أسباب الغياب المتكرر لطالبات المرحلة المتوسطة:
لاشك أنَّ المرحلة المتوسطة من المراحل المتميزة في حياة الطلبة الدارسين، وهي مرحلة هامة في بناء الفرد صالحًا، ولما كانت الإدارة المدرسية تلعب دورًا أساسيًّا في تشكيل شخصية الطلبة، فلابد من معرفة الأسباب التي تدفع الطلبة يتغيبون عن دروسهم في المدارس؛ بل ويتغيبون بشكل متكرر دون أي اهتمام من قِبَل الإدارة المدرسية لمواجهة هذه الظاهرة قبل استفحالها.
وتشير الأدبيات التربوية إلى بعض تلك الأسباب، والتي يمكن إيجازها فيما يلي:
• المشكلات العاطفية (لدى الطالب):
إنَّ كثيرًا من مشكلات الطفولة المبكرة والمتأخرة ينجم عن الشعور باعتبار الذات، فالشعور الذي يحمله المراهقون نحو أنفسهم هو أحد محددات السلوك البالغة الأهمية، وشعور المراهق أنَّه شخص بلا قيمة يفتقر إلى احترام الذات يؤثر على دوافعه واتجاهاته وسلوكه، فهو ينظر إلى كل شيء من ناحية تشاؤمية.
فالمراهق الذي يفتقر إلى الثقة بالذات لا يكون متفائلًا بنتائج ما يقوم به من جهد وعمل، فهو يشعر بالعجز والنقص والتشاؤم، ويفقد الحماية بسرعة، وتتبدد الأشياء بالنسبة له كأنها تسير دائمًا بشكل خاطئ، وهو يستسلم بسهولة، وغالبًا ما يشعر بالخوف. (بيبي، 2000: 151).
2- الميول الشخصية:
يهتم المراهق بشكله وهندامه بدرجة كبيرة، ويرجع ذلك الاهتمام إلى التغيرات البدنية التي حدثت له خلال هذه المرحلة العمرية، وبعض هذا الاهتمام يعود لإظهار تلك التغيرات للآخرين، وكأنه يريد أنْ يعلن عن التحول الذي ظهر في حياته، كما يعود ذلك الاهتمام أيضًا إلى معرفة المراهق أنَّ كلًا من التقبل الاجتماعي، وتحقيق الذات يتأثر بالمظهر العام للفرد.
3- الميول الترويحية:
لا يجد كثير من المراهقين فرصةً للترويح عن أنفسهم، وقد يرجع هذا إلى الضغط المدرسي؛ لذلك يحتاج المراهق إلى الترويح عن نفسه بشكل كبير، فنجد كثيرًا من المراهقين يفضلون الألعاب التي تتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة، وتفضل كثير من الفتيات القراءة الحرة، وخاصةً قراءة القصص الأدبية الرومانسية، وقراءة المجلات بصفة عامة.
بيبي، هدى حسيني (2000) المرجع في الإرشاد التربوي، بيروت، دار أكاديميا.