عادت إشكالية المناهج الجديدة تفرض نفسها من جديد مع بداية العام الدراسي لدى الأهالي والأساتذة والطلاب على حد سواء حيث باتت القضية أعمق وأوسع ورغم اعتراف المعلمين والمعلمات بصريح العبارة أن هذه المناهج أكثر من ممتازة ورائعة من حيث المعلومات الموجودة فيها إلا أنهم أكدوا عدم توفر ظروف نجاحها لعدة عوامل نظراً لعدم وجود وسائل الإيضاح الضرورية وكثافة المنهاج من جهة والعدد الكبير للطلاب في الصف وعدم توفر الوقت الكافي للمدرسين لمتابعة جميع الطلاب من جهة أخرى ولعل السبب الأهم وبحسب الكادر التدريسي أنفسهم يعود إلى عدم كفاءة الأساتذة وقدرتهم على شرح المضمون وإيصال الفكرة المطلوبة إذ يحتاج المنهاج إلى دوام داخلي 24 ساعة لإيصال المعلومات بشكل كامل (على حد قولهم) ويشير رئيس وحدة الكشاف في السويداء وليد أبو الفضل وأب لثلاثة طلاب إلى أن المناهج الجديدة ممتازة في حال توفر الكادر التعليمي القادر على إيصال مضمونها كما أن هذه المناهج تم وضعها وفق إمكانيات وتجهيزات تفتقد مدارسنا لها بدءاً من المقعد الدراسي وصولاً إلى غرفة الحاسوب لأن هذه المناهج وضعت على أساس العمل الجماعي وفق حلقات يتعاون بها الطلاب والمدرس والتي بدورها تنمي عملية العصف الذهني لدى الطالب إلا أن الأهالي جميعاً ممن التقتهم «الوطن» أكدوا عدم قدرتهم على مجاراة هذه المناهج ومساعدة أبنائهم في الدراسة فضلاً عن أن الجميع اشتكى من كثافة الوظائف والواجبات المنزلية التي ترافق التلميذ إلى المنزل والتي بدورها أرهقت الطالب وأخذت معظم وقته بعد المدرسة على حساب ساعات الدراسة إضافة إلى ضياع أبنائهم بين أسلوب المدرس وأسلوب الأهل في المنزل على حين الطلاب فكانت شكواهم تصب في عدم قدرة كثير من المدرسين على شرح فكرة الدرس بشكل واف وإيصالها بصورة مبسطة إضافة إلى ضخامة وكثافة المنهاج أما طلاب الصف التاسع فلهم شكواهم الخاصة إضافة إلى ما تم ذكره والمتمثلة باستيائهم الكبير من قرار وزارة التربية بتقديم امتحانهم النهائي دون انقطاع لفترة تتناسب مع ضخامة وكثافة منهاجهم حتى صرح لنا أحد الطلاب أسامة حمادة أنه وأصدقاءه اتفقوا على أنهم لن يقدموا الامتحان النهائي لو بقي القرار على حاله.
وأمام هذه الشكاوى المتعددة والكثيرة إلا أن مدير التربية في السويداء أكرم الزغير ما زال يؤكد أن التربية قامت بالدورات الإنعاشية للمدرسين والمعلمين بإشراف موجهين تربويين واختصاصين للتدريب وأن التربية مستعدة لتلقي الأسئلة من الأهالي وأي مدير مدرسة أو معلم يحتاج إلى معلومة أو درس توضيحي حول المناهج فإن الفريق الموجود مستعد للذهاب إلى أي مدرسة وتقديم المعونة المطلوبة حيث توفر مديرية التربية الإمكانات كافة لتحقيق ذلك.