ومن الوسائل التي يلجئ إليها معظم الاطفال أثناء وقت الفراغ هي مشاهدة التلفاز وقد دلت بعض الدراسات الميدانية التي أجريت في المنطقة العربية على تأثير التلفزيون على الأطفال عند تقليد القدوة أو الأبطال وهم يستعينون على حل مشكلاتهم باللجوء إلى شرب الخمر والتدخين وربط ذلك بالقدرة على التفكير السليم, والوصول إلى حل المشكلات, أو الخروج من المآزق بالإضافة إلى طرح مفهوم البطولة على أنواع المغارات الجنسية والعاطفية, وتصوير الخيانة الزوجية على أنها خيانة مشروعة. وإذا طبع التلفزيون هذه المفاسد الخلقية في أذهان التلاميذ منذ طفولتهم, فماذا ننتظر منهم غير الانحرافات الخلقية الخطيرة والانحرافات الاجتماعية الكثيرة. وللأسف أن معظم البرامج والأفلام والتمثيليات التي تصل إلى الأطفال في بيوتهم تتصف بالتفاهة الفكرية, وتمتلئ بالصور الرخيصة المبتذلة, والمناظر الغير لائقة , والأطفال يرون كل ذلك ويعجبون به, وينجذبون إليه وسيقلدون كل هذه المناظر , والعيوب والمعاني والألفاظ التي تفسد تنشئتهم وتدمر أخلاقهم, وتعوق نموهم, وتتلف تكوين شخصياتهم , إن التلفزيون مدرسة مجانية جذابة وممتعة, قادرة على أن تعلم الأطفال العنف والعدوان, كما تعلمهم الانحرافات الخلقية, والاجتماعية, فبرامج العنف التي يعرضها التلفزيون تعتبر من أخطر ما يقدم للأطفال في طفولتهم المبكرة والمتأخرة, حيث تؤثر تأثيرا خطيرا على تشكيل شخصياتهم, ولذلك أطلق أحد الباحثين على التلفزيون أنه " مدرسة الجريمة" وأطلق آخر اسم " المفسديون" بدلا من اسم التلفزيون.