أثر تغيير المعلمة في طفل الروضة

يحتاج الطفل عند دخوله اول يوم في الروضة لمجهود عظيم من المعلمة حتى يتكيف مع جو الروضة واحيانا يحتاج الى مجهود من الادارة ليتكيف الطفل القديم مع المعلمة الجديدة.
ان تكيف الطفل واندماجة مع المعلمة يحتاج الى وقت ومجهود ليعتادها ويألفها ويبدأ يشعر نحوها بعاطفة تزداد يوما بعد يوم وخاصة اذا كانت المعلمة من النوع العطوف الرؤوف.
ويصل الحب احيانا ليتنافس حب الام وكلما شاركت المعلمة الطفل مشاعره, واحست بأحاسيسه وبادلته الاحاديث وقصت عليه القصص وساعدته في حل مشكلاته مع الطعام والشراب والحمام والقراءة والكتابة واللعب واستخدامه ادواته المدرسية, ودخلت نفس الطفل وقبلته وكلما طال الزمن بعد عمليه التأقلم والتفاهم,وتكونت علاقة عاطفية بين الطفل واالمعلمة فيصبح من الصعب على الطفل التأقلم مع معلمة جديدة.

ان تبديل المعلمة يكون اما لترك المعلمة نفسها العمل او استبدال الادارة لها وهنا لابد للادارة من مراعاة الاذى النفسي الذي قد يلحق بالطفل ولابد ان يكون سبب التبديل اكثر اهمية وايجابيه من ابقاء المعلمة على الرغم مما فيها من عيوب لذلك يجب ان تحسن الادارات اختيار المعلمة منذ البداية.

اما في حال ترك المعلمة لأطفالها فلا بد من بذل مجهود خاص ومكافآت الادارة لتوجيه المعلمة الجديدة وتزويدها بألعاب وهدايات ومكافآت تحببها الى نفوس الاطفال وتشعرهم بالالفة والقرب منها

ان لتبديل المعلمة اثارا سلبية وايجابية نبيبنها فيما يأتي:
1- الآثار السلبية:
فبعد ان تعرفت المعلمة الى عادات الاطفال وطبائعهم ومستويات وادراكهم ومستوياتهم المعرفية وانماط سلوكهم في الطعام والشراب وتعاملهم مع المناهل او دورة المياة او اللعب في الباحة واي الالعاب يفضلون واي الطرق اكثر شدا او تشويقا لهم.
فضلا عن بناء علاقات معينة بين المعلمة والاهل وتعرفها رغباتهم التي تكاد تكون احيانا متباعدة بين طفل وآخر وبين اهل وآخرون .وتعرف مستواهم الاجتماعي والمادي والثقافي وذلك كله اخذ وقتا ومجهودا من المعلمة القديمة فلا يمكن تجاهله بسهولة واعادة العمل من جديد مع معلمة اخرى.
فضلا عما يسببه تغير المعلمة من ألم في نفس الطفل قد يصل به احيانا الى عدم التأقلم مع المعلمة الجديدة وفي بعض الاحيان الى ترك الروضة كذلك يؤثر في العلاقات الخاصة بجميع الجهاز التربوي في الروضة لانه يخلق جوا من الحذر في التعامل بين المعلمات بعضهن ببعض وبين المعلمات والادارة والمستخدمات.

ومن جهة اخرى يتذمر الاهل عندما يرفض اولادهم الذهاب الى الروضة بسبب تعلق اولادهم الشديد بالمعلمة المغادرة وعد اندماجهم مع المعلمة الجديدة.
2- الآثار الايجابية:
تعتبر الآثار الايجابية قليلة وتقتصر على حالات قليلة منها:
عندما تكون المعلمة القديمة متعبة للادارة او لزميلاتها او للمستخدمات او للاهل,وعندما تكون المعلمة غير قادرة على اشعار الاطفال بحبها لهم فيأخذ الاطفال فطرة سلبية عنها وتستمر في اشعارهم بعد محبتها لهم.
لذلك ترى الطفل الذي كان ينصب عليه غضب المعلمة الواضح ينقلب من جو التعاسة الذي كان يعيشه مع المعلمة القديمة الى جو من السعادة والحياه الطبيعية مع المعلمة الجديدة مما يجعل الاهل يتعجبون مما حصل لولدهم من تغيير ايجابي.
وبإمكان الاهل المتابعين لولدهم يوميا ان يدركوا ان التغير الذي حصل لصالح ولدهم يعود لزوال ذلك الكابوس المتمثل بالمعلمة القديمة.
وهناك ايجابية اخرى وهي ان التغير تكاملا بين العديد من المجالات فهذد المعلمة الجديدة قد تكتشف في الطفل مؤهلات او مواهب لم تتمكن سابقتها من كشفها لسبب او لآخر وامتلاك المعلمة الجديدة صفات مغايرة لسابقتها من صبر او دقة ملاحظة,او نزول لمستوى الاطفال قد يمكنها من وضع حد لبعض الاخطاء او المشاكل التي يعاني منها الطفل من دون معالجة من المعلمة القديمة.


وهكذا فإن لاثر تغير المعلمة وجهين احدهما سلبي والاخر ايجابي والادارة الذكية هي التي تستفيد من الايجابيات وتعمقها وتقلل من اثر السلبيات وتحاول تخفيف اثرها او ابعادها ان امكن ذلك .
من كتاب المشكلات السلوكية لاطفال الروضة
(علي,حسين و خليفة,ايناس ,2008,دار المناهج ,عمان , ص37-39)