السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيت أتناول مشكلة كثيرة الحدوث والتصادف , بل لعل وجودها هو القاعدة مع الآسف.
والسبب في ذلك أن الأهل يأملون من أبنائهم اكثر مما يستطيعون ويريدونهم دائماً في المقدمة , أو احسن مما هم عليه , مما يحدو بهم إلى دفعهم دفعاً شديداً , أو وهو الأسوأ إلى انتقادهم ومؤاخذتهم ومعاقبتهم , وهذا يجعل الطفل يشعر بالعجز وبالكراهية للضغط الواقع عليه, وقد يؤدي ذلك إلى كراهية المدرسة والدراسة,وقد يكون هناك عيوب في طريقة التعليم مما يساعد على إحداث الاضطرابات النفسية عند الطفل .
وقد يتلكأ الطفل وخاصة إن كان ذكراً في تعلم موضوع من المواضيع وخاصة القراءة بسبب
إصابته باضطراب نفسي خفي, وعدم تمكنه من القراءة مما يجعله معرّضاً للتأخر في الدراسة عموماً.
وعلينا أن لا ننسى أن الطفل قد يكون مصاباً بعلة سمعية أو بصرية أو عصبية تعيقه في دراسته .
لذا كان الواجب فحص الطفل فحصاً طبيّاً دقيقاً في حال تأخره في التحصيل الدراسي للتأكد من سلامة جسمه , ثم يجب العمل على تخليص الطفل من كل ضغط من قبل الأهل أو المدرسة , وقد يلجأ الأهل لمحاولة تصحيح الموقف إلى معالجة الطفل بإعطائه بعض الدروس الخصوصية من قبل أناس ذوي خبرة ودراية , وذلك لبعث الثقة في نفس الطفل وإثبات كونه قادراً على التعلم والتحصيل كبقية التلاميذ .
وهناك كذلك مشاكل مدرسية عند الطفل الشديد الذكاء ,
عندما لا تتوفر اوجه النشاط المناسبة والكافية لاستيعاب قدرات وخيال الطفل الذكي , فإنه يشعر بالضجر والضيق مما يجعله يبحث عن أشياء يصرف فيها وقته وجهده , وهذه الأشياء قد تتعارض مع نظام الدرس أو حرمته , كأن يتكلم أو يلهو أو يشاغب أو يتصرف تصرفات غير لائقة , كما إنه قد يسعى خارج الدرس إلى إيجاد هوايات غير مُرضية .
وبالطبع فإن المعاقبة في هذه الحال لا تزيد الوضع إلا سوءاً , إذ تكون المعالجة بمعرفة السبب وإيجاد الوسائل المناسبة للاستفادة من مواهب الطفل واستنفاذ جهده في الأشياء النافعة.
كذلك هناك مشكلات مدرسية عند بعض الأطفال والمترافقة بالتأخر العقلي الخفيف .
إن درجة ذكاء هؤلاء الأطفال المقصودين هى ما بين 70الى 90 , وهؤلاء لا يجوز تشخيص إصابتهم بالتأخر العقلي رغم إصابتهم به , ولا يلاحظ تأخر هؤلاء الأطفال عموماً إلا بعد دخولهم المدرسة , وإنه متى ما أحسنت معاملتهم نجحوا في حياتهم الاجتماعية وبالقيام بالأعمال التي لا تحتاج إلى مزيد من الذكاء , والخوف هو عدم تمييز هؤلاء الأطفال واعتبارهم كسالى وطلب مالا يستطيعونه مما يؤدي إلى شعورهم بالنقص وكراهية المجتمع, ولذا فيجب معاملتهم بالحسنى وعلى قدر مستواهم .
منقول