يقدر بعض الباحثين المهتمين بدراسة إعاقة التوحد أنه من بين كل عشرة الآلف طفل هناك طلين أو أربعة أطفال يعانون من هذه الحالة المرضية. وهذا معناه أن هناك ما يقارب من ثلاثة الآلف طفل توحدي في أنحاء المملكة المتحدة. ليس هناك سياسة واضحة فيما يتعلق بتربية هؤلاء الأطفال المتوحدين.
وطبقا لما يذكره كل من "إيجار. وينج " (1969) فإن هناك ما يقارب من نصف هؤلاء الأطفال يعالجون في مستشفيات الأطفال دون العاديين.
وأما النصف الباقي ففي المدارس الخاصة. وفي المدارس العادية والمدارس ذات المصروفات.
أن الأطفال التوحديين يفتقرون للفهم الكامل لظروف اضطرابهم ويفتقرون أيضا إلى وجود أساليب تربوية تلبى حاجاتهم. وهذا يجعل الباحثون يميلون إلى التشبث بعمل احتياطات خاصة عند الحديث عن تعليم وتربية الأطفال الاجترارين(التوحديين).
نجد بعضهم أحيانا يقترح اقتراحا مفاده أن من المجدي بالنسبة لهؤلاء الأطفال أن يكون تعليمهم وتربيتهم في مجموعات مختلطة مع أطفال آخرين. هذا من ناحية.
من ناحية اخرى فأن أعراض إعاقة التوحد يشير إلى أن البحث عن طرق وأساليب مركزة. وذات شكل معين تيسر للأطفال الاجترارين سبل الغلب على الصعوبات. وهي المطلوبة وبقوة. أفضل من وضعهم مع أطفال مماثلين لهم في مستوى التوظيف العقلي والسعي نحو مستويات أفضل.
وتهدف تربية وتعليم الأطفال التوحديين إلى معاونة الطفل الاجترارين على الإفادة من بيئته، لأننا كما نعرف عنه، ويظهر عجزا في ترجمة انطباعاته عنها.
ويكون بمقدوره أن يتعرف عليها أو ينظمها وأحيانا ما نجد الطفل الاجترارين يضطرب حين مر بخبرة إدراكية اضطرابا يصل به إلى الدرجة التي يتجنب بها هذه الخبرة وغيرها من الخبرات المماثلة أو أن ينغلق على نفسه حتى لا يعرض نفسه لمزيد من الحيرة والارتباك. ولهذا فهو في حاجة إلى بيئة مستقرة ثابتة. لها روتين راسخ فهي أفضل بالنسبة له من البيئة الحرة(الطليقة).
وفيما يتعلق بالأهمية الخاصة للغة فأن كثيرا من الأطفال الاجترارين لا يتعلمون الكلام أبدا، وبعضهم يكون بمقدوره تعلم الكلام في سن متأخرة جدا من سنوات مرحلة الطفولة ، وعلى هذا فإن بالنسبة لجميع الأطفال يكون الهدف الأول فيما يتعلق باضطرابات التواصل ، هو فهم اللغة المنطوقة وغالبا ما يفهم الأطفال الاجترارين اللغة والمواقف بشكل أفضل من اللغة المفهومة ضمنا ولهذا يمكن أن يزودنا تقدير الفهم اللفظي بنقطة بداية أخرى.
يمكن علاج اضطرابات اللغة والكلام في التوحد وذلك عندما يشك الطبيب في وجود التوحد أو أي عجز نمائي آخر عند الطفل فإنه يحيله إلى فريق من المتخصصين، يتضمن أخصائي علاج اضطرابات اللغة والكلام، والذي يقوم بعمل تقييم شامل لقدرة الطفل على التواصل ويقومك بتصميم وإدارة برنامج علاج خاص بهذا الطفل.
لا توجد طريقة علاج يمكن ان تحسن بنجاح التواصل لدى كل الأفراد التوحديين. ومن الأفضل ان يبدأ التدخل مبكراً أثناء سنوات ما قبل المدرسة، كما يجب أن يكون البرنامج مخطط ومصمم بصورة فردية، ويجب أن يستهدف كلاً من السلوك والتواصل، ويتضمن كذلك الآباء أَو مقدمي الرعاية الأساسيين. ويجب أن يستهدف العلاج تحسين التواصل الوظيفي، فبالنسبة للبعض، قد يكون التركيز على التواصل في مواقف واقعية بينما يمكن ان نركز مع آخرين على التواصل الإشاري، بينما يمكن ان نستخدم مع آخرين نظام التواصل الرمزي مثل لوحة الصور. كما يجب أن تتضمن الخطة العلاجية فترات تقييم دقيق ومتعمق من قبل متخصص في تقييم وعلاج اضطرابات اللغة والكلام، كما قد يشترك المعالجون الآخرون لتدريب الفرد على خفض السلوك غير المرغوب فيه الذي قد يؤثر على تطور مهارات التواصل.
وفيما يتعلق بالبرامج العلاجية التي يجب أن تقدم للأطفال التوحديين نجد أن هناك بعض المتخصصين يرحبون بتنظيم برامج علاجية سلوكية تقوم على تعديل السلوك، بينما يرى آخرون أن العلاج المنزلي أو بالمنزل يجب ان يكون هو القاعدة أو الأساس لأنه يعتمد على تدريب هؤلاء الأطفال على التصرف في مواقف حقيقية. بينما يؤيد البعض المداخل الأخرى كالعلاج بالموسيقى والعلاج المعتمد على التكامل الحسي، والذي يعمل على تحسين قدرة الطفل على الاستجابة
للمثيرات الحسية وهو يبدو مفيد جداً لبعض الأطفال التوحديين(الإجتراريين) لتنمية قدرتهم على الاستجابة للمثيرات الخارجية.
(إعاقة التوحد ، عبدالرحمن سيد سليمان ، الطبعة الأولى ، 2000 ، الصفحة 133 حتى 135 ، مكتبة زهراء الشرق ، القاهرة _مصر).