السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،،
موضوع رائع للغاية ف شكرا لطرحه.....
للكتاب مكانة كبيرة في الحضارة الإسلامية ويظهر في أول آية نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم تؤمر بالقراءة. قال تعالى" اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم".
الكتاب أداة من أدوات الثقافة والكتاب منذ بدء الخلق له دور في الهداية والإرشاد وأن الكتاب سجل المعرفة ونشر العلم والمعارف.
وماإن تنتهي الاختبارات المدرسية حتى تمتلئ الطرقات والساحات المجاورة للمدارس بقصاصات الكتب والدفاتر في صورة تسيء للعلم فضلا عن كونها هدراً اقتصادياً وتربوياً كبيراً.
ولأن هذه المشكلة تتفاقم عاما بعد عام ولكون تلك الكتب تحمل علماً نافعاً ومعظمها يشتمل على آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة فإنه من الأجدر بطلبة العلم أن يحافظوا على هذه الكتب...
وظاهرة رمي الكتب تعتبر من الظواهر السيئة التي يقوم بها أبنائنا في المدارس فهي تحدث في مواسم الاختبارات لنسلط الضوء على هذه الظاهرة من كافة الأطراف حتى نكون منصفين وعادلين بالحوار وفي البداية دعوني أطرح بعض الأسباب لتفاقم تلك الظاهرة في نقاط مختصرة .
الأسباب : 1.ضعف الوعي والتوجيه السليم للأبناء الطلاب والطالبات بالبعد عن تلك السلوكيات الخاطئة وذلك من قبل المدرسة وأولياء الأمور و وسائل الإعلام فالطلاب والطالبات لا يدركون كم من الملايين التي تصرف كل عام على المطابع وسيارات الشحن والتفريغ حتى يصل الكتاب جاهزا إلى الطالب دون أن يبذل هو أي عناء أو مشقة في الحصول عليه والإثم على صاحب ذلك الفعل المشين لكونها تشتمل على آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة
2.عدم تعويد الطالب أو الطالبة على حب العلم والمعرفة واكتسابها.
3.عدم تفعيل ما جاء في لائحة السلوك إن امتهان الكتب الدراسية من ضمن مخالفات الدرجة الثانية إلا أن الإجراءات التي تتخذ بشأن هذه المخالفة ليست رادعة للطالب.
4.عدم وجود جوائز تشجيعية ومكافآت للطلاب الذين يحافظون ليس فقط على كتبهم وإنما للذين يحافظون بشكل عام على أثاث المدرسة ونظافتها وممتلكاتها.
5.عدم وضع برنامجاً مقرراً من وزارة التربية حول المحافظة على الكتب والمقررات الدراسية وتم تبليغه للمدارس
6.مجانية التعليم التي توفرها الدولة لأبنائها قد ساهمت إلي حد كبير في تقليص الإحساس بالمسؤولية من نفوس البعض من الناس إلى درجة جعلتهم لا يبالون بتلك المكتسبات التي بين أيديهم والتي كما قلت ليست موجودة في العديد من الدول التي يجبر المواطن فيها على دفع مبالغ مالية مقابل إلحاق أبنائه بالتعليم والتي يبدأها بدفع رسوم التسجيل وقيمة الكتب والأثاث وانتهاء بدفع قيمة المقعد الذي يجلس عليه الطالب.
7.هناك بعض الطلاب ممن يسلكون هذا السلوك يتضايقون من أدائهم في بعض الاختبارات أو يشكون من صعوبة الأسئلة أو لكرههم لمواد بعينها.
العلاج : 1.الوعي ثم الوعي ثم الوعي من قبل المدرسة( المدير- الوكيل - المعلم -المرشد ) والبيت والمجتمع (أئمة المساجد ورجال الإعلام )عبر الوسائل المختلفة...
2.تعويد الطالب أو الطالب بالمحافظة على الكتب وتخصيص مكتبة بسيطة في منزله أو بالأحرى دولاب معين بالمنزل لحفظ تلك الكتب التي سوف يستفيد منها ذلك الطالب أو الطالبة للرجوع إليها مستقبلاً في حالة عدم التوفيق في المرحلة الدراسية أو إهداء تلك الكتب لمن يستحقها من باب المساعدة وهي تحوي كلام وكنز علمي قد كلف المسؤولين والمختصين الكثير من الأوقات وكلف الدولة الكثير من النفقات الماليه .
3.أن يقوم كل طالب بإعادة كتبه إلى المدرسة فور الانتهاء من الاختبارات حتى يستفيد منها طلاب آخرون في العام المقبل لسد العجز في المقررات إن وجد و لا يستلم الطالب نتيجته إلا بعد أن يرجع الكتب المدرسية إلى المدرسة، وفي حالة إكماله أو رسوبه تبقى معه كتبه ولا يعطى كتباً جديدة.والطالب الذي ترى المدرسة وتعرف من سيرته وسلوكه انه يستفيد من الكتاب يعفى من إرجاع كتبه وذلك لأنه أولى الناس بها إذا كان يستفيد منها ويجعلها في مكتبته الخاصة.
4.تخصص المدارس جوائز تشجيعية ومكافآت للطلاب الذين يحافظون ليس فقط على كتبهم وإنما للذين يحافظون بشكل عام على أثاث المدرسة ونظافتها وممتلكاتها.
5.أن تباع الكتب المدرسية المسترجعة في حال عدم استخدامها لعام آخر، لشركات الورق لإعادة تدوير الورق وللاستفادة من عائد البيع في نواح تربوية أخرى أو تسلم تلك الكتب لرابطة العالم الإسلامي للاستفادة من الكتب الدينية لتوزيعها خارجيا .
6.توظف الإذاعة المدرسية وبرامج النشاط الطلابي داخل المدرسة لتوعية الطلاب بأضرار رمي الكتب، على أن تستثمر الحفلات والمناسبات المدرسية لتوعية الطلاب وأولياء أمورهم في هذا الجانب.
7.أن يدفع الطالب رسوماً للمدرسة مقابل هذا الكتاب فإذا انتهت الاختبارات يقوم الطالب بإرجاع الكتاب فإذا أرجعه سليماً من العيوب والعبث والتمزيق ونحو ذلك ترجع إليه نقوده، وإذا لم يرجعه أو أساء استعماله فانه يبقى معه ولا ترجع إليه أمواله. والطالب إذا كان سيدفع مبلغاً ولو قليلاً مقابل الكتاب فانه بلا شك سيحافظ عليه من جميع النواحي وربما يحتفظ به ليستفيد منه هو أو أخوه أو طالب آخر!
ومع إيماني بمرارة هذا الرأي إلا انه يصبح أحد الحلول بالنسبة لمشكلة رمي الكتاب!
وهذا يلزم اعتماد طبعه تبقى سارية المفعول لعدة سنوات، وإلا يكون كل سنة طبعة جديدة لئلا تكون المسألة تجارية بحتة! واعتماد طبعة لسنوات عدة يوفر على الوزارة مبالغ كبيرة كما كان الحال منذ سنوات.
8.ولكي يظل الكتاب نظيفاً وسليماً على المدرسة والمرشد الطلابي بالذات أن يتابع كتاب الطالب أولا بأول وفي نهاية الفصل تكون هناك جوائز لأفضل وانظف كتاب.
9.قيام المدرسة بتهيئة حاويات وأماكن مخصصة لتجميع الكتب والدفاتر والمذكرات عند مداخل المدرسة أثناء الاختبارات .
وفي الختام يمكن القول بأن العديد من الطلاب منذ أن يستلم كتبه الدراسية تبدأ أصابع يديه بالعبث المستمر بصفحاتها والكتابة عليها وتمزيق أوراقها الداخلية والخارجية حتى اصبح الكتاب في النهاية دون هوية أو عنوان، ثم في نهاية الاختبارات يكون شكر الطالب لكتابه الذي أمده طوال عام دراسي بالعلم والمعرفة بمكافأته برميه في ساحات المدرسة والشوارع ومكبات القمامة دون اعتبار لما تحمله بعض الكتب من آيات قرآنية وأحاديث شريفة مما يعتبر إهانة للعلم الذي يمثله هذا الكتاب والذي وصل ألي هذه المرحلة بسبب وجود تقصير واضح من جميع أضلاع هذه القضية البيت والمدرسة والطالب.
**المرجع:
رمي الكتب ظاهرة مدرسية،د.محمد عبده يماني