خصائص واحتياجات التلاميذ في المراحل الدراسية:

خصائص واحتياجات التلاميذ في المراحل الدراسية:

أولا: خصائص واحتياجات تلاميذ مرحلة ما قبل المدرسة:
تسمى بمرحة الطفولة المبكرة التي تمتد من سنتين إلى ست سنوات تقريبا, وتسمى أحيانا بالمرحلة العاطفية؛ حيث يبدأ الطفل في اكتشاف مشاعره ويتعلم معناها.
وخصائص هذه المرحلة من ناحية القدرات الجسمية تتميز بنمو سريع في الأطراف والجذع بما يساعد على المشي والجري والتسلق, ويزداد نشاط الأولاد, وعادة ما تسبق البنات الأولاد في النمو الجسمي.
أما من ناحية القدرات العقلية يتميز الطفل بحب الاستطلاع والسؤال عن كل شيء, وذلك بعد أن بدأت تنمو الذاكرة وتزيد المحادثة والحصيلة اللغوية للطفل.
أما من ناحية القدرات العاطفية والاجتماعية فإن الطفل تبدأ ذاته في النمو ويشعر بالاستقلالية, وتبدأ ذاته العليا تنمو شيئا فشيئا, وفيها يميل الأطفال إلى اللعب, ويخشون الأشياء غير المألوفة, كما يشعر الطفل في هذه المرحلة بحاجته إلى مساعدة الكل وخاصة الآباء.
أما من ناحية المشاركة فإن الطفل يشارك الوالدين والأطفال الآخرين في اللعب لكن في حدود ضيقة حيث يخشى الطفل عادة التعامل مع أفراد خارج نطاق الأسرة.
البرامج والخدمات التي يحتاجها تلاميذ مرحلة ما قبل المدرسة:
1- يحتاج طفل الروضة إلى فرص للنشاط الحركي الحر.
2- يتعطش لسماع الحكايات والقصص والاطلاع على الكتب المصورة ومشاهدة البرامج التلفزيونية وهو لا يميل إلى النشاط المعقد, ويعتمد على التقليد والمحاكاة لا الابتكار غالبا.
3- نشاط اللعب هام جدا لنمو الطفل في هذه المرحلة فيجرب ويختبر خبراته القديمة والجديدة.
4- إيجاد مسالك وطرق وأساليب لعلاقات مستمرة بين الأخصائي الاجتماعي وأولياء أمور أطفال الروضة, مثل: دعوة أولياء الأمور بين وقت وآخر لحضور برامج وأنشطة الروضة, تكوين نوع من المجالس المشتركة بين أولياء الأمور ومشرفي روضة الأطفال لتبادل الرأي والمشورة.
ثانيا: خصائص واحتياجات تلاميذ المرحلة الابتدائية:
تمتد هذه المرحلة من سن السادسة حتى سن الثانية عشرة, وتعتبر نقطة تحول اجتماعي في حياة الطفل حيث ينتقل من محيط الأسرة والجيرة إلى محيط المدرسة.
ومن خصائص هذه المرحلة نجد الطفل في بدايتها ينفر من الجنس المخالف ويفضل التعامل مع الأطفال من جنسه ونجده يزداد نفورا من الجنس الآخر قبل أن يصل إلى نهاية هذه المرحلة.
ويهتم الطفل بمظهره في بداية المرحلة, ويحاول إسداء الخير ومعونة الضعفاء لإشباع حاجته للانتماء, وتزداد حاجة الطفل إلى الاستطلاع وإلى التعرف على بيئته, ثم يتطور الاستطلاع إلى الحاجة إلى الحل والتركيب في وسط ونهاية المرحلة ويشعر الطفل بدافع شديد إلى اللعب في بداية هذه المرحلة إلا أن فترة اللعب لا تطول سرعان ما يتعب, ويهتم الطفل بالأنشطة التي يمارسها كأنشطة يحبها وليست لأغراض يريدها, وكل هذه الأمور يدركها الأخصائي الاجتماعي بالمدرسة جيدا ويخطط لها البرامج والأنشطة المناسبة لهذه المرحلة.

البرامج والخدمات التي يحتاجها تلاميذ المرحلة الابتدائية:
1- يحتاج التلميذ لتنظيم ألعاب تتفق ونموه الجسمي الذي يبدأ بطيئا ثم تزداد سرعته في نهاية المرحلة, وميل شديد إلى الحركة الذاتية والنشاط التنافسي.
2- ميل شديد للقراءة ومشاهدة التلفزيون والأجهزة الحركية المصورة, والإجابة على تساؤلاته الكثيرة.
3- الاهتمام بإقامة المؤسسات: كالأندية المدرسية ومراكز الشباب والخدمة العامة وأندية الطلائع, التي تعمل على شغل أوقات فراغ التلميذ خلال العطلات.
4- إيجاد نوع من الارتباط بين المدرسة والمجتمع وأساسا مع أولياء الأمور في شكل مجالس الآباء والمعلمين أو لجان مشتركة بينهم.
5- تشجيعه للعب في جماعات صغيرة لاكتشاف وتنمية مواهبه وللتعبير عن قدراته الذاتية.
ثالثا: خصائص واحتياجات تلاميذ المرحلة الإعدادية:
هي المرحلة التي تقابل مرحلة المراهقة المبكرة التي تمتد من الثانية عشرة حتى الخامسة عشرة, وهي مرحلة الصراع بين الطفولة واكتمال النمو.
يشعر تلميذ هذه المرحلة بذاته ويميل إلى الاستقلال ويميل في الوقت ذاته إلى أن يعامل معاملة الرجال وينتظر من المحيطين الاعتراف برجولته.
ويتصف بالحساسية الزائدة وينفعل بسرعة ويثور لأتفه الأسباب وتتشكل شخصيته حسب الجو الاجتماعي الذي يعيش فيه, ويظهر احتياج التلميذ إلى تكوين صداقات مع من يختارهم هو ممن يشعر بالراحة معهم, ثم يظهر بعد ذلك احتياجه إلى إيجاد علاقة وصلة مع أفراد الجنس الآخر, ولشعوره بأنه يستحق الحب والإعجاب من ناحيتهم, فيهتم بالماديات أكثر من اهتمامه بالمعنويات, ويبحث كل منهم عن مكانته في المجتمع المدرسي وفي المجتمع الكبير.
وهذه المرحلة تعتبر مرحلة النمو السريع المتواصل التي يحدث فيها تغيرات كثيرة من النواحي الجسمية والفسيولوجية كما تحدث تغيرات عقلية وانفعالية بالغة العمق تؤدي إلى اختلاف التوازن الانفعالي والاجتماعي فنجدهم يلجأون إلى البعد عن الواقع الهروب إلى عالم الخيال وأحلام اليقظة.
كذلك من خصائص هذه المرحلة صعوبة التوافق مع عالم الكبار خصوصا أولئك الذين يمثلون السلطة الضابطة كالآباء والمعلمين ورؤساء العمل, ومن ثم يلجأون إلى مجموعة الرفاق وبالتالي يلعبون أدوار القيادة والزعامة والبطولة والمغامرة.
البرامج والخدمات التي يحتاجها تلاميذ المرحلة الإعدادية:
1- تشجيعه على اختيار ألوان النشاط الرياضي الذي يرغب فيه, فهو يميل إلى الألعاب الجماعية المنظمة.
2-التربية الجنسية ضرورية في هذه المرحلة, مع معاونته على أن يعبر عنها وما يقلقه منها وتبصيره بها.
3-رغبته في المساهمة في أنواع الخدمات التي يمكن أن يؤديها كمواطن في بيئته.
4-وارتباط المدرية بالمجتمع مهم جدا في هذه المرحلة عن طريق المجالس واللجان.
5-ولحساسية التلميذ الشديدة في هذه المرحلة فإن الأمر يتطلب نوعا من العلاقات الطيبة بينه وبين الأخصائي الاجتماعي وكذلك مع البيئة, على أن تتاح له فرصة التعبير عن ذاته .
رابعا: خصائص واحتياجات تلاميذ المرحلة الثانوية:
تمتد هذه المرحلة من سن الخامسة عشرة حتى الثامنة عشرة.
وخصائص هذه المرحلة من ناحية القدرات الجسمية, فإن سرعة نمو المراهق تقل عن ذي قبل, وتزداد القدرة على التحكم في العضلات والأعصاب, ويصبح كل من الجنسين على استعداد للزواج من الناحية الجسمية, ويصبح المراهق قادر على تكوين العادات الصحية السليمة.
أما من ناحية القدرات العقلية, تزداد قدرة التلميذ على الاستفادة من العملية التعليمية, مع زيادة المقدرة على العمليات العقلية التخيل والتفكير, كما يتصف بحب الاستطلاع والفضول.
تعد هذه المرحلة مرحلة اليقظة العقلية لأن التلميذ يتصف بالطموح الكبير, ويميل إلى المعلومات الدقيقة التي يحاول الحصول عيها من المصادر الموثوق بهاو كما يميل إلى الحرية الذهنية, والرغبة في التأكد من صحة المعتقدات.
ومن ناحية القدرات العاطفية, نجد أن الحرية العاطفية يتم تكوينها في هذه الفترة, حيث يميل المراهق إلى تكوين العلاقات مع الجنس الآخر,وتأخذ الشخصية طريقها إلى النمو والتكامل, مع القدرة على اتخاذ القرارات, وتتكون الآراء المهنية والمعتقدات الدينية.
أما القدرات الاجتماعية, رغبة التلميذ بإثبات رجولته والميل للتحرر من سلطة الكبار, مع الشعور بالذات والبحث عن الحرية الاستقلال.

البرامج والخدمات التي يحتاجها تلاميذ المرحلة الثانوية:
1-ميله إلى النقد كمظهر من مظاهر نموه, مما يكون دافعا للاشتراك في برامج الإصلاح والخدمة العامة, والمساهمة في الحوار والمناقشة خلال الندوات والمحاضرات.
2-الميل إلى التركيز على النشاط الرياضي الذي يكسب جسمه قدرة وقوة, حيث يمنحه ذلك مركزا اجتماعيا بين أقرانه ومع الجنس الآخر.
3-رغبته إلى الجنس الآخر مما يتطلب توعيته وتعريفه بالوظيفة الجنسية.
4-ومن الطبيعي أن يواجه بعض تلاميذ هذه المرحلة مشاكل ناجمة عن مقابلة احتياجاتهم كالعنف أو تعاطي المخدرات والعدوان, أو مشكلات ترتبط باحتياجاتهم المادية وغيرها, مما يتطلب بحثا اجتماعيا يقوم به الأخصائي الاجتماعي المدرسي.

المصدر/
ميادين ممارسة الخدمة الاجتماعية , أ.د ماهر أبو المعاطي / أ.د طلعت مصطفى السروجي , القاهرة / جمهورية مصر العربية , الشركة العربية المتحدة للتسويق والتوريدات بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة, الطبعة الأولى.