تختبر الأسر خلال دورة الحياة. ولا توجد فترة في الحياة الزوجية خالية من إمكانية حدوث الأزمات(تفكك ثم إعادة تنظيم) فمن الممكن أن نطلق على فترة الاستعداد لاستقبال الطفل الأول للأسرة أزمة وكذلك الأمر عندما تكون مستويات الإرضاء والإشباع الزوجي منخفضة، أو عندما تحدث صراعات الأدوار. ويشير كل ذلك إلى حادثة أو عملية تؤدي إلى نشوء ضغط أو صراع أو أزمة تفكك في الوحدة الزواجية والأسرية.
وعموما فمن النادر أن تكون حياة الأسرة والزواج كاملة طوال دورة حياتها، لأن كثيرا من الأحداث التي تتعرض لها الأسرة ينبغي أن تؤدي إلى حدوث أزمات وأنواع من التفكك، يحتمل ان تتلوها فترات من التوافق وإعادة التنظيم، ولهذا سنحاول فيما يلي استعراض بعض الضغوط الاجتماعية التي تمارس تأثيرها على الأسرة.
(الضغوط الاجتماعية على الاسرة)
من الملاحظ أن الأسر التي لها نفس الكفاءة والمقدرة تستجيب بصورة مختلفة للأحداث المتشابهة . ويرجع السر في اختلاف الاستجابة الى ما يسمى البعد المعنوي الا ان تحول الحادث الضاغط الى ازمة يتطلب فهما لمعنى مصطلح الحادث او تعريفا له . وقد نتمكن من هذا الفهم من خلال الاستخدام الصيغة التالية :
ا-(الحادث)يتفاعل مع ب .(وسائل مواجهة الاسرة للازمة) يتفاعل مع ج.(التعريف الذي تضعه الاسرة للحادث )ينتج د (الازمة) و تنبعث الاحداث الناتجة من مصادر مختلفة من داخل نطاق الاسرة او خارجها وبالتالي فان النتائج تختلف تبعا لمصدرها. وهناك -مثلا- قاعدة أساسية في علم الاجتماع تؤكد ان احداثا معينة الخارج نطاق الجماعة قد تؤدي الى تماسكها مثل نشوب حرب او حدوث فيضان . ولهذا فان الاحداث الخارجية الضاغطة تشكل ازمة بالنسبة للأسرة والجماعة الا انها تؤدي الى الضاغطة قد تؤدي الى توحيد الاسرة وجعلها اكثر تماسكا مما يؤدي الى انهيارها . غير ان نفس الاحداث قد لا تكون ضاغطة بالنسبة لأفراد اخرين في نفس الموقف .
اما الاحداث الداخلية في الاسرة التي تعرف على انها ضاغطة فتكون غالبا ناشئة عن اضطرابات تنعكس اثارها على كفاية الاسرة الداخلية ويمكن تقديم امثلة عديدة على هذه الاحداث مثل فقدان العائل ، والانهيار العقلي ، او شرب الخمر الخ ... لكن حلقة الاحداث سواء داخل الاسرة او خارجها التي تعوق حياة أعضاء الاسرة متعددة وهي لا تتضمن فقط الأشخاص او العمل او الدخل بل هناك أيضا أشياء أخرى مثل قدوم طفل جديد او قدوم الحماة للمعيشة مع الاسرة فهذه قد تكون أمورا معوقة مثل فقد أي منهم تمام . وكذلك قد تكون الشهرة او الثروة المفاجئة الى نشوة الازمة او التمزق مثل فقدها تماما .وعموما فان كل تغير مفاجئ في مكانة الاسرة او قيام صراع بين أعضاء الاسرة حول تصوراتهم لأدوارهم يمكن ان يؤدي الى ازمة عائلية ز
وقد صنف هيل أزمات الاسرة الى ثلاث فئات هي التزق والفقدان الأعضاء والتكاثر او الإضافة والانهيار الخلقي و يعنى هيل بالتمزق فقد احد أعضاء الاسرة نتيجة ذهابه الى الحرب او دخول احد الزوجين المستشفى او موت احد الوالدين . ويعنى بالتكاثر او الإضافة ضم عضو جديد للأسرة دون استعداد مسبق ومثال ذلك حمل غير مرغوب فيه ام زوج ام او تبنى طفل او حضور احد الأجداد المسنين للإقامة مع الاسرة .
أما الانهيار الخلقي فإنه يشير إلى فقدان الوحدة الأسرية والأخلاقية ويقصد بها فقد العائل أو الخيانة الزوجية أو إدمان الخمر أو الاحراف، وكل الأحداث التي تجلب الخزي والعار. هذا ويمكن أن تؤدي الأحداث المسببة للأزمة إلى نتائج عديدة مثل: الانتحار والطلاق والهجر والهروب والإصابة بأمراض عقلية.
المصدر: الأسرة والحياة العائلية/ سناء الخولي._ط1._عمان:دار المسيرة للنشر والتوزيع،2011