في البداية أشكركم ع الموضوع الجميل جــــــــــداً
وهذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في الوقت الحالي
ومن بين القصص التي أتذكرها في هذا المسار
تقول اخصائية مدرسة حواء بنت يزيد للتعليم العام
تعرف المراهقة على أنها المرحلة الفاصلة بين مرحلتي الطفولة والنضج (الرشد) ولوصف هذه المرحلة من وجهة النظر الإسلامية هو سن البلوغ والتكليف حيث يوحي بطبيعة هذه المرحلة أكثر مما يوحي مصطلح المراهقة .... وتأتي الأهمية الإجتماعية لهذه المرحلة من كونها مسارا لمنعطفين يفترقان بزاوية مقدارها (180)درجة وحول خواص هذه المرحلة والتغيرات التي تصاحبها تقول:
تصحب هذه المرحلة بعض التغيرات النفسية والجسمية والعقلية والفكرية
وبالنسب لأهم التغيرات النفسية فمن الظواهر الملحوظة للفتاة في هذه المرحلة الخيال والأحلام وذلك نظرا للارتباط بالعواطف والأحاسيس , وقد يجد المراهق بشكل عام نفسه منقادا إلى الفن والرسم والاختراع والموسيقى أو حتى الورع والزهد فتجارب حقيقية
من الواقع المدرسي تكشف لنا الإخصائية بعض القصص وكيفية التعامل معها , وذلك من خلال ما عايشته من البيئة المدرسية.
فقدان الاهتمام
طالبة في الصف السابع ولديها مواصفات الجمال الذي يميزها عن بنات سنها إضافة الى عائلتها المعروفة والاهتمام بشكلها ولبسها وأيضا بمستواها الدراسي الجيد .. كل هذا جيد ولكن في فترة من الفترات طرأ عليها بعض التغيرات السلوكية , وفي جلسة حوارية للبحث عن أسباب هذا النغير اكتشفت إنها على علاقة حب وتعلق شديد بسائق الحافلة , ومع أنه شاب إلا أنه مختلف عنها أشد الاختلاف من حيث الشكل و المستوى التعليمي والمستوى المادي والاجتماعي , وكانت هذه الفترة فترة بسيطة باختلاف ما تكنه من حب وتعلق شديد بهذا الشاب.
وعندما سألتها عن الأسباب والدوافع لهذا الحب اكتشفت أنه لا يوجد اهتمام من قبل والديها وقد أهملتها أمها بسبب مرضها بعد إن كانت الشخص الذي يهتم بها كون أبيها لديه زوجة ثانية , فلم تجد الاهتمام والسؤال عن أحوالها فهي في أشد الحاجة في هذه المرحلة العمرية الى من يهتم بها حتى أختها والتي تكبرها بسنة أو سنتين فهي غير مؤهلة للاعتناء بها وكانت علاقتها معها غير جيدة , وكان هذا الشاب هو الوحيد من يسأل عنها , لذلك كانت فريسة سهلة له.
الحل الذي اتبع ...
جلست معها الإخصاءية لتسمعها وأوضحت لها النوايا الحقيقية لهذا الشاب وأن اهتمامه هذا لسبب في نفسه وليس حبا فيها , وكنت أعطيها من النصائح العديده في هذا الشأن , ومن ثم بدأنا نلفت اهتمامنا بها , فالفتاة فقدت الاهتمام بسبب انشغال الوالدين وعدم وجود الإشباع العاطفي في البيت التي كانت في أمس الحاجة لها, ولم نحاول إخبار ولي أمرها خوفا من النتائج السلبية كون هذه المشكلة غير مستفحلة ولم تصل إلى مرحلة الخطر , إضافة إلى الرأفة بأمها المريضة التي ربما ستصاب بمكروه إن تم إخبارها.
رسائل في حوش المدرسة
وأحيانا يتبع أساليب غريبة لبناء علاقات مع الجنس الآخر , وربما كان السبب الرئيسي الفضول وحب التجريب فالقاعدة المعروفة ( إن كل شئ مرفوض مرغوب ) خاصة في هذه المرحلة الخطرة حيث تميل المراهقة إلى التجريب كل ما هو غريب أو مرفوض ,, فتم اكتشاف مجموعة بنات في الصف السادس تقريبا يراسلن طلبة من مدرسة مجاورة يخبئن الرسائل الغرامية تحت الصخور في حوش المدرسة وبعد انتهاء اليوم الدراسي يقوم الطلبة بتسلق سور المدرسة وأخذ الرسائل ويتم استلام رسائل الطلبة بالمثل
(من تحت نفس الصخور)
أسباب العلاقات العاطفية
من خلال هذه القصص نستوضح أهم الأسباب التي تدفع الفتاة الى هذا الطريق حيث نجد: إن الحاجة إلى العاطفة من الحاجات الأساسية لدى الإنسان ، لذلك على الأسرة أن توفر الأمن العاطفي لأولادها من خلال توثيق العلاقة السليمة المبنية على الحب و التفاهم و الحوار السليم و معرفة احتياجات أبنائهم العاطفية و النفسية و توفيرها لهم .. لذلك فإن الفتاة قد تتجه إلى العلاقات العاطفية خارج نطاق الأسرة ، عندما لاتجدها في هذا الناطق ، و الأسباب التي تؤدي بالفتاة إلى البحثِ عن العاطفة كثيرة منها :-
* المشكلات الأسرية وعدم الاستقرار .
*حب مرضي
نجد في هذا السن تنشأ علاقة عاطفية جارفة بين الفتاة ومعلمتها أو بينها وبين زميلتها أو مع الجنس الآخر .. حول هذا الجانب فنجد إنه دائماً تبحث الفتاة في علاقتها بالآخرين عن جوانب النقص أو الاحتياج لديها ، فإذا كانت غير مشبعة عاطفياً في الأسرة ولا تحظى برعاية من المحبة و المودة فإنها تبحث عنها في الخارج ، وقد يكون هذا الخارج امرأة أو رجلا ، وقد تشبع هذا الاحتياج مع المعلمة في المدرسة , لأنها تفتقر إلى رعاية و محبة والدتها ، أو ترى في المعلمة النموذج الذي تحب أن تكون والدتها عليه من حيث المعاملة أو الشكل وقد تتطور هذه العلاقة إلى تعلق و حب مرضي ، قد يؤدي إلى سلوكٍ مُنحرفْ ، أو حالة نفسية تحتاج إلى تدخل متخصص ، لذلك على المعلمة أن يكون لديها القدرة على وضع الخطوط العامة أو الحدود لهذه العلاقة منذ البداية ، بتوضيح دورها كمعلمة و مربية وأن تتواصل مع أسرة الفتاة لمعرفة أسباب التعلق ، حتى توجه هذه العاطفة إلى مسارها الصحيح.
المرجع:
*** الإساءة النفسية الوالدية من وجهة نظر طلبة الصف الثاني عشر وعلاقتها بالتحصيل الدراسي ومتغيرات أـخرى في مدارس محافظة مسقط ، السعدون ، فاطمة بنت أحمد ، جامعة السلطان قابوس ، 2007 م