثية أولاً ثم للمكتسبات الاجتماعية والبيئية إلاّ أن جانب الاكتساب في قضية الثقة بالنفس له أثره الكبير والذي نستطيع أن نجزم معه أنها أي الثقة يمكن تشكيلها وتقويتها أو العكس من خلال عمليات التعليم والتدريب بمختلف أشكالها وما يرافقها من عناصر الثواب والعقاب وغيرها .