مشكلات سوء التوافق
المقصود بسوء التوافق هو عدم قدرة الفرد على التوائم والانسجام مع ظروف معينة وعدم قدرته على تحقيق مطالب العالم الخارجي وعدم قدرته على تغيير الظروف البيئية لتناسب مطالبه .
وسوء التوافق له جانبان : سوء توافق نفسي داخلي بين الفرد ونفسه وسوء توافق خارجي بين الفرد وبيئته التي يعيش فيها .
ومن مشكلات سوء التوافق عدم قدرة الفرد على مسايرة زملائه بالمدرسة وعدم قدرته على تقبل أفكارهم وسلوكهم وقيمهم ومعاييرهم وقد يرجع ذلك إلى نشأته في بيئة اجتماعية مفككة تتضمن معايير فاسدة وتقاليد بادية ومبادئ خاطئة .
ومن مشكلات سوء التوافق أيضا سوء التوافق الدراسي وعدم القدرة على التوائم بين الطالب ومعلميه وما يترتب على ذلك من فشل معرفيا ( عدم القدرة على النجاح ) وفشله اجتماعيا ( عدم القدرة على تكوين العلاقات ) بالإضافة إلى اضطرابه انفعاليا .
ومن مشكلات سوء التوافق أيضا عدم قدرة الفرد على الإنسجام مع غيره سواء في المدرسة أو المنزل أو مع شخص يحتك به في الحياة وقد يرجع ذلك إلى اضطراب بيئته فالأب الذي يستغرق في عمله حتى تحرمه ظروف عمله القاسية من وقضاء وقت الفراغ مع أبنائه لمناقشتهم في شئونهم ورعايتهم ويمنع هؤلاء الأطفال من فرصة تمثل شخصية وامتصاص قيم الجماعة ومستوياتهم الخلقية منه .
إن الجهل قد يدفع الأباء إلى أخطاء تربوية على أثر خطير على شخصية الطفل من ذلك التذبذب بين القسوة والتدليل أو اختلاف الأبوين في معاملة الأبناء فيفقد الطفل القدرة على اتخاذ معايير معينة للسلوك .
والتوافق الاجتماعي عملية تبتدئ منذ الطفولة المبكرة وفترة تكوينه الحماسة هي السنوات الأولى في حياة الطفل واهم عواملها البيئة المنزلية وخاصة تأثير الأبوين ووظيفة الأسرة هي صياغة استعدادات الطفل في نمط اجتماعي مقبول والعمل على تجنب نمو السلوك المضاد للمجتمع فإذا اخفقت الأسرة في تحقيق هذين الغرضين نشأت شخصية الأبناء عاجزة عن التوفيق بين رغباتهم وبين مطالب المجتمع .
ولا يتحقق التكيف الإجتماعي إلا إذا سار النمو الإنفعالي للطفل سيرا سويا فلا يلحقه أزمات أو صراع أو تثبيت على مرحلة الطفولة نتيجة الإفراط في بذل الحب أو تعبير عن فقدان الأمن الإنفعالي نتيجة الحرمان من الحب والحيرة بين القسوة والتدليل .
والأخصائي الإجتماعي الذي يعمل مع مشكلات سوء توافق يعرف جيدا أنها مشكلات صعبة تحتاج لجهود فنية كبيرة فهي تحتاج إلى تعاون كل أفراد الأسرة لدراسة كل فرد منها له تأثير على المشكلة حتى يتعرف على الحقائق والمعلومات التي يستخلص منها العوامل المسببة لهذه المشكلة وخاصة ما يتصل منها بالأب والأم لما لهما من أدوار بالغة التأثير في هذه المشكلات ولذلك يعتمد نجاح الخطة العلاجية على اشتراكهم فيها وكذلك العمل مع المدرسة وخاصة المدرسين الذين لهم دور في وجود هذه المشكلات وإهتمامه بالضرورة إشراكهم أيضا في الخطة العلاجية ثم يأتي دور الرفقاء وخاصة رفقاء السوء اللذين لهم علاقة وثيقة بهذه المشكلات بإلإضافة إلى العميل نفسه الذي ينصب عليه معظم جهود الأخصائي الدراسية والتشخيصية والعلاجية .
المرجع :
أ.د غبارى ، محمد سلامة ، مداخل الخدمة الإجتماعية المدرسية وأهدافها التنموية ، الاسكندرية ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى ، 2009 ، ص 166-169 .