موضوع خطير ويؤدي الى مخاطر اليمة وهو موضوع يستحق المناقشة والاهتمام....
التعصب هو عدم قبول الحق عند ظهور الدليل بناء على ميل إلى جانب.
, التعصب ظاهرة قديمة حديثة ترتبط بها العديد من المفاهيم، كالتمييز العنصري والديني والطائفي والجنسي والطبقي، والمستقرئ لأحوال العالم الآن يجد أن جميع الصراعات الطائفية والسياسية والفكرية وحتى الحروب و الصراعات الحربية قد نتجت جميعها عن سبب مشترك وهو التعصب، فهو إذن ظاهرة منتشرة بشكل كبير، لا سيما في المجتمعات العربية -خاصة التي تقوم على أساس قبلي أو طائفي أو مذهبي-، أو تلك الدول التي تتمايز فيها ألوان البشر وأصولهم العرقية أو توجهاتهم الأيدلوجية والمذهبية، بمعنى آخر أنه أينما وجد الإنسان وأينما وجد التباين والتمايز بين أصناف البشر، وجد التعصب.
بعض خصائص التعصب:
1- هو سلوك متعلم وليس فطرياً، فليس هناك من يولد متحيزا ضد الآخرين، لأن الأطفال الصغار لا يظهرون أي تحيز إلا بعد ملاحظته لدى الكبار في ممارستهم له واقعيا.
2- يأخذ التعصب حالة لا شعورية إلى حد كبير.
3- يُكتسب من خلال الاحتكاك بثقافة التعصب ومن الممارسة الفعلية، وليس من خلال الاحتكاك أو الاتصال بجماعات أخرى.
4- يرتبط بالجماعات، ولا يرتبط ضرورةً بالأفراد.
5- يوجد لإشباع حاجات أو رغبات عاطفية (كالشعور بالتفوق، وتبرير الفشل، أو كمخرج للاعتداء والعداوة).
6- يرتبط التعصب بالعنف في بعض الأحيان.
7- ينتقل التعصب من جيل إلى جيل، إذ يتعلم الكثير من الأبناء التعصب من آبائهم وأساتذتهم.
8- يقوم التعصب على ولاء الفرد الكلى أو الجزئي للقيم والتصورات الطائفية.
ان مواجهة التعصب يتطلب تضافر الجهود من العديد من مؤسسات المجتمع، واهتمام كل مؤسسة بالقيام بدورها في نبذ العنف والتمييز وزرع قيم المساواة، فعلى سبيل المثال:
- الأسرة: وهي المؤسسة الأهم بين مؤسسات المجتمع، ومن خلال التنشئة الاجتماعية السليمة المبنية على تقبل الآخر وعدم التعالي عليه يمكن معالجة التعصب ومظاهره المختلفة.
- المؤسسات التربوية: كالمدارس والجامعات، التي يجب أن تهتم بوضع مناهج دراسية تنبذ العنف والتعصب وتدعو للوحدة والتجانس بين أفراد المجتمع، وتمثل ذلك في سلوك الأفراد وأنظمة المؤسسات.
- المؤسسات الدينية: عليها أن تعدل من خطابها الديني، وأن تقدم خطاباً دينياً عصرياً يتماشى مع مشكلات العصر ويناقشها ويقدم الحلول الواقعية والعملية.
وشكرا جزيلا....