المقدمة
الخدمة الاجتماعية هي مهنة الخدمة الانسانية التي هدفها منع المشاكل وعلاجها ، وقد استهدفت الخدمة الاجتماعية على مر الزمن مساعدة الانسان في حالات الحاجة والعوز ومن ثم فهي ظاهرة اجتماعية دائمة عاشت عمر الانسانية كلها وستضل طالما عجزت واستعجزت المجتمعات عن اشباع حاجات افرادها
والخدمة الاجتماعية تساعد التربية في تحقيق اهدافها ومن المعلوم ان التربية هي الوظيفة الاساسية للمدرسة تسير لطلاب الخدمات التي تساعدهم في التغلب على ماقد يعترضهم بالفعل من عقبات تحول دون اكمال مشوارهم التعليمي بكفاءة ونجاح
مفهوم الوظيفة الاجتماعية المدرسية وتطورها :
منذ بدء الحياة والانسان يمارس عمليات تعليمية حتى مع عدم وجود المدرسة بشكلها النظامي التقليدي المعروف وذلك لمقابلت الحاجات الاساسية والضرورية وذلك من خلال الاتصال المستمر بكل ما يحيط به وقد كان من الطبيعي ان تكون الاسرة وهي الشكل الذي توصل اليه الانسان للحفاظ على حياته والمصدر الرئيسي لتزويده بالمعارف والخبرات من بحث عن الطعام او الرعي او مواجهة عدو او تدبير الادوات المنزلية الملائمة او اعداد ما يدافع به الانسان عن نفسه وعن المحيطين به ولذلك كان للاسرة البدائية خلال العصور التاريخية القديمة دور اساسي في تعليم الابناء كيف يصطادون ويعدون الطعام وكيف يعدون مسكن .... وغيرها .
ومع بزوغ نظام الدوله في العالم القديم كان من الضروري ان تشكل المجتمعات في اطار من الانظمة كي تضمن استقرارها ونموها ومن ابرز هذه الانظمه النظام الديني والسياسي والاقتصادي والتشريعي والاجتماعي مما تتطلبها حاجات المجتمع وكان من الطبيعي ان تهتم الدوله بتشكيل النظام التعليمي وذلك من اجل نقل التراث الثقافي وبناء طاقات وقوى بشرية قادرة على تحمل المسؤلية
مفهوم الخدمة الاجتماعية المدرسية
اصبح من المعروف ان المدرسة مؤسسة اجتماعية على جانب كبير من الاهمية لانها منتشرة في معظم المجتمعات وتوجد في كل المناطق ويستفيد من خدماتها كل ابناء الاسر .... وعلى الرغم من ان الوظيفة الاساسية لدى المدرسة تنحصر في تربية الابناء وتعليمهم والعناية بهم وحسن اعداد مستقبلهم والمساهمة الفعاله في تنشئتهم الاجتماعية الا ان من الملاحظ اهم ما يشغل المدرسة هو التحصيل الدراسي وان اعظم مشكلة المشكلات التي تشكو منها المدرسة هي المشكلات هي المشكلات التي تعوق التلاميذ والطلباب عن التحصيل الدراسي وقد تطورت وظيفة المدرسة تبعا لتطور المجتمع فاصبحت مؤسسة تربوية ذات اهمية اجتماعية بعد ان كانت مجرد مؤسسة تعليمية تركز اهتمامها على تلقين الطلاب بعض المواد الدراسية .
اهداف الخدمة الاجتماعية
1- اكساب الطالب مجموعة من الاتجاهات الصالحة والتي من بينها :
أ-الايمان بالله ورسله والاعتزاز بالقيم الدينية التي تعزز سلوكه
ب- الانتماء للمجتمع المحلي والقومي والانساني
ج- الايمان بالاهداف المشتركة
د-تنمية روح التعاون لدى الاخرين والعمل بروح الفريق
ر- القدرة على تحمل المسؤلية
ه-احترام النظام وتقدير قيمة الوقت والعمل
و-التفكير الواقعي السليم
ي-القدرة على مواجهة المشكلات
2- اكساب الطالب بعض المهارات اليدوية والفنية والفكرية
3- مساعدة الطالب على ان يتوفر لدية قدر مناسب من المعلومات والمعارف التي تعينةعلى فهم نفسه ومعرفة مجتمعه
4- الارتباط بالخطة الالقومية للتنمية
5- شمول الرعايه للقاعدة الطلابية العريضة مع التركيز على الفئات الاكثر احتياجا
6- الاسهام في تنمية ايجابيات الطالب للاستفادة من العمليات التعليمية
7- ربط المدرسة بالبيئة وبقضايا المجتمع
تاسيسا على ما سبق يمكن القول ان اهداف الخدمة الاجتماعية المدرسية تتفق مع اهدا التربية بوجه عام حيث ان كل منها يسعى لتنشئة الانسان وصالحة وصالح هذا المجتمع وايضا باستخدام امكانات هذا المجتمع والاستفادة منها اكثر استفادة وذلك بتوظيف قدرات هذا الانسان ومقوماته
الاحتياجات الاجتماعية للطالب كفرد
ان الطالب ليس كفرد بل يشكل وحدة لها قدرات الذاتية وفاعليتها المستمرة في المجتمع ولا يمكن التعرف على الفرد دون التعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة الذي يعيش فيه . فلكل طالب مجموعة من الخصائص الاجتماعية والدينية والعقلية التي ينميها بتفاعله مع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ، ومن الخلال التجارب والظروف التي يمر بها في هذه البيئة والتي تعطيه طابع الفرد المتميز .
ذلك ان ما يكتسبه الطالب من خصائص اجتماعية قابل للتغير فهذه الخصائص بيست موروثة وانما ينميها الفرد من خلال التجارب التي يمر بها في حياته واثناء اتصاله بغيره وتفاعله مع المواقف التي يواجهها . والطالب ككائن اجتماعي يكتسب خصائصه الاجتماعية بتفاعله مع الجماعات التي يعيش فيها
وللطالب كفرد له احتياجات اساسية يمكن تحديدها
1- احتياجات نفسية : تتمثل في ضرورة شعوره بالامن والطمانينه والتقدير والحريه والاستطلاع والرغبة في الانتماء
2- احتياجات تعلبيمية : ويقصد بها الاحتياجات للمعرفة واكتساب المهارات والخبرات
3- احتياجات صحية وغذائية : بحيث تتوفر له الصحة البدنية وسلامة الجسم لتمكينه من استخدام طاقاته الذاتيه الى اقصى حد ممكن
4- احتياجات اقتصادية : تساعد على السكن والغذاء الصحي الملائم والانتقال من والى المدرسة دون جهد واللبس النظيف المناسب وتوفير الامكانيات المادية التي يتطلبها التحصيل الدراسي
5- \احتياجات ترويحية حيث يستطيع ممارسة انشطة وهوايات يرغب فيها ويميل اليها
6- احتياجات اجتماعية : تتمثل في حاجته الى الشعور بالذاتية الاجتماعية وانتمائه الى جماعات وتوفقه مع المجتمع الذي يعيش فيه ومواجهة مشكلاته
اكثر المشكلات الاجتماعية شيوعا
مشكلة العنف :
تزايد ظاهرة العنف لدى الطلاب في الانة الاخيرة وهده الظاهرة ليست محلية وانما عالمية وقد اوضحت بعض الدراسات التي اجريت في المجتمع الامريكي ان ظاهرة العنف الطلابي والجريمة داخل المدارس الثانوية تمثلت في :-
1 الاعتداء والهجوم على المعلمين والذي تزايد عن الحد في ال 25 سنة الاخيرة حيث تم رصد العديد من احداث العنف التي قام بها الطلاب تجاه معلمينهم
2- التخريب المعتمد للممتلكات الخاصة
3- التعدي على القوانين واللوائح المدرسية وعدم احترام الطالب للقوانين نظرا لافتقارهم الى العقاب القانوني الرادع
4- الهجوم على المدرسين وعدم احترامهم والاعتداءات الجسمانية واللفظية عليهم
5-اقتحام المدرسة والمجئ المتاخر وعدم حضور الدرس بالرغم من التواجد على ارض المدرسة
7- رفض الالتزام بالقواعد واتباعها حيث ينعكس ذلك في طريقة الكلام والملبس والغة البذيئة
8- حمل الاسلحة البيضاء والمسدسات
اهم اسباب ظاهرة العنف الطلابي
1- الاسرة :فالاسرة هي المسؤلة عن تنشئة الطالب قبل ان يذهب الى المدرسة وهي المسؤله ايضا عن استخدام الطالب العنف اللفظي او العنف الجسدي كوسيله لحل المشكلات التي تنشأ بينه وبين من يخافونه في الرأي .
ذلك ان نسبة كبيرة من المشكلات السلوكية التي يعاني منها المجتمع المدرسي ترجع الى ضعف التربية الاسرية نظرا لما طرا في السنوات الاخيرة من هذا القرن من تغيرات شديدة في الاسرة والتي اثرت بدورها في التربية ومنها
1- انشغال بعض الاباء والامهات عن رعاية ابنائهم ومتابعة سلوكياتهم بسبب العمل خارج المنزل
2- تفكك بعض العلاقات الاسرية واضطرابها سواء بين الزوج والزوجة او بين الاباء والابناء
3- ضعف تأثير القيم الدينية والانسانية داخل الاسرة والاعلاء من القيم المادية مثل الانفاق على حساب القيم الروحية
المدرسةالمدرسة هي المؤسسة التربوية التي تلي الاسرة مباشرة في عملية التربية وقد كانت المدرسة معنية بالدرجة الاولى بعملية التربية وقد المدرسة معنية بالدرجة الاولى بعملية التربية وتحقيق النمو المتكامل للمتعلم اجتماعيا وروحيا وثقافيا ودينيا وبدنيا الا انها اصبحت تركز اهتماها على عملية التحصيل وتمكين التلميذ من النجاح في الامتحانات وظهر ذلك في سلوكيات التلاميذ المنحرفة
الاعلام
فالتلفزيون على سبيل المثال وليس الحصر احد وسائل الاعلام التي لها تأثير كبير على سلوكيات الطلاب بالاضافة الى ما قد يرد من خارج البلاد من بث اعلامي عن طريق القنوات الفضائية وشبكات الانترنت وما تحمله من برامج هذا البث من مثيرات لها اثر الكبير في نفوس الطلاب وسلوكياتهم
المجتمعان التطورات المتسارعة التي حدثت في المجتمع سواء كان من الناحية الاقتصادية او الاجتماعية كان لها اثر في ظهور الكثير من المشكلات ولعل هذه ابرزها :
1- التكدس السكاني في بعض المناطق والاحياء وظهور بعض العشوائيات بكثرة وحرمانها من الخدمات الاجتماعية
2- التغيرات الثقافية المتلاحقة السريعة في مجال الاتصال والاعلام والانفتاح الشديد على المجتمعات البشرية المختلفة وخاصة الغربية وكان لهذه التغيرات اثر الواضح في زرع انماط سلوكية جديدة
3- ظهور بعض صور ومظاهر الاهمال والفساد وضعف مؤسسات المجتمع عن ماجهتها المواجه الحاسمة
4- عدم اعطاء الطلاب للتعبير عن رأئيهم من خلال القنوات الشرعية كإتحاد الطلاب اذ ان عدم اعطاء الطالب لتعبير عن افكارهم واستخدام اسلوب القهر يؤدي في كثير من الاحيان الى العنف الطلابي
5- انتهاك القانون فظاهرة العنف الطلابي من الظواهر الحديثة نسبيا وقد ظهرت بوضوح في المجتمعات المتقدمة ولم تسلم المجتمعات النامية منها
دور الادارة التربوية في مواجهة المشكلات المدرسية والوقاية منها
تستطيع الادارة التربوية اداء دورها التربوي المنشود في مواجهة المشكلات الامدرسية من خلال بعض الخطوات يمكن تلخيصها فيما يلي:
1- يجب توفير فرص التعليم لارباب العمل المختلفة من الذكاء واصحاب القدرات المحدود على التحصيل والعمل الجاد على الاقلال من حالات الفشل المدرسي لانه بدوره يؤدي الى الفشل الاجتماعي
2- حسن توزيع التلاميذ على انواع التعليم التي تناسب قدر اتهم ومواهبهم وذكائهم وميولهم الدراسية والمهنية
3- تصنيف التلاميذ حسب السن بحيث يؤدي الى التفاوت الكبير فيه الى ان كبارهم يعتدون على صغارهم
4- اشراك التلاميذ في ادارة المدرسة وفي المحافظة على نظافتها وتدريبهم على تحمل المسؤلية وتنمية روح الايجابية فيهم
5- تطبيق مبادئ الحكم الذاتي للجماعة المدرسية واشعار التلاميذ بالتضحيتهم الذاتية واشباع حاجاتهم بالانتماء الى الجماعة المدرسية
6- الاهتمام بالسلوك الاخلاقي واعطاء مكافئة على حسن السيرة والسلوك وعلى احترام القانون والنظام المدرسي وعلى احترام حقوق الاخرين
7- الاهتمام الزائد بالتربية الخلقية وسرد قصص الانبياء والرسل وسير حكماء التاريخ وعظماء العلم والاخلاق حتى يكونو مثلا عليا للتلاميذ
8- فرض عقوبات جدية على مرتكبي المخالفات في المدرسة مثل الحرمان لبعض الوقت من الانشطة التي يحبها التلاميذ فاذا ما تكررة المخالفة وجب احالة الحالة للاخصائي الاجتماعي لتناولها قبل البت في تقرير مصير التلميذ من قبل الادارة
9-عدم اللجوء الى العقاب البدني وكذلك عدم الميل الى سب التلميذ او اهانته وذلك حتى لا يتعود على هذه الخبرات فيتبلد احساسه بها وتصبح هذه الوسائل غير مجدية لدية كما يجب ان يوضع في الاعتبار ان من اثار العقاب البدني ان التلميذ ربما يتقمص يتقمص شخصية المدرس فيصبح العنف منهجة في الحياة
9- يجب ان تكون العلاقة بين المدرس والتلميذ علاقة حب وود وصداقة واحترام وثقة وان يقوم المدرس ما امكن بدور الاب في الارشاد والتوجيه والتبصير والتوضيح
10- يجب دراسة حالة كل تلميذ تبدو في سلوكياته الاتجاهات العدوانية او التخريبية او الهروب او السرقة او الانطواء والعمل على التعرف الى الاسباب التي ادت الى ذلك ... نفسية كانت او دراسية او ااجتماعية او عائلية والعمل على حل هذه المشكلة وتوفير التعويض الازم لدى الطفل لكي يستعيد تكيفه ويساعد نفسه بنفسه
ويجب ان لا يغيب عن البال ان المدرسة من المفروض فيها انها تعمل بروح الفريق فالناظر والمدرسون والاخصائيون الاجتماعيون والنفسيون والاطباء والاداريون والعمال انما وجدوا في هذه المدرسة لخدمة وصالح هؤلاء الابناء ومنها وجد ان يتم كل منهما الاخر ويسانده
المراجع :
الخدمة الاجتماعية المدرسية في اطار (العملية التربوية ) د.عصام توفيق قدر استاذ اصول التربية بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية ، دكتورة كتورة سحر فتحي مبروك مدرس المجالات بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية ببنها الطبعة الاولى 2004