المراهقة فترة مهمة في حياة كثير من الأفراد ،تعصف بهم فيها تيارات فكرية متضاربة يتعرضون فيها لنوازع وخواطر متباينة يحارون بينها ، ولا يدرون أيها يتبعون ويسايرون وأيها يغفلون ويتجاهلون،وهي مرحلة ذات أهمية وتتطلب منا الدراسة العميقة والفهم الصحيح،لهذا تقع على عاتق جميع المؤسسات الاجتماعية تبعات الوفاء بمطالب أطوار المراهقة والبلوغ وإشباع حاجات المراهقين وتوجيههم وتزويدهم برصيد عريض من الثقافة العامة والقيم الخلقية والاجتماعية والاتجاهات والمهارات التي تمكنهم في نهاية المرحلة من أن يشقوا طريقهم في الحياة العلمية ويواجهوا مشكلاتها بنجاح.
اهتم العلماء في شتى التخصصات بدراسة مرحلة المراهقة كمرحلة مهمة وحاسمة من مراحل نمو الفرد بوصفها مرحلة تتسم بالأزمات النفسية والقلق والمعاناة وصعوبة التوافق،حيث عن سلوك المراهق يختلف عن سلوك وتفكير الطفل وكذا عن أسلوب تفكير الشاب في مرحلة الرشد،فهي مرحلة تمتاز بالنمو السريع الذي يشمل جميع الجوانب والنواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية ،وقد اختلف المربون فيما بينهم حول وصف المراهقة فبينما يصفها البعض بأنها مرحلة صعبة يتعرض فيها الشاب لكثير من المشكلات والهموم،يرى البعض الآخر أنها فترة تكيف وليست فترة تغير فجائي،فهي تتسم بالانفعال التدريجي إلا أن التغيرات السيكولوجية التي تنجم من الضغوط الثقافية والاجتماعية هي التي تؤدي إلى حدوت مشكلات صعبة في التكيف.
من هذا كله شخصيا ،أرى من واجب الأخصائي أن يتعامل مع هذه المرحلة ومشاكلها بحذر شديد،ويؤصل في الآباء وأولياء الأمور هذه الفكرة ويسمح للمراهق أن يشبع ميله إلى الاستقلال والنقد والشك وتحمل المسئولية والمشاركة من خلال تنمية تفكيره وتعويده على التخلي عن الأحكام المسبقة وتدريبه على رؤية الواقع ونقده ونقد نفسه والآخرين بموضوعية وعلى أسس عقلية. ماذا عن آرائكم !
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهى .
من كتاب في بيتنا مراهق،زينب سالم،مركز الكتاب للنشر،الطبعة الأولى،1427ه-2006م.