السلوك العدواني المدرسي

]سوف اتحدث عن موضوع هام جدا .. وهي ظاهرة منتشرة بين الاطفال في مراحلهم الاولى ومن ثم تنمو معهم كجزء من شخصياتهم . وهي ظاهرة السلوك العدواني.

إن العدوان مؤشر لبعض أوجه الخلل في بنية المجتمع ، وبناء القوة والمكانة فيه ، وطبيعة العلاقات بين عناصره وفئاته المتنوعة . إنها بمثابة انذار مبكر لاضطرابات اجتماعية لاحقة اوسع مدى وأعمق اثراً .
للعدوان وبعض النظر عن اضراره وظيفة تكيفية حيث يستخدمه الانسان في بعض الحالات ، كوسيلة للتعبير عن مطالب اجتماعية معينة ، وفي حالات عديدة كوسيلة للدفاع عن النفس وممتلكاته ، او لتفريغ توترات مختزنة داخله ، او لحل الصراعات وازاحة العقبات التي تحول دون تحقيق بعض الاهداف المشروعة ، فضلً عن كونه أداة للضبط الاجتماعي (العقاب ) تلجأ اليه الهيئات الاجتماعية الرسمية لمواجهة الخارجين عن القانون .
ويعرف العدوان بانه (اي سلوك يصدره الفرد او الجماعة ، صوب اخر او اخرين أو صوب ذاته ، لفضياً كان ام مادياً ، ايجابياً او سلبياً ، مباشراً او غير مباشر ، أملته مواقف الغضب والاحباط او الدفاع عن الذات والممتلكات أو الرغبة في الانتقام أو الحصول على مكاسب معينة ترتب عليه إلحاق أذى بدني او مادي او نفسي بصورة متعمدة بالطرف الاخر .
آثار السلوك العدواني :
1) احتمال اصابة الضحية بالامراض النفسجسمية ، والاضطرابات الوجدانية كالخوف والسلبية ، الاكتئاب ، الانعزال ، انخفاض تقدير الذات ، والاستغراق الانفعالي .
2)قد يصبح الضحية اكثر عدوانية وضراوة مع الاخرين .
3)حدوث ظاهرة انتقال العنف عبر الاجيال او ما يطلق عليه بدائرة العنف .

سبل مواجهة العدوان وتوقي حدوثه :
1)نشر ثقافة التعامل مع العدوان فهماً لأسبابه وتعاملاً مع مرتكبيه ومواجهةً لأحداثه وتحجيماً لاثاره .
2)تجنب تعريض الفرد أو الجماعة للمثيرات العدوانية .
3)التفريغ السلمي للتوترات التي تعد المخزون الاستراتيجي للعدوان .
4) تدعيم الاستجابات المضادة للعدوان وتنمية السلوك البناء اجتماعياً.
5) حجب الدعم الايجابي عن العدوان .
6)تبصير الوالدين بضرورة تجنب بعض السلوكيات والاساليب .
7)التدريب على الاسترخاء .
وجوب تبني اساليب فعالة لا تستغرق سوى فترة زمنية قليلة لعقاب مرتكبي السلوك العدواني .
9) اشعار المواطنين بان هناك سبل للسيطرة على افراد السلطة الذين يمارسون سلوكاً منفلتاً ضد المواطنين .


د.درويش.زيد العابدين/جامعة القاهرة /علم النفس الاجتماعي/القاهرة /دار الفكر العربي/1999
هذا والسلام عليكم ورحمة الله