من أهم خصائص السلوك الإنساني :
إن السلوك الإنساني ليس ظاهرة عفوية ولا يحدث نتيجة للصدفة وإنما يخضع
لنظام معين، وإذا استطاع العلم تحديد عناصر ومكونات هذا النظام فانه يصبح
بالامكان التنبؤ به، ويعتقد معدلي السلوك أن البيئة المتمثلة في الظروف
المادية والاجتماعية الماضية والحالية للشخص هي التي تقرر سلوكه، ولذلك
نستطيع التنبؤ بسلوك الشخص بناءً على معرفتنا بظروفه البيئية السابقة
والحالية، وكلما ازدادت معرفتنا بتلك الظروف وكانت تلك المعرفة بشكل
موضوعي أصبحت قدرتنا على التنبؤ بالسلوك أكبر ،ولكن هذا لا يعني أننا
قادرون على التنبؤ بالسلوك بشكل كامل ،فنحن لا نستطيع معرفة كل ما يحيط
بالشخص من ظروف بيئية سواء في الماضي أو الحاضر .
إن الضبط في ميدان تعديل السلوك عادة ما يشمل تنظيم أو إعادة تنظيم
الأحداث البيئية التي تسبق السلوك أو تحدث بعده،كما أن الضبط الذاتي في
مجال تعديل السلوك يعني ضبط الشخص لذاته باستخدام المباديء والقوانين التي
يستخدمها لضبط الأشخاص الآخرين.
والضبط الذي نريده من تعديل السلوك هو الضبط الايجابي وليس الضبط السلبي،
لذا أهم أسلوب يلتزم به العاملون في ميدان تعديل السلوك هو الإكثار من
أسلوب التعزيز والإقلال من أسلوب العقاب.
بما أن السلوك الإنساني معقد لان جزء منه ظاهر وقابل للملاحظة والقياس
والجزء الأخر غير ظاهر ولا يمكن قياسه بشكل مباشر لذلك فان العلماء لم
يتفقوا على نظرية واحدة لتفسير السلوك الإنساني، وعلى الرغم من ذلك فان
العلم لا يكون علمياً دون تحليل وقياس الظواهر المراد دراستها، وعليه فقد
طور علماء النفس أساليب مباشرة لقياس السلوك كالملاحظة وقوائم التقدير
والشطب وأساليب غير مباشرة كاختبارات الذكاء واختبارات الشخصية، وإذا تعذر
قياس السلوك بشكل مباشر فمن الممكن قياسه بالاستدلال عليه من مظاهره
المختلفة.