آفة سوء الظن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت أطرح هالموضوع وذلك لإنتشار سوء الظن بالآخرين
فأحيانا البعض يحكم ع الأخرين دون تأكد
يعد سوء الظن من تبعات مرحلة الشباب، وإذا تجذّر سوء الظن وتحول إلى صفة ملازمة، فينبغي عدّه مرضاً نفسياً وآفة أخلاقية.
وقد وصف الإمام علي (ع) الشخص المبتلى بسوء الظن بالآخرين بأنه مريض وعليل، وعدّ سوء الظن آفة التدين، وقال بشأن واحد من أضرار سوء الظن في مجال العلاقات الإجتماعية: (من غلب عليه سوء الظن لم يترك بينه وبين خليل صُلحاً).
وقال الدكتور (جان لاباك آفيبوري) العالم الإنجليزي الشهير: (ان سوء الظن يعدّ حاجزاً بيننا وبين الآخرين، وحائلاً دون توثيق العلاقات فيما بيننا لننعم بالوفاء والحب).
كما ذكر الإمام علي (ع) في مواطن أخرى أن سوء الظن يفسد العبادة ويشل حركة الحياة ويؤدي إلى ظهور الفساد والشر والضياع في العلاقات الإجتماعية.
وعلى كل حال فإن سوء الظن مشكلة نفسية، وأن بوادره كامنة في وجود الأشخاص، ولمعالجة هذه المشكلة وتغيير رؤية الإنسان لأبناء جلدته والإستفادة ومن مواهب الحياة بشكل طبيعي وإيجابي على الإنسان ان يتقدّم بوعي وتفكير وإيمان.
يقول الدكتور آفيبوري: (علينا ان نعترف بأنَّ منشأ بؤسنا كامن في عالمنا الداخلي والنفسي لا في عالمنا الخارجي المحيط بنا).
التهرب من المسؤولية!
نشاهد في هؤلاء الأشخاص وعلى الخصوص الشباب منهم، ان سوء الظن يتجلّى فيهم كذريعة للتهرب من المسؤولية، ولكي يخفوا نواقصهم الأخلاقية ويتهربوا من السعي وراء الأعمال الإيجابية فإنّهم يلقون باللائمة على غيرهم ويتهمون الآخرين بعدم الوفاء ويتهمون حتى أولياء أمورهم بالعداوة وعدم الإخلاص لهم!
ومثل هذه التصورات في غاية الخطورة، وان الإستمرار عليها لا يحل لهم اية مشكلة، بل ستضاعف من مشاكلهم على مرَّ الأيام.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
طرق العلاج
فعلى هؤلاء الأفراد ان يلتفتوا أولاً إلى ما قاله الإمام علي (ع) من انهم يفسدون عبادتهم!، وثانياً إلى انهم سوف لا يحصلون من المخلصين لهم الا على خيبة الأمل، وثالثاً انهم مع ابتلائهم بهذا المرض سوف لا يبقى لهم سوى أمل قليل بالنجاة!
ومن هنا تتجلّى ضرورة تحطيم الغرور وبناء النفس من خلال العثور على العيوب والنواقص، والإستفادة من النقاط الإيجابية لدى الآخرين.