هناك عدة انتقادات موجهة للمناهج الضيقة, لما لها من عيوب تؤثر على مستوى الطالب المعرفي والعملي. وهذه الانتقادات تشمل عدة جانب ولكنني سأتطرق لجانبين فقط:
أولا: الطالب:
* إهمال النمو الشامل للطلبة: لم يهتم المنهج التقليدي بالنمو الشامل للطلبة أي بنموهم في الجوانب كافة وإنما اهتم فقط بالجانب المعرفي المتمثل في المعلومات وأهمل بقية الجوانب مثل الجانب العقلي والجسمي والديني والاجتماعي والنفسي والفني.
*إهمال حاجات وميول ومشكلات الطلبة: لقد أدى اهتمام كل مدرس بمادته الدراسية إلى عدم الاهتمام بحاجات الطلبة ومشكلاتهم وميولهم فهذا الإهمال له آثار سيئة إذ أنه يؤدي إلى الانحراف والفشل الدراسي, كما أنه قد يؤدي إلى عدم إقبالهم على الدراسة وتعثرهم فيها.
* عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة: المنهج يركز على معلومات عامة يكتسبها التلاميذ والكتب الدراسية تخاطبهم جميعا بأسلوب واحد والمفترض أن يهتم المنهج بالفروق الفردية بين الطلبة وأن يؤخذ هذا المبدأ في الاعتبار عند تأليف الكتب الدراسية وعند القيام بعملية التدريس وعند استعمال الوسائل التعليمية وعند ممارسة الأنشطة.
ثانيا: المواد الدراسية:
* تضخم المواد الدراسية: نتيجة الزيادة المستمرة في المعرفة بشتى جوانبها ونتيجة لاهتمام كل مدرس بالمادة التي يدرسها فقط اهتم مؤلفو المواد الدراسية بإدخال الإضافات المستمرة عليها حتى تضخمت وأصبحت تمثل عبئا ثقيلا على المدرس والطالب معا.
*عدم ترابط المواد: أدى اهتمام كل مدرس بالمادة التي يقوم بتدريسها إلى خلق حاجز قوي بين المواد الدراسية وبالتالي لم يعد بينها ترابط أو تكامل. ومعنى ذلك أن المعرفة التي تقدمها المدرسة للتلاميذ تصبح مفككة وهذا هو عكس ما يجب أن يكون.
* إهمال الجانب العملي: يركز المنهج التقليدي على المعلومات لذلك لجأ المدرسون في الطريقة اللفظية لشرح وتفسير وتبسيط هذه المعلومات نظرا لأن ذلك يوفر لهم الوقت لإتمام المقررات الدراسية وقد أدى هذا الوضع إلى إهمال الدراسات العملية بالرغم من أهميتها التربوية البالغة في إشباع الميول وإكساب المهارات.
بالنسبة لنقطة إهمال الجانب العملي في مناهجنا الحالية, برأيكم كيف يمكننا إدخال الجانب العملي بطريقة غير مكلفة بالنسبة للمدرسة؟
(الزويني, ابتسام, وآخرون: المناهج وتحليل الكتب, عمَان, دار الصفاء, ط1, 2013, ص21, 22).