قال تعالى
وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)
لعبة الموت ( الـتـفـحـيـط ) ظاهرة كثر الحديث حولها لكن سمعنا من مآسيها الكثير والكثير فهي تستحق الحديث عنها حفاظا على شبابنا وممتلكاتنا واسرنا
في هذا الزمان رأينا كيف شبابنا بالموت يلعبون .. وبالأرواح يغامرون .. وبالأبرياء يضحون .. وللأموال يبددون .
لذا احببت أن اناقش هذه القضية ..
أضرار التفحيط :1 - قتل النفس .
قال تعالى : ( ولا تلقوا بانفسكم الى التهلكة )
2 - التعدي على الآخرين .. بإتلاف أرواحهم .. وتحطيم أبدانهم .. وترويعهم في طرقاتهم .
كم من رجال ونساء .. وأطفال أبرياء .. تحولوا إلى أشلاء بسبب تهور المفحطين .
كل من يركب مع المفحط ، أو يتـفرج عليه ، أو يسير في الشارع بأمان عرضة لهذا الخطر العظيم .
3- الخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الحوادث الناتجة عن التفحيط .
4- معاناة أسرة المفحط .
فقد تسبب كثير من المفحطين في معاناة آبائهم وأمهاتهم وأفراد أسرتهم .. إما بسبب كونه مطلوباً للجهات الأمنية .. أو بسبب مراقبة المنزل .. أو بسبب الحوادث المترتبة على قيامه بالتفحيط .. أو بسبب السمعة السيئة التي تلحق الأسرة بفعله .
5- ما يعيشه المفحط من قلق واضطراب .
قلق خائف .. لا يستقر حاله .. ولا يستطيع أن يجلس في مكان عام خوفا من الأجهزة الأمنية .
6- تعطيل الحركة المرورية .. ووجود الازدحام .. واختناق السير في شوارعنا .
7- ما يسببه التفحيط من تجمعات الشباب التي تكون سبباً في الفوضى ، والتعدي على الناس والممتلكات ، وانتهاك الأنظمة .
حكم التفحيط شرعاً :أفتى علماء المسلمين في هذا العصر بحرمة التفحيط ، : ( التفحيط ظاهرة سيئة .. يقوم بارتكابها بعض الشباب الهابطين في تفكيرهم وسلوكهم .. نتيجة لقصورٍ في تربيتهم وتوجيههم ، وإهمالٍ من قبل أولياء أمورهم ، وهذا الفعل محرم شرعا ، نظراً لما يترتب على ارتكابه من قتلٍ للأنفس وإتلافٍ للأموال وإزعاجٍ للآخرين وتعطيلٍ لحركة السير ) .
أسباب ودوافع التفحيط :1 - ضعف الإيمان .
كيف يرضى المسلم حقاً أن يؤذي نفسه أو إخوانه بهذه الأفعال . ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام ( المسلم ـ أي المسلم الكامل ـ من سلم المسلمون من لسانه ويده ) .. فإذا رأيت إنساناً يؤذي عباد الله فاعلم أنه ضعيفُ الإيمانِ والصلةِ بالله تعالى .
2 - حب الظهور والشهرة .
كثيراً من المفحطين يفتن بالشهرة.. فالشباب يرونه إنساناً محترفاً .. سواق .. ملك الطارة .. فيتسابقون إلى التعرف عليه .. وهذا يجعله يدمن على التفحيط ولا يقلع عنه .
3 - الفراغ .
شباب .. يتسكعون في الأحياء .. ويجوبون الشوارع بلا مهمة .. وبلا هدف .. هذا هو حال كثير من المفحطين ..
الفراغ نعمه حولها بعض الشباب الى نقمه .
4 - تقليد ومحاكاة رفقة السوء .
وهذا أمر بارز في حياة المراهقين .. حيث إن كثيراً من السلوكيات الخاطئة ، إنما يكتسبها المراهق من طبقة الأقران .
وأشير هنا إلى قضية التحدي الذي يقع بين الشباب .
5 - ضعف رقابة الأسرة .. وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم .
فبعض الآباء ينتهي دوره بشراء السيارة لولده .. فلا يكلف نفسه متابعةَ سلوك الولد .. ومنعَه من السيارة إذا أساء استخدامها .
6 - بعض ما يعرض في وسائل الإعلام والاتصال والألعاب الإلكترونية .
يتأثر كثير من الشباب بأفلام المطاردات والعنف التي تعرض في بعض القنوات .. فيحاول الشاب تقليدَ الحركات التي يشاهدها في الفيلم .
كما ينتشر بين الشباب أفلام فيديو لمشاهد تفحيطٍ مسجلةٍ من شوارعنا عبر الكاميرات .. وهذه الأفلام ، قد يشاهدها الشاب في باديء الأمر لمجرد التسلية .. لكنها سرعان ما تثير في نفسه الرغبة في التفحيط .
7 - الغنى والترف .
كثير من الشباب لا يَقْدِر هذه النعمةَ .. أعني السيارة .. ولا سيما إذا كان قد حصل عليها بسهولة دون كد . يعني اكيد هديه من الوالد .
العلاج وبعض الحلول لهذه الظاهره .1 -لابد من رفع الوعي بين الشباب .. والتذكير بأضرار هذه الظاهرة .
2 - التفحيط ظاهرة جماهيرية في الغالب .. فالشباب المتجمهرون المتفرجون .. عليهم جزء من المسؤولية والإثم فيما يحدث من المآسي بسبب التفحيط .
أخي الشاب .. إنك بتجمهرك تغري المفحط بالاستمرارِ في التفحيط من جهة .. وتعرض نفسك للتلف من جهة أخرى . فانت بيدك العلاج بعد الله ابتعد عن ساحات التفحيط حتى ننتهي من هذه الظاهره .
3 -على الآباء دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. في حسنِ تربيتهم . ومراقبتِهم سلوك أبنائهم .. وعدمِ تمكين الصغار منهم من قيادة السيارة ، فإن كثيراً من الآباء يشتري الموت لأبنائه وهو لا يشعر .
4 -على الجهات الأمنية دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. فوصيتي إليهم بذل المزيد من الجهود المباركة .. وتكثيف التواجد في الساحات والاجتماعات ..وعدم التساهل أو المجاملة في تطبيق العقوبات .. وعدم دخول الواسطه في مثل هذه الامور ..
5 -نناشد القائمين على الإعلام في بلاد الإسلام أن يتقوا الله في أبنائنا .. وأن يقوهم شر هذه الأفلام .. التي تعلم العنف والإجرام .. وأن يكون للبرامج الإذاعية والتلفزيونية والصحافة دور فعال في التصدي لهذه الظاهرة .
6 - لمدارسنا دور كبير في التصدي لهذه الظاهرة .. برفع الوعي بين أبنائنا .. ومتابعتهم وتقويم السلوكيات التي تصدر ممن يقومون بهذه الظاهرة .. والتعاون مع الجهات المختصة للقضاء عليها .
7 - لابد من احتواء أوقات الشباب .. وامتصاص طاقاتهم في النشاطات النافعة ، أو البرامج الترفيهية البريئة .. عبر المراكز والمخيمات والملاعب وغيرها .
ختاما أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين وان يعيدهم الى الطريق المستقيم وان يبعد عنهم رفقاء السوء ويبعد عنهم الافكار المظله والهدامة وان يجعلهم جنودا للاسلام وللدوله
.......اللهم آمين.....