ارتبطت نشأة العمل الاجتماعي بميدان الأسرة بصفة خاصة والأسرة والطفولة بصفة عامة.
وأصبح الاهتمام بالأسرة علاجيا ووقائيا وإنمائيا اهتماما رئيسيا في العمل الاجتماعي بطرقه المهنية ، ويربط البعض بين ممارسة طريقة خدمة الفرد والمجال الأسري وهذا الربط يحصر العمل الاجتماعي في الجانب العلاجي ولكن الواقع أن العمل الاجتماعي (الخدمة الاجتماعية) يستطيع بطرقه الثلاثة أن يقدم إسهاما في العمل مع الأسرة على المستويات العلاجية والوقائية والإنمائية .
وقد أصبح لهذه المهنة أدوارا هامة في مجال رعاية الأسرة وألقى على عاتقها مسئوليات كبيرة بما لها من مؤسسات مختلفة ومهنيين ومتخصصين قادرين على الإسهام بأدوار مؤثرة في مجالات الخدمة الاجتماعية المختلفة ، وعلى رأسها المجال الأسري الذي أصبح في أمس الحاجة إلى أدوار الممارسة المهنية الاجتماعية لتعيد إليها توازنها واستقرارها ، حتى تصبح قادرة على أداء وظائفها المختلفة ، بالصورة التي تجعلها قادرة على التنشئة الاجتماعية السليمة ، التي ينعكس أثرها على أداء المجتمع لوظائفه ، ويحقق له نماء وبناءه.
وعندما يمارس العمل الاجتماعي في المجال الأسري ، فانه لا ينظر إلى الأسرة كوحدة للعلاج فقط ، وإنما كوحدة للوقاية والأنماء ، لذلك فالأساليب الفنية الاجتماعية في المجال الأسري تقوم على محورين :
• أساليب توجه الأسرة المتماسكة
التي قد تحتاج من وقت لآخر إلى معاونة عادية في مواجهة التزاماتها الاجتماعية ، ومقتضيات حياتها الطبيعية ، في أداء وظائفها المختلفة ، فتزداد بذلك صلاحيتها في تربية أفرادها وتوجيه سلوكهم.
• أساليب تهتم بالأسرة المتصدعة
أو التي تعاني مشكلات حادة تعوق قيامها بوظائفها أو تحول بينهما وبين أداء هذه الوظائف ، وتجعل من هذه الأسرة مجالا لا يصلح لتنشئة الأطفال ورعايتهم ، بل قد يؤدي إلى انحرافهم ، ويجعل منهم مواطنين يسيئون إلى أنفسهم وإلى المجتمع الذي يعيشون فيه ، ويكون التدخل المهني في هذه الحالة مساعدة هذه الأسرة على استعادة أو بعض صلاحيتها كأهم أداة في التنشئة الاجتماعية للإنسان ، فالأسرة وفقا لذلك ميدان متخصص من ميادين العمل الاجتماعي يهدف إلى تقوية أوصار الوحدة الداخلية للأسرة ، والمحافظة على تماسكها وتكاملها ، وحفز طاقات الزوجين والارتقاء بإمكانياتها الوالدية ، وحفز طاقات الارتقاء بإمكانيات أعضاء الأسرة الآخرين وتيسير السبل أمام الأسرة ، لتشارك في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
(العمل الاجتماعي مع الأسرة والطفولة ، فيصل محمود الغرابية ، الطبعة الأولى ، 2012 ، الصفحة 126,127,128 ، دار وائل للنشر والتوزيع ، الأردن _ عمان )